أعلن الرئيس الكازاخستاني، قاسم جومارت توكاييف، اليوم الأربعاء 12 من كانون الثاني، انسحاب قوات “حفظ السلام” الروسية، التابعة لمنظمة “معاهدة الأمن الجماعي”، من كازاخستان، ابتداء من يوم غد، الخميس.
وصرّح توكاييف في أثناء اجتماع ترأسه في مدينة ألما آتا، التي شهدت أكبر موجات الاحتجاجات في البلاد، أنه أجرى محادثات مع رؤساء الدول المعنية بهذا الشأن، وفق ما نقلته قناة “RT” الروسية.
وكان الرئيس الأرميني، نيكول باشينيان، الذي يترأس منظمة “معاهدة الأمن الجماعي”، أعلن، في 6 من كانون الثاني الحالي، إرسال قوات مشتركة لحفظ السلام في كازاخستان.
وفي 11 من كانون الثاني الحالي، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن قوات “حفظ السلام” ستنهي مهمتها في كازاخستان بعد استقرار الوضع بشكل كامل، وبقرار من قيادة الجمهورية، وفق ما نقلته “RT“.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أوضحت، في 8 من كانون الثاني الحالي، أن أكثر من 70 طائرة نقل عسكري روسية من طراز “Il-76” و”An-12″، تعمل على مدار الساعة لنقل وحدات من قوات “حفظ السلام” الروسية ومعداتها العسكرية إلى كازاخستان، وفق ما نقلته حينها “RT” الروسية.
وأرسلت روسيا، بطلب من الرئيس الكازاخستاني، قوات مشتركة إلى كازاخستان لفض الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بعد رفع الحكومة أسعار الوقود، ما سبب انتشار أعمال عنف دامية، وصدامًا بين المواطنين وقوات الأمن، في أنحاء الدولة السوفييتية سابقًا.
وأوقفت وزارة الداخلية الكازاخية خلال الاحتجاجات آلاف المواطنين، وقُتل العشرات من المدنيين وقوات الأمن.
وكان الرئيس الكازاخي أعلن يوم الاثنين الماضي، 10 من كانون الثاني الحالي، يومًا للحداد الوطني العام في كازاخستان.
وكانت السلطات الكازاخية قطعت الإنترنت والاتصالات وخدمات البنوك والرحلات الجوية في جميع أنحاء البلاد، دون القدرة على تحديد النطاق الكامل لحالة العنف التي تشهدها البلاد.
وفي بيان صحفي للخارجية الأمريكية، في 5 من كانون الثاني الحالي، قال المتحدث باسمها، نيد براس، إن واشنطن تدين أعمال العنف وتدمير الممتلكات، وتدعو السلطات والمتظاهرين لضبط النفس.
كما طالب البيان جميع الكازاخيين باحترام المؤسسات الدستورية وحقوق الإنسان وحرية الإعلام والدفاع عنها، بما في ذلك استعادة خدمة الإنترنت، مع دعوة جميع الأطراف لإيجاد حل سياسي لحالة الطوارئ.
واعتبرت الخارجية الروسية في بيان لها، الخميس الماضي، الأحداث في كازاخستان محاولة مستوحاة من الخارج لزعزعة استقرار وأمن البلاد بالقوة، وفق ما نقلته قناة “RT“.
وتعد كازاخستان أكبر منتج عالمي لليورانيوم، وقد أدت الاضطرابات إلى قفزة بنسبة 8% في أسعار المعدن الذي يغذي محطات الطاقة النووية، كما تأتي في صدارة الدول التي تعدّن عملة “بيتكوين” الرقمية المشفرة، بعد الولايات المتحدة، ما انعكس سلبًا على واقع العملة بعد قطع الإنترنت في البلاد.
وشملت الوحدات المرسلة إلى كازاخستان عناصر من بيلاروسيا وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان وروسيا.
وأكد بيان لمنظمة الدول التركية (أذربيجان وتركيا وكازاخستان وقيرغيزستان) نشرته الخارجية التركية، الخميس الماضي، الأهمية التي تعلقها دول المنظمة على السلام والاستقرار في كازاخستان، والتضامن مع الدولة العضو في المنظمة.
وشهدت العاصمة الكازاخية توقيع اتفاق “أستانة” المتعلق بالملف السوري، إذ بدأت أولى جولات المحادثات بين ممثلين عن النظام السوري ووفد من المعارضة السورية هناك، في 23 و24 من كانون الثاني عام 2017، لتمتد فيما بعد إلى 17 جولة.
وتمخضت المحادثات عن توقيع اتفاق “أستانة” في أيلول 2017، الذي نص على إيقاف العمليات العسكرية في الشمال السوري، وفرض تهدئة على خطوط التماس بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام المدعومة من إيران وروسيا، إلا أن قوات النظام لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار سوى لبضعة أيام لتعاود بعدها القصف مجددًا.
وتعتبر كازاخستان أيضًا تاسع دول العالم، وأكبر دول العالم الإسلامي مساحة، وعاصمتها أستانة، التي جرى تغيير اسمها عام 2019، إلى نور سلطان، نسبة للرئيس الكازاخستاني السابق، سلطان نزار باييف.
–