“الإدارة الذاتية” تعلّق على “تسويات” النظام: مسكّنات لا تعالج الأزمة

  • 2022/01/17
  • 9:51 ص

أحد مقاتلي "قسد" على أحد الحواجز الأمنية (فرانس برس)

اعتبر الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، عبد حامد المهباش، أن “التسويات” والمصالحات التي تجريها حكومة النظام شمال شرقي سوريا لا تُفيد في حل الأزمة السورية، ولا تتناسب مع حجمها.

وقال في تصريحات نقلتها صفحة “الإدارة الذاتية” في “فيس بوك”، الأحد 16 من كانون الثاني، إن “سلطة دمشق يجب ألا تتجاهل حقيقة الأزمة السورية وتضعها في نصابها الحقيقي، فهذه التسويات والمصالحات لا تعدو كونها تصويرًا خاطئًا للأزمة السورية، وهي عبارة عن مسكّنات ومهدّئات، ولا تعالج الأزمة”.

وأضاف المهباش، “إننا في (الإدارة الذاتية) ومنذ التأسيس، نسعى إلى حل الأزمة السورية حلًا سياسيًا متمثلًا بالحوار، بينما تتمسك حكومة دمشق بالحل العسكري، وتُقدم تسويات ومصالحات يرفضها الشعب السوري بجميع أشكاله ومكوّناته”.

ودعا الأهالي في شمال شرقي سوريا إلى توخي الحذر من هذه “التسويات”، “لأنكم أصحاب حق ولستم مذنبين تطالبون بالعفو لذنب اقترفتموه، وما تطالبون به حق، ويجب أن تكون سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية”، بحسب تعبيره.

من جانبه، صرّح محافظ الرقة التابع للنظام السوري، عبد الرزاق خليفة، أن عدد من تمت “تسوية” أوضاعهم في مركز “المصالحة” ببلدة السبخة بريف الرقة وصل إلى 1229 شخصًا، على الرغم من القيود الشديدة التي تفرضها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وقطع الطرقات أمام حركة عبور المدنيين إلى مركز “المصالحة”.

وقال في تصريحات لإذاعة “شام إف إم” المحلية، إن “قسد” أغلقت الطرقات المؤدية إلى ما وصفه بـ”الريف المحرر”، بعد سماح حكومة النظام بعبور مربي المواشي مع قطعانهم نتيجة لتردي الأوضاع المعيشية، وانعدام وجود المواد العلفية في المناطق الواقعة تحت سيطرة “قسد”.

وفي 12 من كانون الثاني الحالي، أعلنت حكومة النظام بدء عملية “تسوية” لأبناء محافظة الرقة، في مركز السبخة بريف المحافظة الغربي.

وأثار هذا الإعلان حفيظة سكان المدينة، وهي أولى المدن التي خرجت عن سيطرة النظام قبل نحو تسع سنوات.

مصطفى العبد الله، أحد وجهاء عشيرة “العفادلة” كبرى عشائر مدينة الرقة، قال إن “النظام السوري يذرّ الرماد في العيون، عبر إعلانه بدء التسويات سواء في الرقة أو حتى في دير الزور”.

وأضاف العبد الله، في اتصال هاتفي في وقت سابق مع عنب بلدي، أن “مئات الآلاف في الرقة يخشون عودة النظام السوري إلى مدينتهم، ويعرفون جيدًا مدى إجرامه، فكيف لهؤلاء أن يأمنوا جانب النظام ويقوموا بإجراء التسويات”.

ورفضت عشائر مدينة الرقة، في بيان، بدء “التسويات” في الرقة، واعتبرت ذلك تهديدًا مباشرًا لـ”الاستقرار” الذي تعيشه المدينة وريفها، بحسب ما نقلته وكالة “نورث برس” المُقربة من “الإدارة الذاتية”.

وقال شيخ عشيرة “البومانع”، محمد الجاسم، للوكالة، إن عشائر الرقة تمتلك موقفًا عشائريًا واضحًا يرفض هذه “التسويات”، ويتبرأ من أي شخص تسوّل له نفسه التوجه نحو مناطق سيطرة النظام لإجراء “المصالحة”.

ويأتي إعلان النظام عن بدء عمليات “التسوية” في الرقة، بعد إجراء عمليات مماثلة في محافظة دير الزور شرقي سوريا، بدأت من مركز مدينة دير الزور، في 13 من تشرين الثاني 2021، وانتقلت بعدها إلى مدينة الميادين شرقي المحافظة، وتبعتها مدينة البوكمال بالقرب من الحدود السورية– العراقية، ثم في بلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي، التي تعتبر إحدى المناطق المتاخمة لمناطق نفوذ “قسد”.

وخرجت مدينة الرقة عن سيطرة النظام السوري في آذار 2013، بعد أن سيطرت على المدينة وريفها فصائل من المعارضة السورية، ولاحقًا سيطرت “جبهة النصرة” على المدينة، ومن ثم تنظيم “الدولة الإسلامية” بداية العام 2014، لتتحول إلى عاصمة التنظيم بعد إعلان دولته في مساحات واسعة من سوريا والعراق، إلى أن تم طرده منها في نهاية العام 2017، وسيطرت عليها “قسد” بدعم من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا