حكمت محكمة “برهانية” الجنائية العليا في تركيا بالسجن لمدة 47 عامًا و 11 شهرًا على سوري متهم بـ”تهريب المهاجرين” و “القصد الاحتمالي في القتل العمد” في قضية متعلقة بوفاة اثنين من المهاجرين غير الشرعيين أثناء محاولة الوصول إلى أوروبا عبر بحر إيجه.
وأيدت الدائرة الجنائية الأولى بمحكمة الاستئناف العليا في تركيا الحكم، بحسب ما ترجمته عنب بلدي عن تقرير لوكالة “الأناضول” التركية اليوم، الأحد 16 من كانون الثاني.
وحكمت المحكمة على المتهم بالسجن ست سنوات وثلاثة أشهر وغرامة قضائية قدرها 75 ألف ليرة تركية بتهمة “تهريب المهاجرين”، والسجن 41 عامًا وثمانية أشهر بتهمة “القصد الاحتمالي في القتل العمد” لسقوط شخصين في البحر، أحدهما طفل.
وبعد استئناف القرار، وجدت الدائرة الجنائية الأولى لمحكمة العدل الإقليمية بإزمير، التي نظرت في الملف، أن قرار المحكمة المحلية قانوني.
مع استئناف قرار الاستئناف، وصل الملف إلى المحكمة العليا، ونتيجة لمراجعة الاستئناف، رفضت الدائرة الجنائية الأولى بمحكمة الاستئناف العليا استئناف محامي المتهم من حيث الموضوع وأيدت الحكم.
وكان المتهم في القضية، وهو سوري الجنسية، عمل في تجارة الأحذية في تركيا لمدة عامين من أجل السفر إلى الخارج بشكل غير “قانوني”، وفي عام 2016 تواصل من خلال أقاربه مع مهربين وأخبرهم بنيته السفر، بحسب تفاصيل الرحلة التي توفي خلالها شخصان غرقًا والتي نقلتها وكالة “الأناضول”.
طلب المهربون 1600 يورو مقابل سفره، لكن المتهم لم يمتلك المبلغ كاملًا إذ كان ينقصه 200 يورو، ووافق المهربون أن يدفع 1400 يورو مقابل قيادته للقارب الذي ينقل المهاجرين.
تلقى المتهم، بالاتفاق مع المهربين، قبل يوم من السفر تدريبًا على قيادة القارب لمدة نحو 45 دقيقة في منطقة آيفالك بولاية بالق أسير جنوبي بحر مرمرة، وعلّمه المهربون كيفية تشغيل المحرك والمناورة بالقارب.
جمع المهربون المهاجرين في منطقة بساتين زيتون في اليوم التالي ووضعوهم على متن القارب ليلًا، بينما وجد المتهم قاربًا آخر غير القارب الذي تدرب على تشغيله، لكنه ركب القارب مع بقية المهاجرين بعد أن ارتدوا سترات النجاة.
بعد عشر دقائق من تحركه، ضربت موجة القارب ما أسفر عن سقوط اثنين من المهاجرين في المياه ولم يتم إنقاذهم، وبعد أن بدأ القارب بالغرق أنقذت فرق خفر السواحل المهاجرين غير الشرعيين الذين طلبوا المساعدة عبر الهاتف.
وبعد الواقعة، رُفعت دعوى حق عام ضد المتهم السوري الذي كان يستخدم القارب، بتهمة تهريب مهاجرين وقتل شخصين.
ويحاول مهاجرون الوصول إلى اليونان ومن ثم أوروبا عبر تركيا من خلال بحر إيجه، وتعلن السلطات التركية بشكل شبه يومي إنقاذ مهاجرين بعد غرق قاربهم في المياه.
وتعتبر تركيا منذ عام 2015 بوابة السوريين للوصول إلى الأراضي الأوروبية، وتتكرر حوادث غرق قوارب مهاجرين في المياه الإقليمية بين تركيا واليونان.