الجزائر تودع الكان.. لماذا؟

  • 2022/01/23
  • 9:54 ص

من مباراة الجزائر وغينيا الاستوائية - 16 كانون الثاني 2022 (gittyimages)

عروة قنواتي

بصور متسارعة وغير واضحة وبانقلاب مفاجئ، خرج المنتخب الجزائري الشقيق من دور المجموعات في بطولة أمم إفريقيا المقامة حاليًا في الكاميرون، ليصدم متابعيه وجماهيره، بل يصدمنا جميعًا، بالرغم من أن بيننا من يقول: “كبر رأس المنتخب الجزائري في الفترة الأخيرة، ولعل الرحيل عن الكان يكفي لإيقاظه قبل المونديال وقبل فوات الأوان”.

ضجت الصحف ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي إثر ذلك بعبارات و”مانشيتات” بين متحسر وحزين، وشامت “على طعم ناصح”، فيما يخص المنتخب الجزائري ورحلته السريعة في الكان.

ثلاثة لقاءات متنوعة الأهمية بين منتخبات مجموعة الجزائر، خسر فيها الخضر اثنتين وتعادل في واحدة، سجّل هدفًا واحدًا وأضاع ركلة جزاء للمحترف والقائد رياض محرز، ودخلت مرماه أربعة أهداف. سيراليون وحدها لم تسجل في مرمى الجزائر، لكن غينيا الاستوائية فعلتها، وساحل العاج أثخنت وأكثرت، والحمد لله لم تكن هنالك دقائق طويلة في الوقت المضاف بدلًا عن الضائع لمواجهة الأفيال مع المحاربين.

قبل التوجه إلى أمم إفريقيا وبعد كل مباراة، كانت الشعارات والعناوين والتصريحات توضح أن المشهد سينقلب لمصلحة الجزائر وأن الكبوة أو الغفوة، أيًا كانت التسمية، “لن تطول”، وحتى قبل لقاء الأفيال بساعات كانت التصريحات تشق صمت الملعب وتقتحم المدرجات، حتى ظننت أن منتخب ساحل العاج سيكون في مشهد حرج بالشوط الأول، لأنه سيتلقى ثلاثة أهداف (ليست غريبة عن المنتخب الجزائري) ولكنها لم تأتِ، بل جاءت في شباك الخضر: هدفان وهدف ملغى بداعي التسلل.

أجهز منتخبات العرب وأقل المنتخبات إصابة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) كان منتخب الجزائر، لكنه خرج مع السودان وموريتانيا من البطولة، في حين تأهلت منتخبات مصر والمغرب وتونس وجزر القمر إلى ثمن النهائي.

من القلب مبارك لمنتخب جزر القمر على حظوظه في التأهل، ولو أنه سيواجه الكاميرون في الإقصائيات، وهي مواجهة صعبة جدًا، لكنه حقّق شعار ومقولة “لكل مجتهد نصيب”.

لا أجد عبارات طويلة وكافية تشرح صدمة وأداء وخيبة أمل الجماهير وخيبة أملي بخروج منتخب الجزائر الذي أحببناه، بهذا الشكل المهين، لكنني بالفعل أتفق مع أصدقائي ومع من قال: “لعلهم يستيقظون مرة أخرى قبل فوات الأوان وقبل الإحراج في مشهد المونديال، ولعلهم يعقدون العزم مجددًا أن تحيا الجزائر، كما تقول كلمات نشيدهم الوطني”.

“هاردلك” للمحاربين. ننتظركم بصورة أجمل في مقبل الأيام.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي