تحدثت مواقع إسرائيلية عن تداعيات التدريبات الجوية بين الطيارين الروس وقوات النظام السوري التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الروسية، الاثنين 24 من كانون الثاني، والتي تمتد على طول هضبة الجولان، والحدود الجنوبية، حتى نهر “الفرات” وفوق المناطق الشمالية من سوريا.
ونشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” تقريرًا قالت فيه، إن إسرائيل أبدت قلقًا بعد الإعلان المشترك لروسيا وسوريا صباح الاثنين عن بدء جولات جوية مشتركة فوق الأراضي السورية ومرتفعات الجولان، إذ تساءل كبار القادة السياسيين والأمنيين عما حدث للروس الذين قرروا تغيير سياستهم تجاه إسرائيل، وفق ما ذكرته الصحيفة.
وأضاف التقرير، المنشور الاثنين 24 من كانون الثاني، أن أحد التفسيرات هو أن الروس قدّروا أن الأحوال الجوية أتاحت إمكانية هجوم إسرائيلي جديد في سوريا قبل دخول شتاء آخر، وأرادوا إثبات إمكانية إحباطه عبر المناورات.
كما أنه يمكن أن تشير هذه الخطوة إلى أن الروس يعتقدون أن إسرائيل “بالغت بشدة”، وذلك بإشارة إلى الضربات الأخيرة على ميناء “اللاذقية”، إلا أنه من ناحية أخرى، من الواضح تمامًا أن من المصلحة المشتركة لإسرائيل وموسكو إخراج الإيرانيين من سوريا، حسب “يديعوت أحرنوت”.
احتمال آخر ذكرته الصحيفة، واعتبرته الأهم، هو التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا مع تزايد قلق واشنطن بشأن تحرك عسكري روسي في المستقبل القريب بأوكرانيا، فقد يرغب الروس في إرسال إشارة إلى الأمريكيين بشأن ساحة نشطة أخرى في الشرق الأوسط، فبالنسبة إلى الروس، مثل هذه الإشارة لإسرائيل يمكن أن تضعها تحت ضغط من الأمريكيين.
ويعتبر الاختبار الآن بالنسبة إلى إسرائيل هو ما إذا كانت هذه الدورية الجوية مجرد إشارة في اللعبة بين القوى الكبرى وأنها ستنتهي، أو أن روسيا ستحدّ فعلًا من نشاط سلاح الجو في سوريا ضد الإيرانيين، وفق الصحيفة.
وهناك نظام للتنسيق بين روسيا وإسرائيل في سوريا، وحتى اليوم لم يقم الروس بتنشيط أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم ضد طائرات القوات الجوية بل فقط أنظمة جيش النظام السوري، إلا أن مثل هذا التغيير الذي من شأنه أن يقيّد سلاح الجو الإسرائيلي في ضربات الميليشيات الإيرانية في سوريا، “سيكون حدثًا مأساويًا لإسرائيل”، حسب وصف “يديعوت أحرنوت”.
واختتمت الصحيفة أن الاتصالات جارية الآن على المستوى الأمني بين ضباط الجيش الإسرائيلي والجيش الروسي من أجل “تهدئة النفوس”، ومن المحتمل أنه في نهاية المحادثات حتى لو لم تعلن إسرائيل ذلك، فإنها ستقلص الهجمات في سوريا حتى يمر الغضب.
بدوره، ذكر موقع “ديبكا” الإسرائيلي، نقلًا عن مصادر عسكرية، الاثنين 24 من كانون الثاني، أن للدوريات الروسية- السورية المشتركة ثلاثة أهداف رئيسة، هي:
1- تقليص حرية عمل القوات الجوية الأمريكية والإسرائيلية في الأجواء السورية، إذ إن تشغيل دورية للطائرات المقاتلة الروسية والسورية في الأجواء السورية في أوقات غير محددة سيحدّ من الأوقات التي يمكن فيها للطائرات الأمريكية والإسرائيلية التحليق فوق سوريا.
2- جمع مواد استخباراتية، باستخدام طائرة الاستخبارات الروسية “A-50″، حول التقييمات العسكرية الإسرائيلية في هضبة الجولان، وحول التقييمات العسكرية الأمريكية في شمال شرقي سوريا بالأماكن التي توجد فيها القوات الأمريكية.
3- توفير إجابة روسية من خلال هذا الإجراء للسوريين عن سبب عدم استخدامهم صاروخ “S-300″ و”S-400″ ضد الطائرات الإسرائيلية التي تهاجم سوريا.
كما أشارت مصادر لـ”ديبكا” إلى أن موسكو لم تخطر إسرائيل أو سلاح الجو الإسرائيلي مسبقًا بهذا التطور من خلال الآلية المشتركة للدولتين لتنسيق الرحلات الجوية فوق سوريا.
ومثّلت القوات الجوية الروسية خلال الدوريات الجوية مقاتلات “SU-34″ و”SU-35” وطائرة “A-50” للإنذار المبكر، وشاركت معها طائرات “MIG-23″ و”MIG-29” السورية، بحسب ما نقلته وكالة “تاس” الروسية اليوم عن وزارة الدفاع الروسية.
وأقلع الطيارون الروس من قاعدة “حميميم” الجوية، بينما انطلق طيارو النظام من مطارَي “الصقال” و”الضمير” في محيط دمشق، بحسب الوكالة.
–