أهالي السويداء يسعون للاكتفاء الذاتي بعد الغلاء المعيشي
عنب بلدي – السويداء
استطاع علاء جودية (28 عامًا) التغلّب على الوضع المعيشي المتردي الذي تشهده محافظة السويداء أقصى الجنوب السوري، بعد اعتماده على الزراعة لتحسين مستوى عائلته المعيشي، حتى وصل إلى “الاكتفاء الذاتي”، وأمّن احتياجاته الاستهلاكية.
تزداد الأعباء على سكان مدينة السويداء يومًا بعد يوم، وخاصة في فصل الشتاء، حيث صار همهم تدفئة عائلاتهم مع استمرار النظام السوري باستصدار قرارات تزيد من الخناق حول عنق السوريين.
علاء قال لعنب بلدي، إنه قرر زراعة أرضه عقب إهمالها لسنوات، “بعد أن ضاقت بي السبل، وعدم تمكني من السفر لأنني مطلوب للخدمة العسكرية”.
يزرع الشاب العشريني أرضه بمختلف أنواع الخضار والفواكه، “اعتنيت بها في بداية هذه السنة (2022)، كما تعتني الأم بطفلها، لأنها وسيلتي الوحيدة اليوم في هذا الظرف الصعب، أجني منها ما يكفيني لي ولأسرتي، وهناك أحيانًا فائض أبيعه لأهالي القرية بسعر أرخص من السوق”.
وأكمل علاء، “هناك عوائق وصعوبات واجهتني في هذه التجربة، وأهمها شحّ المياه وتردي الكهرباء ونقص المحروقات، إلى أن حفرت بئرًا على حسابي الخاص واشتريت مولدة كهربائية، وأمّنت ما يلزم من المازوت والبنزين، وذلك بعد طلب المساعدة من أصدقائي المغتربين”.
حال علاء كعشرات العائلات في السويداء، قرروا الاعتماد على الزراعة وتقديم المساعدة لبعضهم إلى أن وصلوا إلى مستويات معقولة من الاكتفاء.
وهناك أنواع كثيرة من المزروعات تنمو داخل أراضي المحافظة بسبب طبيعتها المناسبة، مثل التفاح، والزيتون، والعنب، والقمح، ومعظم أنواع الخضراوات.
الخبز من إنتاج العائلة
سناء (34 عامًا) هي أم لأربعة أبناء، لم تدخل منزلها ربطة خبز واحدة من الأفران منذ عامين، فلدى عائلتها أرض يزرعونها بالقمح ويعتمدون على ما تنتجه في كل موسم.
تستثمر عائلة سناء قسمًا من حصاد القمح بعملية طحنه لتحويله إلى مادة الطحين، والقسم الآخر يتم تحويله إلى البرغل، ومنه يُصنع “الكشك”.
و”الكشك” يُصنع من جرش القمح، ويكثر طبخه في المناطق التي تكثر فيها زراعة القمح.
“اشتريت الصاج لصنع الخبز من القمح الذي تنتجه أرضنا، بيتي لا يعرف خبز الأفران منذ سنتين، ونحن نخزّن القمح والطحين كل موسم كي لا ننقطع من أساسيات الحياة وهو الخبز، خاصة أن خبز الأفران رديء الجودة ويشتكي منه معظم أهالي المحافظة”، وفق ما عبرت عنه سناء، التي تحفظت على نشر اسمها الكامل لأسباب أمنية.
مساحات واسعة من الأراضي استثمرها أهالي السويداء في الزراعة، وتجاوزت مساحة الأراضي المزروعة بالقمح لعام 2021 حوالي 30 ألف هكتار، وفق ما نشرته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
وخلال 2021، دعا ناشطون عدة مرات إلى عصيان مدني شامل في المحافظة احتجاجًا على تردي الوضع المعيشي، إذ تجاوزت أسعار المواد الغذائية الأساسية راتب الموظف الذي لا يتجاوز الـ50 ألف ليرة سورية (14 دولارًا).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :