عنب بلدي – إدلب
تسعى منظمات المجتمع المدني في محافظة إدلب لرفدها بمشاريع تنموية تعود بالفائدة على الأهالي، وتتنوع المشاريع في المنطقة التي تعمل فيها هذه المنظمات والمؤسسات في محاولة لتسيير أمور المحافظة قدر الإمكان.
وعملت منظمة بنفسج مع بلدية مدينة إدلب على مشروع جديد يضمن تسيير حافلات نقل للأهالي ضمن مدينة إدلب تحت عنوان “باص الخير”.
عنب بلدي التقت مدير البرامج في منظمة بنفسج، فؤاد سيد عيسى، وقال إن فكرة المشروع جاءت بعد دراسات وتقارير نفذها فريق تقييم الاحتياجات لدى المنظمة، ووجد أن العديد من الناس لا يستطيعون استخدام وسائل النقل الخاصة في المدينة أو سيارات الأجرة، بعد ارتفاع أسعار الوقود وارتفاع أسعار النقل الخاص.
ومن خلال “باص الخير” يستطيع أهالي المدينة تأمين احتياجاتهم بشكل منتظم، وبالتحديد ذوي الاحتياجات الخاصة منهم وكبار السن الذين لا يستطيعون قطع المسافات مشيًا، وخاصة مع بداية الشتاء وسوء الأحوال الجوية، وفق سيد عيسى.
وسيستفيد أصحاب الدخل المحدود، وطلاب المدارس والجامعات وموظفو الدوائر الخدمية، إضافة إلى أصحاب المهن الحرة من المشروع، بحسب سيد عيسى، الذي لفت إلى أن النقل المجاني “سيسهل حركة الأهالي إلى جميع مناطق المدينة”.
الباص نواة لمشروع النقل الداخلي
يحتوي الباص الواحد على 33 كرسيًا، ويستطيع عدد آخر من الركاب الوقوف داخله، بحسب مسلم سيد عيسى المسؤول الإعلامي في منظمة بنفسج.
وخطط فريق المنظمة بالتشارك مع بلدية مدينة إدلب لإنشاء هذا المشروع ليكون نواة لمشروع أكبر وهو النقل الداخلي العام في المدينة، وفقًا لسيد عيسى، الذي اعتبر المشروع “تجربة نوعية”.
خطط تسيير الباص وأماكن وقوفه، بالإضافة إلى ساعات الوصول طُبعت ووزعت على مواقف المدينة وعبر صفحات التواصل الاجتماعي، “ليسهل على الناس تنظيم أعمالها وفق خط سير الباص وأوقات وصوله”، بحسب مدير البرامج في المنظمة.
ويبدأ عمل الباص منذ الساعة 7 صباحًا ويستمر حتى 1 ظهرًا ليغطي أوقات دوام الطلاب والموظفين بشكل كامل، وقال سيد عيسى إن الباص انطلق في عمله بتاريخ 18 تشرين الثاني الجاري وفق الخطط المرسومة له.
وحول إمكانية زيادة عدد الباصات ضمن المشروع، قال سيد عيسى إن استخدام باص واحد جاء “لتقييم تفاعل الناس مع الفكرة”، لافتًا إلى أن هناك عددًا من الباصات المجهزة من الممكن استخدامها للتوسع ضمن خطوط ريف المدينة خلال الشهرين المقبلين.
“باص الخير” مقدم من بلدية مدينة إدلب وتعود ملكيته لها، وأعادت منظمة بنفسج تأهيله وإصلاحه وتكفلت بتأمين وقوده وراتب السائق والمرافق وجميع الاحتياجات الأخرى، بحسب سيد عيسى، الذي أشار “بلدية مدينة إدلب التابعة لإدارة المدينة هي شريك استراتيجي في المشروع وهذا ما يعطي نوعًا من الشرعية والحماية لهذا الباص “.
مشاريع أخرى نفذتها “بنفسج” في المدينة
لا تفكر المنظمة في مشاريعها على المدى القصير، بل تسعى لتنفيذ مشاريع استراتيجية لخدمة المدينة، ولتضمن التعافي المبكر لها وتعيد خدماتها إلى ما كانت عليه، بحسب مدير البرامج فيها.
ونفذت “بنفسج” العديد من المشاريع في المجال التنموي، إذ دعمت إنشاء وتشغيل بلديات إدلب وأريحا وجسر الشغور، بكل احتياجاتها حتى تصل لمرحلة التشغيل والتمويل الذاتي، كما دعمت 5 آلاف مزارع بالبذور والأسمدة لاستصلاح أراضيهم وزراعتها.
وتوزع المنظمة حوالي ألف سلة غذائية شهريًا ضمن محافظة إدلب، وتدعم عدة مستوصفات ومشاريع طبية، ومدرستين في مخيمات الشمال السوري، إضافة إلى إدارة ثلاثة مخيمات في منطقة سلقين (عائدون – صامدون – قادمون).
كما تسعى بحسب مدير البرامج فيها إلى افتتاح مشفى نسائيًا في المحافظة، وإلى تطوير مشروع النقل الداخلي ليشمل مدينة إدلب والعديد من المدن الأخرى القريبة، إذ قال إنها في المراحل الأخيرة.
تأسست المنظمة في مدينة إدلب عام 2011، على يد مجموعة من الشباب الطامح لخدمة المدينة وأهلها، وتوسعت منذ ذلك الحين حتى اليوم، ووصل عدد الكوادر العاملة فيها إلى 350 شابًا وشابة.
بينما تتبع بلدية مدينة إدلب للإدارة المدنية التي أسسها جيش الفتح عقب تحريرها، وتضم عددًا من ذوي الخبرات العاملين في البلدية سابقًا إضافة إلى موظفين مؤهلين جُدد.