غلاء مواد التدفئة يدفع نازحات لجمع الحطب في إدلب

سيدة سورية تجمع الحطب لاستخدامه للتدفئة في مخيمات الشمال السوري (عنب بلدي/ هاديا منصور)

camera iconسيدة سورية تجمع الحطب لاستخدامه للتدفئة في مخيمات الشمال السوري (عنب بلدي- هاديا منصور)

tag icon ع ع ع

اعتادت سناء الحاج علي (37 عامًا) أن تخرج مع ساعات الصباح الأولى منذ بداية فصل الشتاء، قاصدة الأحراش القريبة من مخيمها الواقع في باريشا شمالي مدينة إدلب، لجمع الحطب والأعواد اليابسة لتتمكن من تدفئة أطفالها المقيمين داخل خيمة “بالية لا تقي حر صيف ولا برد شتاء”، بحسب ما قالته لعنب بلدي.

اشتكت سناء من عدم حصولها على مواد تدفئة منذ سنوات، معتبرة أن المنظمات الإغاثية لم تعد تهتم لأمر المقيمين في المخيم لجهة تأمين مواد التدفئة، في ظل عجز الناس عن تأمين قوت يومهم في الكثير من الأحيان.

صعوبة الأوضاع المعيشية التي يعانيها المقيمون في معظم مخيمات الشمال السوري، دفع بالكثير من النساء والأطفال للبحث عن مواد بديلة للتدفئة بعد ارتفاع أسعار المحروقات إلى مستويات لا تناسب إمكانياتهم.

وانحصرت المواد البديلة في جمع ما يمكن جمعه من الحقول والأحراش ومكبات النفايات، من المواد التي تساعد على الاشتعال لتأمين التدفئة، بحسب ما أفادت به مراسلة عنب بلدي في مدينة إدلب.

وأضافت المراسلة أن الناس لا يستخدمون ما يجمعونه من الأحطاب وعيدان القش والأغصان المتساقطة في التدفئة فقط، بل من الممكن أن يعتمدوا عليها اعتمادًا تامًا في طهو الطعام وصناعة خبز الصاج، في محاولة لتأمين حاجتهم من الخبز والطعام.

خديجة المعترماوي (50 عامًا)، مقيمة في أحد مخيمات مدينة حارم بإدلب، قالت لعنب بلدي، إنها تضطر للخروج إلى جمع الحطب رغم كبر سنها، بسبب مرض زوجها الذي لا يستطيع أن يقوم بهذا العمل.

واعتبرت خديجة أن خروجها إلى جمع الحطب بعد فقدانها لأبنائها وما عاشته من تهجير، من الممكن أن يساعدها على الخروج من آلام حياتها.

شتاء قاسٍ على المخيمات

ويعاني سكان محافظة إدلب وأرياف حلب من تردي الأحوال المعيشية، ومن الفقر وعدم قدرة العائلات على تأمين قوت يومها ومستلزماتها، وارتفاع أسعار السلع والمواد الذي شهدته الأسواق في المنطقة بشكل غير مسبوق، وغياب العديد من الخدمات المقدمة وخصوصًا في المخيمات التي تعرضت لشتاء قاسٍ.

وكان فريق “منسقو استجابة سوريا” وثّق أضرار الهطولات الثلجية على الشمال السوري، مشيرًا إلى انتهاء العمر الافتراضي لأكثر من 90% من مخيمات الشمال السوري، ما يزيد من حجم الكوارث والأضرار الناجمة عن العوامل الطبيعية في المنطقة.

وسجّل الفريق أضرارًا ضمن أكثر من 176 مخيمًا مع استمرار عمليات إحصاء الأضرار، شملت انهيار أكثر من 467 خيمة بشكل كامل، ودخول مياه الأمطار إلى 411 خيمة، وتسجيل أضرار جزئية في 982 خيمة أخرى، بحسب بيان صادر عن الفريق، في 24 من كانون الثاني الحالي.

المحروقات تُسعّر بالدولار

في 12 من كانون الأول 2021، حددت شركات المحروقات العاملة في إدلب أسعار المحروقات بالدولار الأمريكي، بعد عدة انخفاضات شهدتها الليرة التركية قبل أشهر، أدت إلى حدوث الكثير من التقلبات في أسعار المحروقات.

وبلغ سعر ليتر البنزين “مستورد أول” 860 سنتًا، وسعر ليتر مازوت “مستورد أول” 812 سنتًا، وليتر المازوت “مكرر أول” 504 سنتات، وليتر المازوت من النوع المحسّن 641 سنتًا.

وحُدد سعر أسطوانة الغاز المنزلي للمستهلك بـ12 دولارًا أمريكيًا، بحسب نشرة أسعار شركة “وتد” للمحروقات، العاملة في إدلب.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة