حذّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الجمعة 27 تشرين الثاني، روسيا من “اللعب بالنار” فيما يخص الأزمة بين البلدين، على خلفية إسقاط تركيا المقاتلة الروسية على الحدود التركية السورية.
وقال إردوغان “على روسيا أن تعلم أننا على دراية بمكرها الكامن وراء تعزيز وجودها العسكري في سوريا بذريعة إسقاط الطائرة الروسية”، مردفًا أن تركيا لطالما سألت الروس عن طبيعة وجودهم في سوريا وكانت الذريعة أنهم تدخلوا بدعوة من الدولة السورية.
وتساءل الرئيس التركي “هل أنتم مجبورون على تلبية دعوة دولة الأسد الفاقدة للشرعية والتي قتلت 380 ألف شخصًا، وهل هناك مبرر شرعي لتقديم كل هذا الدعم لمن يمارس إرهاب الدولة”.
وحول تصريحات الرئيس الروسي، مساء أمس الخميس، أشار إردوغان إلى أنها “غير مقبولة”، على اعتبار أن تركيا لم تتعمد إسقاط الطائرة الروسية، وإنما كانت ردة فعلها طبيهية تطبيقًا لقواعد الاشتباك.
إردوغان أشار إلى طلبه إجراء محادثة هاتفية مع بوتين يوم حادثة إسقاط الطائرة، مؤكدًا أن الجانب الروسي “لم يعطنا جوابًا حتى اليوم”.
وأضاف “نحن أطلعنا العالم كله حول تفاصيل انتهاك الطائرة الروسية لمجالنا الجوي عبر صور الرادارات والتسجيل الصوتي، الذي يثبت تحذيرنا للطائرة قبيل انتهاكها أجواءنا”، داعيًا روسيا لإثبات ادعاءاتها “وإلا فإنها ستكون بموضع الكاذب، جراء هذه الافتراءات الباطلة”.
ولفت الرئيس التركي إلى إمكانية لقاء بوتين خلال قمة التغير المناخي التي ستعقد في باريس الاثنين المقبل، مردفًا “من الممكن أن نلتقي ونقيم الحادثة هناك”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صرح أمس الخميس أن استهداف الطائرة الحربية “طعنة في الظهر نفذها متواطئون مع الإرهاب”، مشيرًا “سنتعامل بجدية تامة مع الحادث ونسخر جميع طاقاتنا لضمان أمننا، ولن نتوانى عن الرد”.
ومن غير الواضح في الوقت الراهن ما سيجري خلال الأيام المقبلة بشأن العلاقة الروسية التركية، إلا أن الحادثة ستلقي بظلالها على الأزمة السورية، باعتبار أن كل من موسكو وأنقرة فاعلان ومؤثران في الحرب السورية التي دخلت عامها الخامس.