“إسكندرية ليه؟”.. يوسف شاهين يسرد حبه للسينما

camera iconلقطة من فيلم "إسكندرية ليه؟"

tag icon ع ع ع

أُنتج فيلم “إسكندرية ليه؟” عام 1978، من تأليف محسن زايد وإخراج يوسف شاهين الذي شارك في التأليف، ويعد الفيلم الأول في سلسلة أفلام شاهين التي تناول فيها سيرته الذاتية، بالإضافة إلى فيلم “حدوتة مصرية”، و”إسكندرية كمان وكمان”، و”إسكندرية- نيويورك”.

كما أن هذا الفيلم، بالإضافة إلى أنه يرصد قصة شاهين بتعلّقه بالسينما، يرصد أسلوب الحياة في مدينة الإسكندرية خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

يتناول الفيلم قصة الفتى “يحيى” المولع بالتمثيل، وهو انعكاس واضح ليوسف شاهين في الواقع، الذي ينتمي إلى عائلة متوسطة تطمح في الصعود بين الطبقات الاقتصادية داخل المجتمع، وفي نفس الوقت، تتمسك بالتقاليد التي تميزت بها تلك الطبقة، أبرزها القيم الوطنية ومحاربة الانتداب البريطاني في مصر.

يجتهد “يحيى” كي يحقق حلم أهله، بأن يصبح “موظف قد الدنيا”، إلا أن حلمه في الفن والتمثيل يسيطر عليه منذ بداية اللقطة الأولى في الفيلم (133 دقيقة)، قبل أن يعيش في مسؤولية وإحباطات صناعة السينما، وأي شخص لديه ذرة حب للفن والسينما يستحيل ألا يكون قد ارتبط وجدانيًا بهذا الفيلم.

ضمن نص الفيلم، رصد شاهين وزايد شخصيات عدة تنتمي إلى عوالم مختلفة وطبقات اجتماعية لا تشبه الأخرى، إلا أن الظروف التي عاشتها مصر خلال الحرب العالمية الثانية جعلت جميع هذه الطبقات تعيش قريبة من بعضها، وتشعر بآلامها المشتركة، فيرى الجمهور فتاة يهودية (أدت دورها نجلاء فتحي)، ابنة المثقف السياسي الأرستقراطي والمعادي لبناء دولة إسرائيل (أدى دوره يوسف وهبي)، تقع في حب شاب مسلم من طبقة فقيرة (أدى دوره أحمد زكي)، يعاني في حياته كضحية للمنتفعين من الحرب، فلا يستطيع محامٍ مسيحي (أدى دوره محمود المليجي)، وهو والد الفتى “يحيى”، أن يحمي حقوق الشاب ويفشل في تمثيله أمام المحكمة، كونه يرفض الفساد.

لا يتوقف خليط الشخصيات ضمن هذا الإطار، وإنما يذهب إلى أبعد من ذلك، حين تظهر خلال خط الأحداث علاقة مثلية بين جندي نيوزيلندي وأرستقراطي مصري، وضباط جيش سذج يقتنعون منذ بداية الفيلم حتى نهايته أن بإمكانهم قتل تشرشل، وضمن جميع هذه التفاصيل المتشعبة، نجح شاهين بتصوير الفيلم بإيقاع متناغم لم يسقط بلقطة واحدة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة