عنب بلدي – حسام العمر
قررت سناء محمد (27 عامًا) شراء مصاغ من الذهب من أحد صاغة مدينة الرقة، لتكتشف أن الصائغ يريد زيادة 200 ألف ليرة سورية كأجرة صياغة، فوق قيمته البالغة نحو مليون ونصف مليون ليرة سورية.
ترى سناء أن المبلغ “كبير جدًا”، فليس من المعقول أن تصل صياغة خاتم وحلق من الذهب إلى 200 ألف ليرة سورية، بحسب ما قالته لعنب بلدي.
ويبدي زبائن لمحال بيع الذهب في مدينة الرقة شمالي سوريا استياءهم من ارتفاع صياغة الذهب عند شرائه، في ظل عدم وجود جهة رسمية في المدينة تحدد ثمن الصياغة، وتراقب تجارة المعدن الأصفر.
وقال سكان تحدثوا إلى عنب بلدي، إن الكثير من الناس كانوا يلجؤون للذهب لادخار نقودهم في أوقات سابقة، لكن هذا الخيار تراجع مع ارتفاع قيمة الصياغة التي يتقاضاها تجار الذهب في المدينة.
وتتركز محال بيع الذهب بمدينة الرقة في شارع تل أبيض الذي يعتبر سوق المدينة الرئيس، إلى جانب بعض المحال الموجودة في شارع المنصور وشارع القوتلي وسط المدينة.
ويضيف الصاغة أجورًا إلى صياغة الذهب تتناسب مع الأسعار التي اشتروا بها، لتؤمّن لهم الربح الأساسي، بحسب ما قاله تجار في المدينة لعنب بلدي.
علاء حلاق (44 عامًا)، يملك محلًا لبيع الذهب بشارع تل أبيض، قال لعنب بلدي، إن سبب ارتفاع قيمة الصياغة يعود لتخبّط سعر صرف الليرة السورية في السوق أمام العملات الأجنبية.
وأضاف علاء أن الليرة السورية فقدت قيمتها في التعاملات التجارية، لذلك، من حق الصاغة وشرائح اقتصادية أخرى رفع قيمة الخدمات التي تقدمها لتأمين الربح المفترض لها.
وتعنى غرفة تجارة الرقة بتشكيل الاتحادات والنقابات التجارية ومنها اتحاد الأصناف التجارية، وجمعية صاغة الذهب هي إحدى تلك النقابات، وفق ما قاله عضو في “اللجنة الاقتصادية” بـ”مجلس الرقة المدني” لعنب بلدي.
وأضاف عضو “اللجنة” (طلب عدم ذكر اسمه لأنه لا يملك تصريحًا بالحديث إلى الإعلام)، أن هذه الجمعية لا تزال لا تمتلك آلية لضبط سوق الصاغة، بسبب حداثة نشأتها، وعدم التزام تجار الذهب بالانتساب إليها، أو اتباع القوانين والتعليمات التي تصدرها.
وتعد جمعيات صاغة الذهب الجهة المسؤولة عن تحديد أجور الصياغة، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة هذا القطاع، لكنّ كثيرًا من الحرفيين السوريين لا يلتزمون بقراراتها والنشرات الصادرة عنها.
وتتأثر أسعار الذهب في سوريا بسعر الذهب العالمي وسعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.