عاد المطران (الأسقف)، إيليا طعمة، مطران أبرشية وادي النصارى في ريف حمص الغربي، المُتهم باختلاس أموال واتهامات أخرى، من اليونان إلى الدار البطريركية في دمشق.
وجاءت عودة المطران استجابة لطلب غبطة البطريرك يوحنا العاشر (وهو بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس)، لأن بقاءه في الخارج لا يفيد، ويعوق إدارة ملف التحقيقات في المرحلة التي بلغها.
وستُستكمل الإجراءات الكنسية الواجبة، وسيتم اتخاذ التدابير الاحتياطية اللازمة إلى حين انتهاء التحقيق، وعلى ضوء ذلك سيُتخذ القرار الملائم، وفق بيان صادر عن المركز الأنطاكي الأرثوذكسي للإعلام، الأحد 30 من كانون الثاني.
وكان البطريرك يوحنا تولى مهمّة التحقيق في الاتهامات الموجهة إلى المطران إيليا، بعد أن شكّل لجنة مجمعية، مهمتها الاستقصاء والوقوف على حقيقة ما يتم تداوله من اتهامات.
وجاء تولي البطريرك للتحقيق استنادًا إلى النظام الداخلي للكنيسة الأنطاكية، بأنه “عندما تطال اتهامات خدمة أسقف على وجه تهتزّ معه سلامة الرعية، وأن البطريرك هو مرجع الأساقفة (المطارنة)”.
ماذا حدث؟
وُجهت اتهامات إلى المطران إيليا طعمة، باختلاس وسرقة أموال مطرانية وادي النصارى، وأموال مساعدات خارجية، تُقدر بمليارات الليرات السورية، واتهامات أخرى نشأت بسبب خلاف شخصي بين راهبة والمطران تطورت إلى اتهامات أخلاقية وأخرى متعلقة بالنزاهة.
والتقت اللجنة التي شكّلها يوحنا العاشر بجميع المعنيين، وعلى رأسهم المطران إيليا والراهبة مريم وسوف (العالقة في قضية الخلاف والاتهامات مع المطران)، وجرى الاستماع إلى إفاداتهم، بالتنسيق الدائم مع متروبوليت عكار وتوابعها، باسيليوس منصور، وتوعدت بالمساءلة ومحاسبة المسؤولين بعد انتهاء التحقيقات.
وبناء على سير التحقيق، طلب يوحنا العاشر من الأسقف إيليا الانتقال إلى الدار البطريركية في دمشق لاستكمال الإجراءات، لكن إيليا غادر إلى اليونان دون استئذان.
أوقفت بعدها أبرشية عكار الأرثوذكسية وتوابعها جميع التوكيلات المسندة إلى المطران إيليا، وأعلن متروبوليت عكار وتوابعها، باسيليوس منصور، إلغاء الوكالات الصادرة من الأبرشية لتوكيل إيليا طعمة، في 22 من كانون الثاني الحالي.
وأفاد البطريرك يوحنا لاحقًا أن المطران إيليا يحتاج إلى إجازة روحية ليعود، وطلب البطريرك يوحنا من إيليا الرجوع من اليونان إلى الدار البطريركية في دمشق، لاستكمال الملف.
وطلب المركز الأنطاكي للإعلام عدم التداول في مجريات هذه القضيّة عبر وسائل التواصل الاجتماعي منعًا للإسهام في تشكيك أحد من الإخوة، وصونًا للحقائق وسلامة الحياة الكنسية.
وكان المركز الأنطاكي أوضح أن الجهات الكنسية المعنية تتابع كل ما يخص موضوع المطران إيليا، وفق الأصول الكنسية المعمول بها، وأن السلطات الكنسية تعالج هذا الموضوع بكل أمانة ومسؤولية، ودعا إلى عدم تبنّي أي خبر لا يصدر بشكل رسمي عن الدوائر الكنسية المختصة.
–