قدّم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تقريرًا من 19 صفحة لمجلس الأمن الدولي، يتناول بالأرقام واقع الوضع الإنساني في سوريا، قبل تمديد قرار مجلس الأمن الدولي، رقم “2585”، الخاص بآلية المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، لمدة ستة أشهر أخرى، الاثنين الماضي.
وأوضح غوتيريش أن تسعة ملايين سوري يعيشون في مناطق لا تخضع لسيطرة النظام السوري، بينهم 5.6 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
ووفق ما نقلته صحيفة “الشروق الأوسط” عن التقرير الذي قالت إنها اطلعت على نسخة منه، أكد غوتيريش أن 7.78 مليون سوري ليس لديهم أطباء أو مرافق طبية تستوفي المعايير الدنيا المقبولة عالميًا، إلى جانب وجود 90% من السوريين تحت خط الفقر، يعاني 60% منهم “انعدام الأمن الغذائي”.
وكان مجلس الأمن الدولي مدّد، في 10 من كانون الثاني الحالي، التفويض الخاص بإيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة ستة أشهر أخرى، دون تصويت جديد في المجلس.
وخلال مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في 10 من كانون الثاني الحالي، قال إن إيصال المساعدات عبر الحدود في سوريا أمر ضروري.
وأضاف، “نحن بحاجة إلى نقل المساعدات عبر الحدود وخط الجبهة، وهذه عناصر أساسية بالنسبة إلينا لتلبية الاحتياجات الإنسانية لجميع السوريين”.
ونشر الباحث في معهد “الشرق الأوسط” تشارلز ليستر، عبر “تويتر”، تغريدة قال فيها، إن ثلاثة مصادر دبلوماسية أخبرته بشكل موثوق أن روسيا حاولت إفشال قرار التمديد، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أعطت تسهيلات للمنظمات غير الحكومية الدولية للعمل مع النظام السوري.
The quid pro quo:
(1) Granting INGOs powers to work w. #Assad's regime, (2) permitting UN aid work in "early recovery", (3) supporting more cross-line aid from #Damascus & (4) facilitating things like the #Lebanon gas/electricity deal via #Syria.
= cross-border aid continues. https://t.co/PbD1kVRr9L
— Charles Lister (@Charles_Lister) January 10, 2022
وبرر الخبير والمحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف، في حديث إلى صحيفة “الوطن” المحلية، رفض روسيا قرار تمديد المساعدات بأن ما يجري في معبر “باب الهوى” خرق لسيادة سوريا، مؤكدًا أن موسكو قدمت تنازلًا عند التصويت على القرار قبل ستة أشهر.
وسمح مجلس الأمن لأول مرة بعملية المساعدات عبر الحدود إلى سوريا في عام 2014 بأربع نقاط، هي معبر “الرمثا” الحدودي مع الأردن، و”اليعربية” الحدودي مع العراق، و”باب السلامة” و”باب الهوى” مع تركيا، لكن روسيا فرضت عام 2019 إلغاء ثلاثة منافذ، لتبقى المساعدات محصورة بـ”باب الهوى”.
وفي 14 من كانون الأول 2021، قدم غوتيريش تقريرًا لمجلس الأمن الدولي، اعتبر خلاله أن المساعدات الإنسانية عبر الحدود للسكان السوريين من دون موافقة النظام السوري، ما زالت ضرورية.
وقال غوتيريش حينها، “في هذه المرحلة، لم تبلغ القوافل عبر خطوط الجبهة وحتى المنتشرة بشكل منتظم، مستوى المساعدة الذي حققته العملية العابرة للحدود” عند معبر “باب الهوى” بين سوريا وتركيا، بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
وفي مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” في 21 من كانون الأول 2021، قال غوتيريش إنه “قلق” كون سوريا تعيش “وضع اللاحرب واللاسلم” بوجود كثير من الميليشيات وأربعة جيوش أجنبية.
–