داهمت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) صباح اليوم، الاثنين 31 من كانون الثاني، عشرات القرى في ريف القامشلي الجنوبي والجنوبي الشرقي بحجة البحث عن خلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وبحسب مراسل عنب بلدي في المنطقة، فإن العشرات من سيارات الدفع الرباعي المحمّلة بالعناصر المسلحين انتشرت في المنطقة مع ساعات الصباح.
أغلب القرى التي جرى تفتيشها تقع بالقرب من الحدود العراقية مثل تغلب وبكر وفلسطين الشرقية.
ونتج عن الحملة اعتقال العشرات من أبناء تلك القرى الذين نُقلوا بعدها إلى سجون بلدة القحطانية والشدادي التي تسيطر عليها “قسد”.
أحد الحراس في سجن “الشدادي” (تحفظت عنب بلدي عن ذكر اسمه لأسباب أمنية)، وهو السجن الذي يضم الأسرى من التنظيم وتسيطر عليه “قسد”، قال إن نحو 150 معتقلًا جديدًا من أبناء المنطقة خلال الـ24 ساعة الماضية وضعتهم “قسد” في سجن “الشدادي”، نصفهم من مدينة الحسكة وينحدرون من أحياء غويران والزهور والصالحية.
عدد المعتقلين في ازدياد، واللجان الشعبية التي شكّلتها “قسد” تمارس “البلطجة”
أحمد مصطفى (39 عامًا)، وهو اسم مستعار لمحامٍ من مدينة القامشلي ويعمل في مجلس العدالة الاجتماعية التابع لـ”الإدارة الذاتية”، وأغلب توكيلاته عن المعتقلين والمختفين قسرًا، قال لعنب بلدي، إن عدد المعتقلين على خلفية أحداث سجن “غويران” يزداد بشكل يومي.
وأضاف أنه تلقى عشرات المكالمات من ذوي المعتقلين من الحسكة والقامشلي يطلبون منه التوكيل لمعرفة مصير أبنائهم والدفاع عنهم، بالإضافة إلى العديد من التبليغات عن سرقات طالت محال ومنازل المدنيين.
المحامي اتهم اللجان الشعبية التي شكّلتها “قسد” في عدة أحياء بالحسكة بأنها تقف خلف أغلب الاعتقالات والتبليغات عن مدنيين “لا علاقة لهم بداعش”، واصفًا عملهم بـ”التشبيح والبلطجة التي ترهب المدنيين”.
بالإضافة إلى اللجان الشعبية، توجد “قوات الحماية الجوهرية”، بحسب المحامي، وهي قوى مدنية شبه عسكرية شكّلتها “قسد” في عام 2015 من مختلف الأعمار من أبناء الأحياء التي تسيطر عليها بعد إخضاعهم لدورات فكرية وعسكرية عن استخدام الأسلحة.
واعتقلت هذه القوات الكثير من المدنيين خلال فترة الحظر التي فرضتها “قسد” بالتزامن مع أحداث سجن “غويران”.
ولم يقتصر عمل هذه اللجان على تشكيل الحواجز داخل الأحياء وفي الطرقات، فبعضها “شارك في عمليات المداهمة لمنازل المدنيين”، بحسب المحامي.
ووُزّع المعتقلون على سجون القامشلي في “علايا” و”العنترية” و”ناف كر”، بينما رُفضت جميع التوكيلات للبحث عنهم ومعرفة مصيرهم في الوقت الحالي، حسب المحامي.
وأعلنت “قسد”، الأحد 30 من كانون الثاني، عن تمشيط الجيوب الأخيرة في سجن “الصناعة” بعد مرور عشرة أيام على هجوم تنظيم “الدولة” على السجن.
وأصدرت القيادة العامة لـ”قسد” بيانًا اليوم، الاثنين 31 من كانون الثاني، تحدثت فيه عن تفاصيل هجوم التنظيم بحي غويران، وتفاصيل تصدي قواتها لهذا الهجوم، وملاحقة فلول التنظيم تحت مسمى حملة “مطرقة الشعوب”.
وقتل عناصر تنظيم “الدولة” 77 شخصًا من العاملين في مؤسسات السجن والحراس، كما قتل 40 مقاتلًا من “قسد”، وأربعة مواطنين، بحسب البيان.
–