“نيويورك تايمز”: أطفال سجن “غويران” ما كان يجب أن يكونوا هناك
تحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” عن الظروف التي يعيشها الأطفال من القاصرين الذين احتجزوا من أولاد عائلات تنظيم “الدولة الإسلامية” في سجن “غويران” في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وقالت الصحيفة اليوم، الخميس 27 من كانون الثاني، إن الصبية ينامون في السجن في مجموعات تتكون كل مجموعة من حوالي 15 فردًا في زنزانة بلا نوافذ، ويحصلون على الهواء النقي ويرون الشمس، في أثناء زياراتهم إلى الفناء المحاط بسور، لكنهم لا يستقبلون أي زائر.
وتتراوح أعمارهم بين 10 و18 عامًا ولم يتلقوا أي تعليم منذ أن تم احتجازهم قبل ثلاث سنوات أو أكثر.
قال المتحدث باسم “قوات سوريا الديمقراطية”، فرهاد شامي، في 26 من كانون الثاني، للصحيفة، إن القوات استعادت السجن بعد أنباء عن مقتل مئات المقاتلين، ولكن مصير مئات الأولاد الذين أخذوا كرهائن واستخدموا كدروع بشرية لا يزال محل تساؤل.
ويعيش عشرات الآلاف من الأطفال المحتجزين في السجون ومعسكرات الاعتقال في شمال شرقي سوريا، لأن والديهم ينتمون إلى التنظيم.
وبحسب عمال الإغاثة والمدافعين عن حقوق الإنسان، فإن احتجاز الأطفال يعاقبهم على خطايا آبائهم، ويمكن أن يغذي التطرف الذي تقول السلطات التي تحتجزهم إنها تريد منعهم.
قال ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في سوريا، بو فيكتور نيلوند، “بموجب القانون الدولي، يجب أن يكون احتجاز الأطفال هو الملاذ الأخير، لم يؤخذ في الاعتبار الجانب الكامل لهؤلاء الأطفال كضحايا لظروفهم”.
المتحدث باسم “قوات سوريا الديمقراطية”، فرهاد شامي، قال إن الطوابق العليا من مبنى السجن هي عنبر الأطفال، حيث تم اعتقال 700 منهم.
ومن جهتها قالت مديرة منظمة “هيومن رايتس ووتش” التي تتعقب الاعتقالات في سوريا، إنها تحدثت مع رجلين وصبي داخل المبنى المحاصر، وقالوا إنهم رأوا العديد من القتلى والجرحى من الأولاد، دون طعام أو ماء.
ويعيش عشرات الآلاف من الأطفال، معظمهم من السوريين والعراقيين، في المخيمين الرئيسيين في المنطقة، إلى جانب آلاف الأطفال من جنسيات أخرى، بحسب ما قاله مدير المعهد الأمريكي للاستهداف والقدرة على الصمود لمكافحة الإرهاب، أرديان شاكوفتشي، الذي بحث في هذه القضية.
يُعتقد أن من 200 إلى 220 طفلًا موجودون في مركزين لإعادة التأهيل تديرهما “الإدارة الذاتية” التي تحكم المنطقة.
وعارضت الإدارة منذ فترة طويلة تقديم معلومات عن عدد الصبية في سجونها، لكن شاكوفتشي قال إن هناك حوالي 700 في منشأة الحسكة ونحو 35 في سجن آخر في مدينة القامشلي، معظمهم من السوريين والعراقيين، كما يوجد حوالي 150 قاصرًا من من الأجانب.
وفي عام 2019، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز فيرست” بوجود أطفال في سجن الحسكة، يرتدون بذلات برتقالية ومكدسين في زنازين عادية بالقرب من السجناء البالغين.
وتحسنت ظروف القصّر منذ ذلك الحين بشكل طفيف، وفقًا لعمال الإغاثة، وفصلوا عن البالغين ونقلوا إلى المبنى الخاص بهم على الجانب الشمالي من المجمع، حيث توجد ثلاثة طوابق بها حوالي 15 زنزانة لكل منها.
وجلبت لهم مجموعات الإغاثة البطانيات والفرش ومستلزمات النظافة والملابس، ولديهم حمامات مشتركة وساحة خاصة بهم حيث يحصلون على وقت استجمام منتظم.
قال عمال الإغاثة للصحيفة، إنه على مدار الـ15 شهرًا الماضية، ارتفع عدد القصر من حوالي 550 إلى 700، حيث كانت الإدارة تنقل بعض المراهقين إلى السجن في بعض الحالات، وتفصلهم عن أمهاتهم في المخيمات.
وأبعد الأطفال لعدة أسباب بعضها بعد حوادث أمنية، أو بسبب المخاوف من حمل النساء في المخيمات، وفقًا لعمال الإغاثة وشاكوفسي.
ونفى المتحدث نقل أي فتية من المعسكرات إلى السجن، لكنه قال إن بعضهم نُقل إلى مراكز إعادة التأهيل لأنهم معرضون لخطر التحول إلى التطرف في المعسكرات، حيث يظل العديد من المعتقلين مؤيدين ثابتين للخلافة.
أشبال الخلافة
أطلق على جميع الأولاد في السجن اسم “أشبال الخلافة”، وهو الاسم الذي استخدمه التنظيم للأطفال المدربين على القتال، وكان من الممكن تدريبهم على تنفيذ تفجيرات انتحارية.
اعترف ممثل “يونيسيف” في سوريا، بو فيكتور نيلوند، أن بعض الأولاد كان بإمكانهم لعب أدوار في القتال، لكنه قال إنه كان من الصعب تحديد خلفية كل طفل، وإن بعضهم كانوا أصغر من أن يقاتلوا، ولم يُتهم أي من الصبية بارتكاب جريمة ولم يُعرضوا على قاض.
واعتبر أن هؤلاء الأطفال معرضون لخطر شديد بالسقوط كأهداف في مرمى النيران، مع تصاعد القتال بين تنظيم “الدولة” و”قوات سوريا الديمقراطية”، وربما إعادة تجنيدهم أو تجنيدهم لأول مرة وينتهي بهم الأمر في أيدي التنظيم.
ورد المركز الإعلامي لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على بيان صادر من منظمة الأمم المتحدة للطفولة والمتعلق بوضع الأطفال المحتجزين في سجون القوات، والمعروفين باسم “أشبال الخلافة”.
وقال المركز في بيان صادر اليوم، الخميس 27 من كانون الثاني، إن “قسد” اضطرت لاحتجاز هؤلاء الأطفال كخيار مؤقت لا بد منه حفاظًا على سلامتهم وسلامة المجتمع منهم في ذات الوقت، وهي إجراءات مؤقتة لحين إيجاد الحلول المناسبة للتعامل مع هذه القضية.
وأضاف أن الأطفال فُصلوا عن البالغين من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”، وخصصت لهم مهاجع خاصة بناءً على توصيات من الأمم المتحدة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :