غياب الدعم عن مدارس “تربية حماة” يدفع المعلمين للإضراب
لسنوات حمل المعلمون في إدلب مسؤولية إكمال سير العملية التعليمية، في ظل غياب الدعم عن المدارس، ما فرض عليهم ضغوطات مادية وأجبرهم على البحث عن مصدر دخل بالكاد يكفي لتأمين لقمة العيش، الأمر الذي دفعهم للإضراب عن الدوام حتى تحقيق مطالبهم.
وأعلنت المدارس التابعة لمديرية “تربية حماة الحرة” في ريف إدلب خلال وقفة احتجاجية، في 5 من شباط الحالي، الإضراب عن العمل التطوعي للحد من تهميش العملية التعليمية في المنطقة، والمطالبة بمنح الرواتب لعشرات المدرّسين الذين عملوا تطوعًا لنحو ثلاث سنوات.
وطالب المعلّمون كل الجهات المسؤولة عن العملية التعليمية والجهات الداعمة بإيجاد الحلول لإعادة جزء من حقوق المعلمين وتحسين أوضاعهم المادية.
“لم نأخذ رواتب منذ سنوات. وجدت نفسي وعائلتي مجبرين على العمل بتكسير الجوز لتأمين قوت يومنا”، هذا ما قاله مدير مدرسة “الريان”، التابعة لـ”تربية حماة الحرة”، حسين هاشم (51 عامًا)، بعد مضي ثلاث سنوات على عمله بشكل تطوعي في قطاع التعليم.
وأضاف هاشم، في حديث إلى عنب بلدي، أنه لم يترك مهنة التعليم رغم الظروف القاسية التي فرضها النزوح وتدهور الوضع المعيشي، مؤكدًا أن التعليم رسالة، وهو مطالب بتأديتها مهما كانت الظروف.
كما اعتبر هاشم قلة دعم المدارس التي وضعت الطلاب والمعلمين أمام تحديات صعبة، تهميشًا ممنهجًا للعملية التعليمية.
من جهته، قال أحد المعلمين المتطوعين في مدرسة “البيان” التابعة لـ”تربية حماة الحرة” محمد العيسى (34 عامًا)، إنه اضطر مؤخرًا لاستدانة ثمن البنزين ليستطيع الوصول إلى المدرسة.
ويهدد عدم الاستجابة لطلبات المعلمين واستمرار غياب الدعم عن مدارس المخيمات بعرقلة العملية التعليمية، وحرمان مئات الطلاب من حق التعليم، إذ إنه يدفع المدرّسين للبحث عن مصدر دخل لتأمين متطلبات الحياة اليومية.
وتنقسم المدارس في الشمال السوري إلى مدارس مدعومة من المنظمات، وأخرى مدعومة من مديرية التربية التابعة لها، ومدارس غير مدعومة من الجهتين.
وما زالت عشرات المدارس تعتمد على الخيم بدلًا من المباني التعليمية، أو على مبانٍ متهالكة غير مؤهلة لاستقبال الطلاب.
شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في إدلب إياد عبد الجواد
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :