في أول اشتباك منذ سقوط التنظيم.. أمريكا تشارك في الحرب على الأرض
صرحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها انضمت إلى القتال على الأرض لاستعادة السيطرة على سجن “غويران” في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وقال “البنتاغون”، الاثنين 24 من كانون الثاني، إن القوات البرية الأمريكية انضمت إلى القتال لاستعادة السيطرة على السجن حيث يحتجز مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” مئات من الفتيان كرهائن، بحسب ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وكانت محافظة الحسكة شهدت، منذ مساء 19 من كانون الثاني الحالي، مواجهات عسكرية بين خلايا لتنظيم “الدولة” تسلّلت إلى محيط سجن “غويران” الذي يعتبر أحد أكبر السجون التي تضم عناصر وقياديين في التنظيم.
وبحسب الصحيفة، بعد أربعة أيام من الضربات الجوية الأمريكية، صار القتال كأكبر اشتباك أمريكي معروف مع التنظيم منذ سقوط تنظيم “الدولة الإسلامية” عام 2014.
وتطور حصار السجن، الذي يضم نحو 3000 من مقاتلي التنظيم وحوالي 700 فتى، إلى أزمة رهائن، إذ لا يزال مقاتلو التنظيم يحتجزون حوالي ربع السجناء ويستخدمون الأولاد دروعًا بشرية.
وبحسب الوزارة، فإن التحالف تحرك بمركبات “برادلي” القتالية المدرعة لدعم قوات الدفاع والقوات الأمريكية، ما يشير لأول مرة إلى مشاركة القوات البرية الأمريكية في القتال.
وقال مسؤول في التحالف، إن المركبات تعرضت لإطلاق نار وردّت على النيران.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون، إن طائرات “برادلي” كانت تُستخدم كحماية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي كانت تشدد طوقها حول السجن.
كما نفذت الولايات المتحدة غارات جوية بطائرات هليكوبتر “أباتشي” خلال الأيام الماضية في محاولة لكسر الحصار، ما أسفر عن مقتل عدد غير معروف من السجناء.
وكان المتحدث باسم “البنتاغون”، جون كيربي، صرح، في 21 من كانون الثاني الحالي، لموقع “Military Times” أن القوات الأمريكية وجهت بعض الضربات الجوية لدعم حلفائها على الأرض (قسد)، دون أي تدخل من القوات الأمريكية على الأرض.
وتواصلت عنب بلدي مع وزارة الدفاع الأمريكية عبر مراسلة إلكترونية، في 23 من كانون الثاني الحالي، لتوضيح عدم مشاركتها في المعارك الجارية على الأرض ضد التنظيم على الرغم من تصريحاتها الدائمة أن سبب وجودها الأول في المنطقة هو هزيمة التنظيم.
وتحفظت الوزارة على الرد، طالبة التواصل مع قوات التحالف.
وفي 23 من كانون الثاني الحالي، قال التحالف الدولي لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق، إن “الهجمات اليائسة” للتنظيم في الحسكة، خلال الأيام القليلة الماضية، جعلت التنظيم “أضعف”.
وأضاف التحالف في بيان، أن “قسد” تمكّنت من احتواء التهديد عبر عمليات التمكين التابعة للتحالف من خلال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والغارات.
وأجرت قوات التحالف عمليات مراقبة في الوقت الحقيقي خلال الحدث، ونفذت سلسلة من الضربات على مدار العملية التي استمرت أيامًا، لتشمل الاستهداف الدقيق لـ”إرهابيي” التنظيم الذين كانوا يهاجمون “قسد” من المباني في المنطقة.
تطورت المواجهات مع تمكّن العشرات من السجناء من تجاوز أسوار السجن والانضمام إلى الخلايا التي تمركزت في الأحياء المحيطة بالمنطقة مثل حي الزهور وحي المقابر، إذ استخدمت خلايا التنظيم مع بداية المواجهات سيارة مفخخة فجّرتها على البوابة الرئيسة للسجن.
تستمر المواجهات في محيط السجن حتى لحظة تحرير هذا الخبر، الأمر الذي دعا “قسد” صاحبة النفوذ في المنطقة إلى تجديد فرض حظر تجول في مدينة الحسكة خوفًا من تسلل عناصر التنظيم إلى خارجها.
وقال المتحدث الإعلامي باسم “قسد”، فرهاد شامي، “لدينا بعض التقارير التي تفيد بأن (داعش) يهدد بقتل جميع القاصرين إذا واصلنا مهاجمته”.
وأضاف أن حوالي 300 من مقاتلي التنظيم استسلموا لكنهم هددوا بقتل الفتيان إذا واصل التحالف هجومه على السجن.
وقالت منظمة “أنقذوا الأطفال”، إنها لا تستطيع التأكد بشكل مستقل من الضحايا لكنها تلقت شهادات صوتية تشير إلى وفيات وإصابات بين الأطفال.
قال فتى عرّف عن نفسه أنه أسترالي يبلغ من العمر 17 عامًا، في تسجيل صوتي حصلت عليه منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إنه أُصيب في غارة جوية دون توفر رعاية طبية.
وسلّطت المنظمة الضوء على محنة آلاف الأطفال الأجانب الذين جلبهم آباؤهم إلى سوريا، والذين تم احتجازهم لمدة ثلاث سنوات في معسكرات وسجون بشمال شرقي سوريا.
ومن بين نزلاء الحسكة فتيان لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، بينهم سوريون وعراقيون ونحو 150 أجنبيًا من غير العرب، نُقل بعضهم إلى السجن بعد أن اعتُبروا أكبر سنًا من أن يبقوا في معسكرات الاعتقال التي احتجزت عائلات المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :