تحدث المبعوث الأممي لسوريا، غير بيدرسون، عن استعداد كل من أمريكا وروسيا في الانخراط بالحل السياسي في سوريا.
وقال بيدرسون يوم السبت 29 من كانون الثاني، في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، إنه حصل على دعم من مجلس الأمن للتقدم في مقاربة “خطوة بخطوة” بين الأطراف المعنية لتحديد خطوات تدريجية ومتبادلة وواقعية محددة بدقة، وقابلة للتحقق لتطبق بالتوازي بين الأطراف المعنية وصولًا إلى القرار الدولي “2254”.
ووجد بيدرسون أن هناك دعمًا لمبادرته، من اللاعبين الرئيسيين الآخرين، العرب والأوروبيون، حيث التقى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وكان هناك إجماع على دعم مقاربته.
وأضاف أن المحاورين الأساسيين أبلغوه أن مرحلة العمليات العسكرية انتهت، وأن لا طرف سيحتكر الخاتمة، وهناك شعور بضرورة تجربة شيء جديد.
وأضاف أنه من الخطأ التحدث علنًا في هذه المرحلة لأنها لاتزال في مرحلة العصف الفكري، وسيكون هنالك جولات إضافية من المشاورات، وأنه سيتابع المناقشات مع حكومة النظام السوري وهيئة المعارضة.
وفيما يخص رفض وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، الشديد لاقتراح بيدرسون أجاب المبعوث، أنه سيكون سعيدًا كي يشرح بتفاصيل أكثر لدمشق، الخلفية الحقيقية لـ”خطوة مقابل خطوة”، على أمل أن ينخرط مع هيئة التفاوض.
ملف المفقودين
واعتبر بيدرسون أن ملف المعتقلين هو أحد أهم أولوياته منذ تسلمه لمهمته، ولكن لم تحدث أي “اختراقات عميقة في هذا الملف”، بحسب قوله.
وأضاف أنه خلال مناقشاته مع أطراف عملية أستانة في كازاخستان، كان هناك بعض الأفكار التي طرحت على الطاولة، على أمل التحرك في هذا الملف الذي يخص الكثير من العائلات السورية التي طالبت بإطلاق سراح الأطفال والنساء والقصر والكهول.
أزمة أوكرانيا وأثرها على الملف السوري
تحدث المبعوث عن احتمالية انعكاس الأزمة في أوكرانيا بين الأوروبيين والأمريكيين من جهة والروس من جهة أخرى على الوضع في سوريا، وعن الأثر الذي ستتركه، بأنها ستعقد الأمور التي يعمل عليها في سوريا.
وأضاف أنه “في الوقت نفسه يجب أن نذكر أنفسنا أن ليس هناك اختلافات استراتيجية بين أمريكا وروسيا، هناك مصالح مشتركة بمحاربة الإرهاب وتحقيق الاستقرار، على أمل الوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة في أوروبا، بحيث يكون هناك أثر إيجابي في سوريا”.
وفيما يخص جولات اللحنة الدستورية، يأمل بيدرسون أن يرى تبادلًا جديًا لوجهات النظر، “بحيث يكون (أعضاء الوفود الثلاثة) مستعدين لمراجعة النصوص التي يقدمونها ويتجاوبون مع ما يسمعون من الطرف الأخرى”.
وأوضح أن “الوفود لا تقدم نصوصًا دستورية فحسب، بل إنها على استعداد أيضًا لتعديلها في ضوء المناقشات، لمحاولة إيجاد أرضية مشتركة، أو على الأقل تضييق مساحة الاختلافات”.
وشدد على الحاجة إلى عملية صياغة مثمرة وفقًا لولاية اللجنة، ووجوب أن تعمل اللجنة كما تحدد المعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلية، على وجه السرعة”.
ورغم خيبة الأمل المحيطة بجو اجتماعات اللجنة أشار بيدرسون إلى أنه من المهم مواصلة عملها بروح من العجلة، واستمرار العمل للتوصل إلى نتائج.
وفي تشرين الأول 2021، اختتمت الجولة السادسة لاجتماعات اللجنة الدستورية أعمالها دون تحقيق تقدم يذكر، رغم مجيء هذه الجلسة بعد توقف دام تسعة أشهر.
وأعرب المبعوث الأممي في اجتماع مجلس الأمن الدولي، عن استعداده لعقد دورة جديدة لعمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف، في شباط المقبل.