مكتب حمص لرعاية الأيتام… متطوعون يعيدون الأمل

  • 2015/11/29
  • 3:20 م

جودي عرش – حمص

منذ مطلع الحراك الثوري في سوريا وما رافقه من قمع وقتل بحق الشعب السوري على يد نظام الأسد، بادر متطوعون إلى إنشاء جمعيات ومؤسسات إنسانية وإغاثية تعمل على الحد من الكوارث البشرية وتقديم المساعدات للأهالي، بعضها عمل سرًا في مناطق سيطرة النظام، وأخرى افتتحت مراكز في المناطق المحررة.

وأسس المتطوعون مكاتب لمساعدة أبناء الشهداء في ريف حمص الشمالي ومناطق أخرى من محافظة حمص، أبرزها “مكتب حمص لرعاية الأيتام” في حي الوعر.

همنا إسعاد أبناء الشهداء

مكتب حمص لرعاية الأيتام هو مكتب إغاثي إنساني يهتم برعاية الأيتام وتلبية احتياجاتهم، بحسب “أبو جمال”، مدير المكتب في حي الوعر، والذي تحدث إلى عنب بلدي قائلًا “أسسنا المكتب ليكون معيلًا للأيتام في مدينة حمص حتى وإن لم يكن ذلك كافيًا للحد من الأزمة التي انتشرت وبكثرة بفعل الحرب الدامية التي شهدتها المدينة”.

ولا يتمتع مكتب حمص بأي صفة حزبية أو سياسية، على حد قول “أبو جمال”، وتابع “نحن لا نسعى لتحقيق مكاسب على الأرض، وليس لدى المكتب أي صفة سياسية، فهمنا الوحيد كان ولا يزال إسعاد أبناء الشهداء حتى ولو بالقليل، ففقدان الوالد ليس أبدًا بالأمر السهل، لكننا نسعى دومًا أن نكون جميعنا آباء لهم”.

يعتمد مكتب حمص على الدعم الخارجي، وذلك من عدة منظمات وجمعيات أبرزها: الرابطة الإنسانية لأجل سوريا حرة، ومنظمة سوريا الخيرية، وجمعية النور الخيرية، والكفالات الشخصية، بالإضافة لبعض الحملات الخيرية كحملات توزيع الحصص الغذائية وتوزيع اللحوم والقرطاسية وغيرها من الحملات الإنسانية.

450 طفلًا ونسعى لدعم المزيد

يمارس المكتب في حي الوعر نشاطًا يوميًا متمثلاً باستقبال عوائل الأيتام في الحي المحاصر، بحسب طارق هلال، أحد مؤسسي المكتب، قائلًا “نمارس عملنا بشكلٍ يومي سعيًا لتأمين احتياجات أبناء الشهداء في المنطقة كالغذاء والأموال والملابس والأدوية، مرورًا بالمستلزمات الدراسية وتأمين المنازل”.

ويؤمّن المكتب الكفالات لأكثر من 450 طفلًا يتيمًا، وهذا يشمل كل احتياجاته كتأمين وضعه الصحي والدراسي، ويسعى للتواصل الدائم مع أسر الأيتام ليبقى على اطلاع مباشر على وضع اليتيم من كافة الجوانب.

ويبقى مكتب حمص في سعي دائم للبحث عن الموارد الجديدة لتأمين احتياجات الأيتام، فالحملة العسكرية ضد الحي تبقي حصيلة الشهداء في تصاعد مستمر كما أوضح هلال، وأضاف “تزايد عدد الأيتام الذين لم يُكفلوا بعد، وبعد دراسة أجريناها لإحصاء الأعداد الجديدة توصلنا إلى أنَ عدد الأيتام الذين لم تتم كفالتهم وصل إلى ما يقارب 150 حالة، ونحن في سعي دائم لتأمين الكفالات لهم”.

مدرسة لتعليم الأيتام

لم يقتصر نشاط المكتب على الوضع المعيشي والمالي للأطفال، بل أسس معهدًا لأبناء الشهداء في حي الوعر بهدف تأمين التعليم المناسب لهم.

وأوضحت عبير، مديرة المعهد، أن ظاهرة الجهل بين الأطفال انتشرت بسبب القصف الهمجي الذي طال الحي، ما اضطر الأهالي لإبقاء أطفالهم في المنازل وعدم إرسالهم إلى المدارس خوفًا عليهم، “قمنا بافتتاح معهد مخصص لتعليم أبناء الشهداء لتعويضهم عن الأعوام الدراسية التي فاتتهم بسبب الحرب فبتنا نجد أطفالًا بعمر الثامنة لا يجيدون القراءة والكتابة”.

يتم توزيع الطلاب على ثلاثة مستويات تعليمية، المستوى الأول من عمر الرابعة حتى الثامنة، والمستوى الثاني من عمر التاسعة حتى الثانية عشر، والثالث يبدأ من الثالثة عشر.

وأكملت عبير “تقدم أغلب الطلاب للتسجيل في المدارس التي أنشئت في الحي، لكن ومع الأسف تم رفض البعض منهم لحججٍ واهية كانَ أهمها عدم وجود أوراق ثبوتية للأطفال، فالحرب لم تسرق منهم آباءهم فقط بل دمرت وأحرقت منازلهم وألعابهم، ولدينا في المعهد كادرٌ مختص لتعليم الأطفال ذو كفاءة جامعية، قادر على التعامل معهم بشكلٍ جيد”.

مقالات متعلقة

فعاليات ونشاطات

المزيد من فعاليات ونشاطات