تسببت الاشتباكات المندلعة، منذ مساء الخميس الماضي 20 من كانون الثاني، في محيط سجن “غويران” في مدينة الحسكة، باحتجاز المئات من المسافرين المدنيين على الطريق الواصل بين مدينتي الحسكة والرقة.
وقالت مصادر محلية من ريف الرقة الشرقي لعنب بلدي، إن بعض المسافرين عادوا أدراجهم نحو قرى ريف الرقة الشرقي أو باتجاه المدينة بينما اضطر البعض للانتظار على أطراف بلدة صباح الخير 45 كيلومترًا شمال شرقي الرقة.
ولجأ بعض المسافرين إلى دخول منازل السكان في ريف الرقة الشرقي في القرى القريبة من منطقة صباح الخير وطريق “أبيض- أبيض”.
وفي 20 من كانون الثاني الحالي، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عن حالة استعصاء للسجناء المحتجزين في سجن “غويران” في مدينة الحسكة والمخصص لمعتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقال أحمد الحسن (44 عامًا) وهو سائق شاحنة لنقل المواد الغذائية، في اتصال هاتفي مع عنب بلدي، إن المئات من العالقين على الطريق يعيشون أوضاع مزرية بسبب الظروف الجوية السائدة وانخفاض درجات الحرارة.
وأضاف أحمد أن بعض المسافرين عادوا إلى الرقة وريفها إلى حين افتتاح الطريق من جديد، لكن بعضهم الآخر لم يتمكن من العودة وخصوصًا المسافرين القادمين من الداخل السوري ومناطق سيطرة النظام السوري.
وأعلنت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) فرضها طوقًا أمنيًا على محيط مدينة الحسكة، كما فرضت حظرًا للتجوال على المدينة ومنع الدخول والخروج إليها.
ونتج عن فرض الحظر الكلي على مدينة الحسكة إغلاق الطرق المؤدية نحو المدينة بما فيها طريق “أبيض- أبيض” الرابط بين مدينتي الرقة والحسكة.
مصدر أمني في “أسايش”، قال لعنب بلدي إن إغلاق الطريق ومنع المسافرين من التوجه تجاه مدينة الحسكة هو للحفاظ على حياتهم بالدرجة الأولى.
وأضاف المصدر، أن استمرار الاشتباكات في محيط سجن “غويران” يؤدي في طبيعة الحال إلى استمرار إغلاق الطريق حتى عودة الأوضاع إلى الاستقرار والسيطرة الكاملة من قبل “قسد” والقوات الأمنية على المنطقة بشكل كامل.
وكانت “قسد” نشرت عبر حسابها الرسمي في “فيس بوك” ،فجر الجمعة، أن “أسايش” وبمساندة من قواتها تمكّنت من السيطرة على “الاستعصاء” الذي نفذه سجناء من عناصر تنظيم “الدولة” داخل سجن “غويران” في الحسكة.
ويقع السجن في أطراف حي غويران عند المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، وهو أحد السجون التي تحتجز فيها “قسد” آلاف المعتقلين الذين ينتمون لتنظيم “الدولة”، وبينهم قرابة أربعة آلاف أجنبي من حوالي 50 دولة.
وتعتبر حالات العصيان من المشاهد المتكررة في السجن، إذ نفذ عناصر التنظيم عام 2020 أكثر من “استعصاء”.
وفي أيلول 2020، نفذ أسرى تنظيم “الدولة” عصيانًا في السجن، وسبقته ثلاثة أخرى في حزيران من العام ذاته، إضافة إلى استعصاءات أخرى مطلع شهري أيار ونيسان 2020.