يخرج عارف الحسين (25 عامًا) كل يوم من منزله في الصباح الباكر، متوجهًا إلى عمله في سوق “الهال”، وخلال الطريق يمر بالمنطقة الصناعية لتناول وجبة إفطاره التي يقدمها له ناشطون أقاموا مشروعًا لتقديم الطعام بشكل مجاني.
مشروع الطعام المجاني المسمى “انصر”، يستهدف الفئة الفقيرة في المجتمع، ومساعدتها لتأمين وجبة الإفطار قبل البدء بالعمل، وبالتالي زيادة نشاط وحيوية العامل، والأثر الجيد الذي ينعكس إيجابًا على نفسيته، بحسب تعبير مدير المشروع، محمد نجار.
كما يهدف المشروع لمساعدة العمال، في ظل الأوضاع المعيشية السيئة التي تشهدها مناطق الشمال السوري.
برهوم سيفو (31 عامًا) يعمل في المنطقة الصناعية بإدلب، قال لعنب بلدي، إن المشروع يقدم وجبات إفطار للعمال، وهو ما اعتبره “إيجابيًا”، نظرًا إلى أن العديد من العمال يخرجون من منازلهم دون إفطار، بسبب ضيق الوقت، والظروف المعيشية الصعبة.
مدير المشروع قال خلال حديث إلى عنب بلدي، إن مشروع “انصر” في إدلب، مموّل من الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية، لمدة ستة أشهر، إذ انطلق المشروع مطلع كانون الأول من عام 2021، وسيستمر حتى أيار المقبل.
ويبدأ متطوعو مشروع “انصر” بتوزيع الوجبات في الساعة الثامنة صباحًا في ساحة “العمال” بالمنطقة الصناعية، وبعد شهر من انطلاق المشروع توسعت الشريحة المستهدفة، لتشمل الأطفال والمارين في الشوارع، بينما يجري العمل على تفعيل المزيد من نقاط التوزيع في مدينة إدلب وخارجها.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال إن تسعة ملايين سوري يعيشون في مناطق لا تخضع لسيطرة النظام السوري، بينهم 5.6 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
وجاء ذلك عبر تقرير من 19 صفحة قدّمه غوتيريش لمجلس الأمن الدولي، الاثنين الماضي، يتناول بالأرقام واقع الوضع الإنساني في سوريا، قبل تمديد قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2585”، الخاص بآلية المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لمدة ستة أشهر أخرى.
وأكد أن 7.78 مليون سوري ليس لديهم أطباء أو مرافق طبية تستوفي المعايير الدنيا المقبولة عالميًا، إلى جانب وجود 90% من السوريين تحت خط الفقر، يعاني 60% منهم “انعدام الأمن الغذائي”.
–