كيف يرى الشارع السوري إسقاط تركيا للطائرة الروسية؟

  • 2015/11/29
  • 4:03 م

طارق أبو زياد – حلب

احتلت حادثة إسقاط تركيا لطائرة حربية ورسية فوق سوريا اهتمام الإعلام المحلي والدولي خلال الأسبوع، لاسيما المشادات الحادة في المواقف بين البلدين، والقرارات التي اتخذت من قبلهما حيال الأمر؛ ولكن والأهم هو ما نتج عنه من تأثيرات إيجابية وسلبية على الوضع في الشمال السوري وتحديدًا في المناطق الواقعة على الحدود التركية.

علي الحفاوي، مسؤول المكتب الإعلامي لأحرار الشام في الساحل وأحد أهالي جبل التركمان، تحدث إلى “عنب بلدي” عن رأيه في الحادثة، “ببساطة ما فعلته تركيا لن تتجرأ أي دولة عليه، وبرهنت وللمرة الألف على وقوفها بجانب الشعب السوري وعم خوفها من أي عواقب قد تحل بها في أي عمل تقدم عليه لنصرتنا”.

الحديث الشاغل لأهالي جبل التركمان اليوم هو “الطائرة”، وينتظرون الخطوة المقبلة لتركيا التي يتوقع أغلب الناس أن تكون جريئة جدًا، وتابع الحفاوي “طائرتان روسيتان بيوم واحد من الطائرات التركية جوًا ومن الثوار أرضًا هو عمل كبير عسكريًا ومعنويًا، لأن روسيا كانت تعتقد أنه من المستحيل أن تصاب طائراتها بأي أذى في سوريا لأنها تعلم يقينًا أننا لا نملك أي مضاد للطائرات”.

ورأى الحفاوي أن روسيا أصبحت تحسب حساباتها جيدًا قبل أي طلعة جوية، وهو ما سيكلفها كثيرًا من الجهد والوقت والمال، عدا عن الخوف الذي سيسيطر على قلوب الطيارين الروس وأن سوريا ليست نزهة لهم، مضيفًا “رغم أن الجبل يتعرض لحملة قصف عنيفة من الطائرات الروسية والراجمات والمدافع الأرضية انتقامًا من تركيا، لكننا اعتدنا على هذا الأمر حتى قبل إسقاط الطائرة”.

من جهة أخرى، اعتبر أبو الرامي، تاجر السيارات في مدينة سرمدا، أن إسقاط الطائرة “جلب لنا البلاء”، وتابع في حديثه لعنب بلدي “أصبحت المناطق الحدودية الهدف الرئيسي للطائرات الروسية بعد أن كانت الملاذ الآمن الذي يفر إليه السوريين هربًا من القصف، عدا عن كونه المكان الوحيد الصالح لبناء المشاريع والمخيمات والمستودعات الغذائية اللازمة”.

وشنت الطائرات الروسية غارات مكثفة على المناطق الحدودية في ريفي إدلب وحلب، يومي 25 و 26 تشرين الثاني، أدت إلى مقتل عدد من المدنيين في معبر باب السلامة شمال حلب وبلدة سرمدا شمال إدلب، ودمرت شاحنات غذائية وإغاثية كانت من المقرر أن تدخل سوريا لمساعدة اللاجئين والمتضررين.

أبو الرامي رأى أن لتركيا كل الحق بالرد على من يخترق أجوائها ولا يمكن لومها، وأضاف “لكنها ضربت الطائرة لتحمي نفسها لا لتدافع عن السوريين، ولو أرادت ذلك حقًا لضربت كل الطائرات التي تجوب الحدود معها”، مردفًا “تركيا تخص التركمان بالدعم والحماية بشكل كبير عن باقي السوريين وكأنهم مواطنين لديها، وما قامت به هو لحمايتهم دون باقي السوريين”.

أبو منذر من قرية الدانا في ريف إدلب الشمالي، كان رأيه موافقًا لحديث أبو الرامي، إذ بدا غير راضٍ عن أداء تركيا مع كامل مكونات الشعب السوري، واعتبر أن دعم أنقرة لجبل التركمان لا يقف عند حمايته من القصف، “تركت له المنافذ البرية مفتوحة بعض الشيء بعكس المناطق الأخرى التي يتعرض لها السوريين لإطلاق النار والاعتقال فما تفسير هذا الشيء؟”.

وأضاف أبو منذر “المشاحنات التركية الروسية ستهدأ حتمًا، ولا يمكن لتركيا أن تزج نفسها بحرب مع روسيا قد تكلفها الكثير، وما يخرج على الإعلام من ردود بالكلام ما هو إلا لحفظ كرامة الأتراك، وأنهم لا يسكتون عن ضيم، لو كانت تركيا تقصد نصرتنا بحق لمدتنا بسلاح مضاد للطائرات وأسلحة نوعية توقف القتل الممنهج بحق شعبنا الأعزل”.

“في كل يوم يصعد للسماء شهداء، لم تعد لدينا القدرة على إحصائهم، من أراد نصرتنا حقًا فليدعمنا بما يفيدنا، فنحن لسنا بحاجة لبطانيات وأجهزة طاقة شمسية”، جملة لخص بها أبو منذر آراء شريحة واسعة من السوريين فرحوا لإسقاط طائرة “محتل” بوجهة نظرهم، لكنهم لا يخفون عتبهم على عدم تسليح السوريين أنفسهم بالمضادات الأرضية الفعالة، المطلب الذي رفعه ناشطون منذ ثلاثة أعوام.

مقالات متعلقة

سياسة

المزيد من سياسة