“الدّولة”.. باقية وتهدّد

  • 2022/01/30
  • 12:12 م

معتقلون من عناصر تنظيم "الدولة" في أحد سجون الحسكة شمالي سوريا ، 26 تشرين الأول 2019 (AFP)

حسام المحمود | أمل رنتيسي | خالد الجرعتلي | حسن إبراهيم

مع بداية الثورة السورية عام 2011، وسّع تنظيم “الدولة” نشاطه ليشمل سوريا، في سبيل “مساندة الشعب السوري”، وفق رواية التنظيم التي قدمها في فيلم وثائقي باسم “النهاية والبداية”، في كانون الثاني 2021.

وبعد دخول التحالف الدولي بقيادة واشنطن إلى سوريا عام 2015، لمحاربة التنظيم الذي سيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق حينها، انحسر وجود “الدولة الإسلامية” على الأرض، وانكمشت مناطق نفوذها.

وانتقل التنظيم العسكري الذي ولد من رحم “القاعدة” و”الدولة الإسلامية في العراق”، من الحضور الجغرافي الواضح والمكشوف، إلى شنّ عملياته في جيوب جغرافية متفرقة تشكّل البادية السورية مسرحها الأبرز، وعقدة الحبل التي لم تحلها عمليات عسكرية وحملات أمنية تقودها مختلف الأطراف العسكرية في سوريا على مدار سنوات.

في 19 من كانون الثاني الحالي، فاجأ تنظيم “الدولة” العالم بعملية معقدة لفك رهائن من قياداته، خلال هجوم استهدف سجن “غويران” في الحسكة، الذي يقع تحت السيطرة الكاملة لـ”وحدات حماية الشعب” (الكردية) وبدعم من التحالف الدولي لمحاربة التنظيم.

تناقش عنب بلدي في هذا الملف مع خبراء وباحثين، ازدياد هجمات التنظيم في الآونة الأخيرة، مقابل مراوحة الجهود العسكرية لردّه وتطويق مخاطره مكانها، إلى جانب الأهمية التي تشكّلها البادية السورية للتنظيم، وجدوى التعامل العسكري الحالي في القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”.
البادية السورية ساحة عمليات

رغم عدم تحديد التنظيم توزع هجماته في أنحاء العالم التي بلغ عددها 2748 عملية، نُفذت أغلبيتها بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والألغام، فإن سوريا حلّت في المرتبة الثالثة لكثافة الهجمات بـ368 عملية استهداف، أسفرت عن 736 قتيلًا، وفق إحصائية صادرة عن وكالة “أعماق” الخاصة بالتنظيم عبر “تلجرام”، في 9 من كانون الثاني الحالي.

وشملت الإحصائية عمليات الاستهداف في مختلف مناطق النفوذ على امتداد الجغرافيا السورية، دون تحديد توزعها الجغرافي.

اعتمد التنظيم بعد تراجع سيطرته في سوريا على مبدأ الاستهداف ثم الاختباء، مستغلًا جغرافيا البادية السورية ذات الطبيعة الصحراوية، وجاعلًا منها مسرحًا لخلاياه الأمنية التي تستهدف أرتالًا لقوات النظام و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

ولا تزال آلية تحرك وانتقال خلايا ومقاتلي التنظيم في البادية السورية غير واضحة، إذ يقتصر ظهور عناصره على لحظات الاستهداف، ويعودون للاختفاء مجددًا في صحراء البادية.

وتمتد البادية السورية من ريفي حماة وحمص الشرقيين إلى الحدود العراقية، ومن ريفي دير الزور والرقة شمالي سوريا إلى الحدود الأردنية- السورية، وتبلغ مساحتها أكثر من 75 ألف كيلومتر مربع من مساحة سوريا البالغة نحو 185 ألف كيلومتر مربع.

ومع بداية الأسبوع الأول من العام الحالي، نفّذ التنظيم العديد من العمليات الأمنية بمنطقة البادية، كان أحدثها في 6 من كانون الثاني الحالي، إذ قُتل ثلاثة عناصر وجُرح أربعة آخرون من قوات النظام السوري، بهجومين منفصلين في ريف الرقة.

ولم يتبنَّ التنظيم العملية، لكن العديد من الشبكات المحلية أشارت حينها إلى أن خلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” تقف خلف الاستهداف.

وسبق هذه العملية بثلاثة أيام فقط مقتل خمسة عناصر من قوات النظام، إثر استهداف التنظيم مجموعة عسكرية في بادية حمص شرقي سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري لم تسمِّه، أن حافلة نقل عسكرية تعرضت لهجوم صاروخي من قبل تنظيم “الدولة” في منطقة تبعد 50 كيلومترًا شرق محطة “T3” لضخ النفط، مع الإشارة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل خمسة عسكريين وإصابة 20 آخرين بجروح متفاوتة.

وتعتبر محافظتا حمص ودير الزور من أكثر المناطق التي تشهد وجودًا للميليشيات الموالية لإيران في سوريا، بحسب دراسة أصدرها مركز “جسور للدراسات“، إذ احتوت محافظة دير الزور شرقي سوريا على 64 موقعًا عسكريًا، إضافة إلى 512 موقعًا معظمها يتبع لإيران.

الاغتيالات تخيّم على دير الزور

مع بداية عام 2021، ارتفعت وتيرة عمليات التنظيم الأمنية في محافظة دير الزور، وبدأتها خلايا التنظيم الأمنية بعملية استهداف لأحد وجهاء عشيرة “البكيّر” حسين شيخ الجميل، في منطقة العزبة شمالي دير الزور.

و”البكيّر” هي إحدى عشائر قبيلة “العكيدات”، التي اُستهدف بعض أعيانها مطلع عام 2021، وكان آخرهم الشيخ اطليوش الشتات اللافي، الذي قُتل في 12 من كانون الثاني 2021.

وتبعه مقتل القيادي في “الفوج الأول” التابع لـ”قسد” سليمان العبود اللطو، الملقب بـ”العقرب”، في ريف دير الزور منتصف حزيران 2021.

كما تبنّى التنظيم عبر بيان نشرته وكالة “أعماق“، في أيار 2021، استهداف مقاتليه أحد أعضاء ما يسمى بالمؤسسة الدينية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في قرية الجنينة برصاص مسدس ناري، ما أدى إلى مقتله.

وقُتل عشرة من موظفي حقل “الخراطة” النفطي بريف دير الزور الجنوبي الغربي، في 2 من كانون الأول 2021، بحسب ما ذكرته “سانا”.

وأسفر استهداف حافلة كانت تقل الموظفين من العمل في المنطقة عن مقتل عشرة منهم، وإصابة آخر بهجوم وصفته “سانا” بـ”الإرهابي”.

وفي 3 من كانون الأول 2021، قُتل عنصران من قوات النظام السوري بهجوم شنه تنظيم “الدولة” على مواقع عسكرية للنظام في بادية دير الزور.

وأكدت قوات “الدفاع الوطني” في دير الزور، وهي “ميليشيا” رديفة لقوات النظام، عبر صفحتها على “فيسبوك”، مقتل اثنين من عناصرها إثر هجوم لتنظيم “الدولة” في بادية المسرب بريف دير الزور الغربي.

واختتم التنظيم عملياته الأمنية في دير الزور بإعلان مسؤوليته، في 12 من كانون الأول 2021، عن قتل القيادي في “قسد” أدهم دبش العابس، الملقب بـ”أبو عبد الله الجرذي”، مع أحد مرافقيه في بلدة ذيبان شرقي دير الزور.

كما تبنى التنظيم في اليوم ذاته اختطاف عنصر تابع لـ”قسد” في بلدة هجين بريف دير الزور الشرقي، ثم تصفيته، ولم تُعرف هوية العنصر حتى تاريخ كتابة هذه المادة.

دير الزور “نموذج مصغّر للحرب السورية”

تشكّل المنطقة الشرقية من سوريا، لا سيما محافظة دير الزور، نموذجًا لشكل الصراع في عموم الجغرافيا السورية، بحسب دراسة أعدها مركز “حرمون للدراسات المعاصرة”.

وتوجد على أرضها جميع القوى المتداخلة بالشأن السوري، كالقوات الأمريكية والروسية والإيرانية، إضافة إلى قوى محلية أخرى، كميليشيات النظام السوري مثل “الدفاع الوطني”، والميليشيات العراقية، والإيرانية، والأفغانية، والباكستانية.

وتنتشر في المحافظة قوات تتبع لعشائر المنطقة، وترتبط حسب مكان وجودها بالقوى المسيطرة في كلا جانبي نهر “الفرات”، إضافة إلى “قسد” والميليشيات التي ترتبط بها.

وهناك أيضًا النفوذ التركي والسعودي في المحافظة التي تُدار صراعاتها عبر أطراف القوى فيها بمساحة لا تتجاوز 23 ألف كيلومتر مربع، هي مساحة المحافظة التقريبية ضمن البادية، بحسب الدراسة.

ويُعدّ النظام السوري “الطرف الأضعف” في التنافس على المكاسب المحققة نتيجة سيطرة تلك الأطراف، لكنه يبقى مع الميليشيات الموالية له لاعبًا له مكانه في لعبة التنافس الإيرانية- الروسية.

مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” في عرض عسكري في شوارع شمالي الرقة في سوريا ، 30 حزيران 2014(رويترز)

حرب وتمويل ذاتي..

استراتيجية التنظيم للنهوض

شهدت عمليات تنظيم “الدولة الإسلامية” تصاعدًا منذ بداية عام 2021، إذ ينتشر التنظيم ضمن جيوب البادية السورية، ورغم الحملات المتكررة لقوات النظام السوري المدعومة من روسيا، إضافة إلى عمليات “قسد”، التي تشكّل الجناح العسكري لـ”الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا”، بدعم التحالف الدولي، يواصل التنظيم شنّ ضربات وتنفيذ كمائن في البادية.

ورغم تبنّي التنظيم العديد من العمليات عبر “تلجرام”، فإن بعضها بقي “ضد مجهول”، خصوصًا في البادية الممتدة بين محافظتي حمص والرقة، مرورًا ببادية دير الزور، شرقي سوريا.

واعتمد التنظيم في عملياته على هجمات متفرقة طالت حواجز لنقاط عسكرية، أو استهداف أرتال على طرق البادية، عبر الهجوم المسلح أو العبوات الناسفة.

الباحث في الجماعات “الجهادية” عباس شريفة، يرى أن التنظيم لا يزال يعتمد على الكمائن والإغارة وحرب العصابات، ومحاولة حصر عملياته على الطرق الدولية وفي منطقة البادية، ويعتمد لتنفيذ تلك الاستراتيجية على مجموعات صغيرة قادرة على التحرك السريع والتنقل بشكل خفيف.

ويوضح شريفة أن السيطرة على الأرض بشكل مباشر وإدارتها، ليس من مصلحة أو أهداف التنظيم، إنما الاكتفاء بحرب النكاية والإنهاك ضد الخصوم.

من الأطراف إلى العمق

نشاط تنظيم “الدولة” أخذ منحى مختلفًا في عملية سجن “غويران”، إذ شهدت محافظة الحسكة، منذ مساء 19 من كانون الثاني الحالي، مواجهات عسكرية بين خلايا لتنظيم “الدولة” تسللت إلى محيط السجن، وهو أحد أكبر السجون التي تضم عناصر وقياديين في التنظيم.

تطورت المواجهات مع تمكّن العشرات من السجناء من تجاوز أسوار السجن والانضمام إلى الخلايا التي تمركزت في الأحياء المحيطة بالمنطقة مثل حي الزهور وحي المقابر، إذ استخدمت خلايا التنظيم مع بداية المواجهات سيارة مفخخة فجّرتها على البوابة الرئيسة للسجن.

المختلف في العملية أن سجن “غويران” يقع تحت السيطرة الكاملة المفترضة لـ”قسد” والتحالف الداعم لها بقيادة أمريكية، ويقع في أطراف حي غويران عند المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، وهو أحد السجون التي تحتجز فيها “قسد” آلاف المعتقلين الذين ينتمون لتنظيم “الدولة”، وبينهم قرابة أربعة آلاف أجنبي من حوالي 50 دولة.

ونقلت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم “الدولة” عن مصدر أمني، في 21 من كانون الثاني الحالي، أن مقاتلي التنظيم يشنون منذ 20 من الشهر نفسه، هجومًا واسعًا على السجن بهدف “تحرير الأسرى المحتجزين بداخله”، وأن الاشتباكات مستمرة في أماكن قريبة وفي أحياء أخرى، لكن القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، أعلن، في 21 من كانون الثاني، ما وصفه بـ”نجاح” القوات الأمنية بمساعدة التحالف الدولي باعتقال جميع الهاربين من السجن، في حين تقاطعت الأنباء من مصادر محلية عن استمرار المواجهات بعد هذا التاريخ.

“الضربات لا تنهك التنظيم”

العمليات التي نفذها التنظيم، أعادت الحديث عن أسباب ظهوره، في الوقت الذي تحاربه قوات التحالف الدولي والنظام وروسيا و”قسد”.

وهناك عدة أطراف تدفع لإعادة ظهور تنظيم “الدولة”، فـ”قسد” تفرج عن المقاتلين والأسرى لديها، وتزج بهم في معارك البادية.

وتُتهم “قسد” المسؤولة عن السجون في شمال شرقي سوريا، بالإفراج عن سجناء ذوي صلة بتنظيم “الدولة” مقابل مبالغ تحت مسمى “مصالحة”، لكنها تنفي هذه الاتهامات.

وتعلن “قسد” بشكل متكرر الإفراج عمّن تسميهم “عناصر تنظيم (الدولة) الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين”، بوساطة عشائرية.

وذكرت دراسة لـ”معهد الشرق الأوسط” الأمريكي، نُشرت في 5 من أيار 2021، أن أسباب عودة نشاط التنظيم تتجلى في إطلاق سراح معتقلين من التنظيم، وفشل إدارة الملف الاقتصادي ونظام الحوكمة، إضافة إلى طريقة تعامل “الإدارة الذاتية” مع العشائر في المنطقة، خاصة العربية.

وأضاف شريفة أن عودة ظهور التنظيم، تعزز محاولة النظام استثماره للضغط على محافظة السويداء، إذ تعرضت المدينة الواقعة ضمن سيطرة النظام، لهجوم من تنظيم “الدولة” في تموز 2018، أسفر عن أكثر من 200 قتيل بين مدنيين ومقاتلين في المدينة، وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة في 31 من تموز 2018.

وأثار الهجوم استياء واستهجان أهالي السويداء الذين اتهموا النظام بتسهيل هجوم التنظيم على المدينة، لعدم التحاق أبناء السويداء في صفوف قواته للخدمة الإلزامية.

ويعتبر شريفة توقف أو قلة العمليات الدولية التي تستهدف التنظيم، مؤشرات لاستنتاج إمكانية عودة ظهوره، أو إعادة سيطرته على بعض المناطق رغم استبعاد ذلك في المدى المنظور.

ويدعم التحالف قوات “قسد” في عملياتها ضد التنظيم، لكن تلك العمليات ليست بنفس الوتيرة التي انتهجتها قوات التحالف في الأعوام السابقة.

تمويل وموارد قديمة

تعتمد التنظيمات العسكرية التي لا تتبع لسيطرة دولة أو حكومة على مصادر تمويل متفرقة لضمان استمرارها ومواصلة عملياتها، كالتمويل الذاتي أو تمويل جهات سياسية تتبع لدول، إلى جانب الاستفادة مما يمكن أن تغنمه خلال معاركها.

ويرى الباحث في الجماعات “الجهادية” عباس شريفة، أن التنظيم قادر على إعادة حشد وتجنيد عدد كبير من المقاتلين، وسط غياب الحل السياسي وعدم الاستقرار في سوريا والعراق، فرغم خسارته الجغرافية الكبيرة على الأرض، لم يتعرض لخسارة كبيرة في الجنود والموارد البشرية.

واعتمد التنظيم في تنفيذ هجماته على احتفاظه ببعض الأموال والموارد التي سيطر عليها سابقًا في المنطقة الشرقية، كآبار النفط وتجارتها، بحسب شريفة.

وكان تنظيم “الدولة” سيطر على العديد من حقول وآبار النفط شرقي سوريا، التي ينتج كل منها عشرات آلاف البراميل يوميًا، كما اشترط حينها دفع ثمن النفط بالدولار الأمريكي حصرًا.

ورغم الإضاءة الإعلامية على العمليات والهجمات التي نفذها التنظيم في البادية، لم يسجل سيطرة جديدة على الأرض، ولم يعتمد في سوريا على تنفيذ عمليات تنطوي على استخدام السيارات أو الآليات المفخخة التي اعتمدها في بداية ظهوره، في محاولة للحد من خسائره البشرية، وربما المالية، ويستهدف القوات المتحركة أو القواعد والنقاط العسكرية الثابتة، من خلال الهجمات والعبوات الناسفة.

وينفذ هذه العمليات بغرض الاغتنام وتأمين الموارد الذاتية والتسليح، وأهدافها أبعد من فرض نفسه على الساحة العسكرية، باعتبارها وسيلة تسليح ذاتي، بحسب الباحث شريفة.

اغتنام بعض الأسلحة من استهداف النقاط العسكرية المختلفة يساعد في تمويله بالأسلحة، وفق الباحث الذي يعتقد بأن هناك دعمًا خارجيًا للتنظيم، لكنه محدود وسط الحصار الذي يعاني منه.

مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” في عرض عسكري في شوارع شمالي الرقة في سوريا ، 30 حزيران 2014 (رويترز)

استثمار روسي

دخلت روسيا على خط قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” عام 2015، حين نفذت أولى ضرباتها الجوية ضده، وكان التدخل الروسي حينها لدعم النظام، يتطلب محاربة التنظيم الذي شكّل تهديدًا مصيريًا مباشرًا للنظام السوري والأطراف الأخرى على الأرض.

وتعتبر “مكافحة الإرهاب” المهمة الأساسية التي تدخلت روسيا بموجبها في سوريا، إذ جرى تركيز العمليات القتالية ضد التنظيم بعد ضمان تعطيل قدرة المعارضة السورية على شنّ هجمات ذات فعالية وتأثير عالٍ، من خلال حصارها وقطع طرق الإمداد الرئيسة عنها، وفق تقرير تحليلي صادر عن مركز “جسور للدراسات” في عام 2021 بعنوان “حصاد ست سنوات من التدخل في سوريا”.

وحشدت روسيا قواتها، إلى جانب قوات النظام المتمثلة بـ”الفيلق الخامس”، وميليشيا “لواء القدس” الفلسطيني، كما صعّدت من قصفها الجوي وعملياتها العسكرية البرية ضد خلايا “التنظيم”، وآخرها في البادية السورية.

ففي أواخر آب من عام 2020، أطلقت روسيا عملية “الصحراء البيضاء”، لملاحقة خلايا التنظيم الموجودة في منطقة البادية الممتدة بين مدينة البوكمال على الحدود السورية- العراقية ومدينة الميادين جنوب شرقي دير الزور والسخنة شرقي حمص.

وبحسب ورقة بحثية لمركز “جسور للدراسات”، شارك في الحملة العسكرية “الفيلق الخامس” و”لواء القدس” الفلسطيني، بقيادة مباشرة من ضباط الجيش الروسي، كما شاركت فيها مجموعتان من تشكيلات القوات الروسية، واحدة تتبع للقوات الخاصة الروسية بقوام 75 مقاتلًا، وأخرى تتبع لقوات “فاغنر” الرديفة بقوام 120 مقاتلًا.

وأُطلقت العملية بعد اغتيال التنظيم الجنرال الروسي فيتشلاف غلادكيخن، في 18 من آب 2020، ومهاجمة مرآب الآليات التابع للقوات الروسية في البادية.

موسكو “قلقة”

في 21 من كانون الأول 2021، عبّر مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، عن قلق الروس من زيادة نشاط ما وصفها بـ”التنظيمات الإرهابية في سوريا”، ومنها تنظيم “الدولة الإسلامية”، كما أعرب عن القلق من زيادة نشاط التنظيم، و”الأعمال الاستفزازية” التي ينفذها ضد قوات النظام السوري.

وأشار خلال مؤتمر صحفي في ختام الجولة السابعة لمحادثات “أستانة”، في 22 من كانون الثاني 2021، إلى تصاعد نشاط التنظيم قائلًا، “مع تقييمنا الإيجابي عمومًا لتطور الأوضاع في سوريا من حيث مدى استقرارها، لفتنا الانتباه إلى حقيقة أن الفترة الأخيرة شهدت تصاعدًا لنشاط خلايا نائمة تابعة لتنظيم (داعش) بالدرجة الأولى”.

وتابع، “في الأشهر الماضية تزايد هذا النشاط إلى نطاق لا يمكن قبوله، إذ تعرّض ممثلو الهيئات الأمنية والسلطات الشرعية، وكذلك المسلحون السابقون الذين تمت تسوية أوضاعهم، لعمليات إرهابية على أساس يومي تقريبًا”.

ورغم الاعتراف الروسي بازدياد نشاط التنظيم وخلاياه، التي تستهدف بشكل مستمر عناصر النظام السوري وقواته الرديفة، فإن روسيا ما زالت مستمرة بالترويج لقتاله، رغم عدم وجود نتائج مُرضية على الأرض.

وتحدث نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، لوكالة “سبوتنيك“، في 29 من كانون الأول 2021، عن أن التعاون بين القوات الروسية وقوات النظام خلال عام، عزّز النجاح في مواجهة تنظيم “الدولة”.

وقال، “ننظر بإيجابية إلى حقيقة أن القوات المسلحة الروسية في عام 2021، وبالتعاون الوثيق مع القوات المسلحة للجمهورية العربية السورية، واصلت تعزيز نجاحاتها في مواجهة أنشطة تنظيم (الدولة الإسلامية) على أراضي هذا البلد، نتيجة لذلك، تم إضعاف إمكانات هذا التنظيم بشكل كبير، وتم القضاء على قوته ووسائله المهمة، وتم تدمير الهيكل التنظيمي وتقليل الموارد”.

ويعتبر هذا الاستثمار الروسي لقتال التنظيم في سوريا، محاولة لإظهار موسكو قدرتها على أن تكون شريكًا موثوقًا في الحرب ضد الإرهاب، وتقديم نموذج مشجع لمواجهة التهديدات القادمة من التنظيمات الجهادية مثل تنظيم “الدولة”، مقابل نموذج التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال التنظيم، بحسب ما ذكره مركز “جسور للدراسات” في قراءة تحليلية حول أبرز محطات تدخل روسيا في سوريا خلال ست سنوات.

ورغم اعتبار موسكو أن تدخلها في سوريا يهدف إلى القضاء على الإرهاب، فإنها هاجمت باستمرار الحملة التي شنّها التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيم، فرغم موافقتها على قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم “2170” حول مكافحة الإرهاب، تعتبر أن الجهود الدولية المبذولة تنتهك سيادة سوريا، إذ تشكّك في أهداف التحالف الدولي وشرعية الضربات التي يوجّهها ضد التنظيم في سوريا.

فشل روسي في البادية

يعاني التنظيم من صعوبة الوصول إلى المواد الأولية التي يمكن استخدامها لتنفيذ عملياته على الساحة السورية، ما دفعه لاعتماد العبوات الناسفة والعمليات المتفرقة، وفق ما جاء في قراءة تحليلية لنشاط التنظيم في سوريا والعراق خلال عام 2021، صادرة عن مركز “جسور للدراسات”، بالتعاون مع منصة “إنفورماجين” لتحليل البيانات، في 13 من كانون الثاني الحالي.

وفي سوريا، كانت النسبة الكبرى من التفجيرات تستهدف القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها، خصوصًا على خطوط الإمداد بين العاصمة والخطوط المتقدمة في البادية السورية، حيث استهدفت معظم هذه التفجيرات حافلات نقل العسكريين والمقاتلين ضمن الميليشيات الموالية للنظام السوري.

وأطلقت روسيا وإيران، عبر ميليشياتها أو التشكيلات العسكرية النظامية، عدة عمليات ضد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” المنتشرة في البادية السورية، منذ إخراجه من بلدة الباغوز آخر معاقله على الأراضي السورية، في 23 من آذار 2019.

ونشرت وكالات روسية عدّة عمليات ضد خلايا التنظيم عام 2021، والتكتيكات التي تتبعها، إذ تعتمد روسيا في عملياتها العسكرية الأخيرة ضد التنظيم، على الاستطلاع ثم توجيه ضربات جوية، مع تقدم القوات البرية للتمشيط.

ووصلت الغارات الجوية من قبل الطيران الحربي الروسي إلى 100 غارة في يوم واحد ضمن حملة “الصحراء البيضاء”، إضافة إلى تدمير مخابئ يتخذها التنظيم مخازن للأسلحة والعتاد والغذاء.

وفي أيلول 2021، نشر المراسل الحربي الروسي الذي يرافق القوات الروسية في سوريا أوليغ بلوخين، تسجيلًا مصوّرًا يظهر تنفيذ القوات الجوية الروسية ضربات على قواعد لقادة التنظيم في البادية، وذلك ردًا على اعتداءات طالت قوافل ودوريات عسكرية في البادية السورية.

موقع “topwar” الروسي ذكر، في حزيران 2021، أن القوات الجوية الروسية- السورية شنّت ضربات على مواقع للتنظيم شرقي حماة، دمرت أقسام الاتصالات لدى التنظيم ومخزنًا للأسلحة والذخيرة، إلا أن الموقع نفسه يرى تقدم قوات النظام والميليشيات الرديفة فشلًا في المنطقة، بسبب مهاجمة عناصر التنظيم حينها رتلًا لقوات النظام بالقرب من منطقة أثريا شرقي حماة، ما أدى إلى تدمير سيارة ومقتل جندي وإصابة أربعة آخرين.

ويظهر الفشل الواضح للعمليات التي تشنّها روسيا في البادية عبر استهدافات التنظيم المستمرة لعناصر قوات النظام والروس.

ويوضح التحليل المنشور لمركز “جسور للدراسات” ومنصة “إنفورماجين”، أن من المبكر القول إن تنظيم “الدولة الإسلامية” فقد قدرته على تنفيذ العمليات المختلفة، فمن الواضح استمرار قدرته على التحرك وتنفيذ مختلف أنواع العمليات، خاصة في المناطق المفتوحة كالبادية السورية، أو طرق الإمداد والتموين العسكري.

مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” في عرض عسكري في شوارع شمالي الرقة في سوريا ، 30 حزيران 2014(رويترز)

أرض غير سهلة للصراع

يؤكد رئيس وحدة المعلومات في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، الباحث نوار شعبان، في حديث إلى عنب بلدي، صعوبة العمليات العسكرية بأنواعها في البادية السورية، باعتبار أن ضبط البادية يتطلّب تكلفة لوجستية وعسكرية عالية، جراء طبيعتها الجغرافية، ما يعزز صعوبة السيطرة على المنطقة.

ويرى شعبان أن العمليات الروسية في البادية منذ عام 2017، بقيت محصورة في مناطق معيّنة ضمن البادية، فمرّة جنوب الرقة، وأخرى شمال شرقي حمص، أو ريف دير الزور.

وحين يشنّ الجانب الروسي عملًا عسكريًا، فإنه يستهدف بغاراته منطقة معيّنة، وفي حال وجود خلايا للتنظيم في المنطقة المُستهدفة، فمن السهل هروبها إلى منطقة أُخرى لا تطالها الغارات.

ويتفق مدير منصة “إنفورماجين” لتحليل البيانات، عبادة أحمد العبد الله، الذي أشرف على تحليل نُشر مؤخرًا حول نشاط التنظيم في سوريا والعراق لعام 2021، مع الباحث نوار شعبان، بعدم نجاح العمليات العسكرية الروسية في البادية، إذ قال لعنب بلدي، إن الفشل أو عدم نجاعة العمليات المشتركة بين روسيا والنظام السوري، يعود لأسباب أهمها عدم قدرة قوات النظام على تغطية مساحات شاسعة ضمن مناطق مفتوحة في البادية السورية، رغم الدعم الاستخباراتي والتغطية الجوية التي يوفرها الطيران الروسي أحيانًا للقوات على الأرض.

كما أن تكتيك القتال والتحرك الذي يتبعه التنظيم، يتوافق مع التطورات والتغيرات المختلفة لدى الأطراف المضادة، حسب العبد الله.

ويستغل التنظيم تنازع السيطرة وغياب التنسيق الفعلي بين مختلف الأطراف ضمن مسرح وجوده الجغرافي، إذ يمثّل غياب التنسيق والتفاهم بين القوات الروسية والإيرانية و”قسد” والتحالف الدولي، إلى جانب قوات النظام، هامشًا من الحركة وتوزيع الثقل بين مختلف مناطق سيطرة ونفوذ هذه الأطراف المختلفة.

ويستبعد العبد الله إحراز العمليات المشتركة بين القوات الروسية وقوات النظام السوري نتائج إيجابية بالنسبة إليهم، بالنظر إلى الأرقام والبيانات، فالتنظيم قادر بشكل مؤثر على استهداف قوات النظام السوري والقوات الموالية لها، وتكبيدها خسائر ملحوظة.

وارتفع عدد قتلى قوات النظام السوري من 18.8% إلى 21.2% بالمقارنة بأعداد القتلى بين عامي 2020 و2021، إضافة إلى ذلك، لا يمكن القول بوجود انخفاض في عدد العمليات التي ينفذها التنظيم ضد قوات النظام، خلال نفس العامين.

وكنتيجة لهذه الإحصائيات، فالعمليات المشتركة بين النظام السوري والقوات الروسية لم تفلح في إحراز نتيجة إيجابية، ولا يمكن الجزم بأن العمليات العسكرية المختلفة بين الأطراف ستضع حدًا للتنظيم، أو ستسهم في إنهائه، وفق ما يراه العبد الله، الذي استبعد في حديثه إلى عنب بلدي، العمل المشترك بين الأطراف الفاعلة في المنطقة ضد التنظيم، بسبب الخلافات الجوهرية بينهم.

الجهود العسكرية لا تفي بالغرض

إلى جانب العمليات الروسية والإيرانية، وعمليات التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، خاضت “قسد” عملياتها الأمنية ضد التنظيم، بإيقاع منفرد من جهة، وبشكل مشترك مع قوات التحالف من جهة أخرى.

وقادت “قسد” مؤخرًا عملية أمنية منفردة ومشتركة ضد التنظيم، وفكّكت 93 “خلية إرهابية”، كما كشفت 16 “مخططًا إرهابيًا خطيرًا”، وفق ما جاء في بيان صادر عن “قسد”، في 3 من كانون الثاني الحالي، يتناول عملياتها ضد التنظيم خلال عام 2021.

وبحسب البيان، شنّت “قسد” حملة تمشيط إلى جانب “قوى الأمن الداخلي”، في آذار 2021، لتعقّب “الخلايا الإرهابية” في “مخيم الهول”، واعتقلت “العشرات من العناصر، وأحبطت الكثير من العمليات المحتملة في المخيم”.

كما اعتقلت 802 من الأفراد التابعين لخلايا التنظيم، وأشخاصًا مشتبهًا بهم، وآخرين متهمين بتقديم المساعدة لمقاتليه عام 2021.

وبلغ عدد قتلى خلايا التنظيم خلال عمليات “قسد” الأمنية ثمانية قتلى، إلى جانب 47 عملية أجهضتها القوات الأمنية “في مراحلها الأخيرة”، وفق البيان نفسه.

وفكّكت “قسد” 87 عبوة ناسفة وجسمًا متفجرًا، وأحبطت 16 محاولة للهجوم على سجن الحسكة الذي تديره “قسد” نفسها.

بيان “قسد” لفت أيضًا إلى محاولات قادة التنظيم وعناصره إعادة تنظيم صفوفهم، والاستفادة من الظروف الأمنية التي طرأت نتيجة انشغال “قسد” بصد هجمات “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، والتي ترى “قسد” أنها جاءت بشكل متزامن.

وتتعرض مواقع “قسد” لهجمات مستمرة حتى اليوم من قبل التنظيم، لكنها مختلفة الشدة، وترتفع وتيرتها كل فترة.

ورغم إعلان مختلف اللاعبين العسكريين عن عمليات عسكرية وحملات أمنية ضد “التنظيم”، فإن الواقع يثبت ضآلة فاعليتها في الوقت الذي يواصل فيه التنظيم هجماته، دون القدرة على محاصرته، أو تطويق تأثيره، كونه يستفيد من جغرافيا البادية التي يتوارى بها، والتي لا تشكّل أرض معركة، مقدار ما تشكّل متاهة للصدامات العسكرية.

الباحث نوار شعبان، وحول الحديث عن جدوى تلك العمليات وإعادة تدويرها تحت أسماء جديدة، يؤكد أن مجرد الحديث عن عملية عسكرية جديدة، يعني أن العمليات العسكرية السابقة لم تحقق المطلوب منها.

ولم تنجح “قسد” في عملياتها ضد التنظيم، إذ لا تزال بعض مناطق دير الزور والرقة بيئة مضطربة بين “قسد” والسكان المحليين، وهو ما يستغله التنظيم.

وحول مستقبل التنظيم وإمكانية القضاء عليه بالمعنى العسكري والأمني، يوضح شعبان أن القضاء على التنظيم كجسم عابر للحدود ذي أهداف ومناطق سيطرة جرى بالفعل، لكنه يستبعد في الوقت نفسه القضاء على تنظيم “الدولة” بصيغته الحالية، رغم شنّ عمليات متكررة من مختلف الأطراف.

ويشير الباحث إلى أن التنظيم وإن تراجعت فرصه بإطلاق سيادة أو سلطة على منطقة ما، لكنه يحمل الجانب المظلم من الدول الحقيقية، كممارسة الأعمال غير المشروعة من تهريب وغيرها.

ما موقف التحالف؟

تواصلت عنب بلدي مع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، لفهم آلية استراتيجية التحالف في التعامل مع تنظيم “الدولة الإٍسلامية”، ومستقبل العملية العسكرية ضد قواته، لكنها لم تحصل على رد حتى ساعة إعداد هذا الملف.

وتحدث بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة حكومة إقليم كردستان العراق، قالت شبكة “رووداو” إنها تلقت نسخة منه، عن تأكيد نائب القائد العام لقوات التحالف في العراق وسوريا، كارل هاريس، خلال لقائه رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، في 18 من كانون الثاني الحالي، دعم قوات التحالف لقوات “البيشمركة” في مواجهة “إرهابيي داعش”.

ولفت هاريس إلى أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لا يزال يشكّل تهديدًا حقيقيًا لأمن واستقرار العراق وسوريا.

كما شدد بارزاني، وفق ما نقلته “رووداو”، على ضرورة تعزيز آليات التواصل بين الجيش العراقي وقوات “البيشمركة” للقضاء على تهديد “إرهابيي داعش”، عبر تفعيل مراكز التنسيق الأمني المشتركة بين الجانبين في المناطق الكردية خارج إدارة الإقليم.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أكدت تنفيذ غارات جوية أمريكية لدعم “قسد”، خلال تصديها لمحاولة هروب مقاتلي “الدولة الإسلامية” من سجن “غويران” في الحسكة.

وقال المتحدث باسم “البنتاغون”، جون كيربي، في مؤتمر صحفي، “قدمنا ​​بعض الضربات الجوية لدعم (قوات سوريا الديمقراطية) في أثناء تعاملها مع هذا الهروب من السجن بالتحديد”.

مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” في عرض عسكري في شوارع شمالي الرقة في سوريا ، 30 حزيران 2014(AP)

مقالات متعلقة

  1. الدولة.. باقية وتهدد
  2. صراع المصالح في الشمال السوري يشكل تحالفات جديدة
  3. شرق الفرات.. صراعات ومصالح دولية
  4. المقاتلون الأجانب.. ملف تتكتم عليه "تحرير الشام"

تحقيقات

المزيد من تحقيقات