أوقف نقص أطباء التخدير في مستشفى التوليد وأمراض النساء الجامعي في دمشق استقبال الحالات المرضية الإسعافية منذ أربعة أيام.
وقالت صحيفة “الوطن” المحلية اليوم، الأحد 9 من كانون الثاني، إن قاعة الانتظار في المستشفى خالية من أي مراجعين وسط حالة هدوء تخيم عليه وعلى وأروقته.
ونقلت الصحيفة عن مصادر من داخل المستشفى لم تسمها، أن هناك طبيب تخدير وحيد خلال الفترة السابقة، كما لا يوجد أي طالب دراسات عليا (اختصاص تخدير) ويقتصر الأمر فقط على طلاب السنتين الأولى والثانية.
ويقتصر عمل المستشفى حاليًا على الحالات التي تم قبولها مع توقف قبول الحالات الإسعافية بسبب الوضع الذي يشهده من نقص بأطباء التخدير، بحسب الصحيفة، والمواد وكل المستلزمات مؤمنة والمسألة ترتبط فقط بالكادر التخصصي المعني بالتخدير، إذ أن المستشفى بالكامل هو قسم إسعافي.
ووعد مدير عام المستشفى، مروان الزيات، في تصريحات للصحيفة بعودة الوضع إلى ما هو عليه وأفضل من السابق اعتبارًا من اليوم، علمًا أن السبب واضح ويرتبط بنقص أطباء التخدير.
وقال الزيات، لو استمر عمل المشفى لتسبب بأخطاء طبية قد تتسبب بحالات وفاة ومشاكل للمستشفى، لذا كان القرار الصائب بتوقف القبولات الإسعافية.
وحول الحديث عن تسجيل حالة وفاة في المشفى، أوضح الزيات أن السبب لا يرتبط بشكل مباشر بالتخدير، وإنما هو اختلاط طبي نتيجة صدمة تحسسية أصابت المتوفاة أثناء نقل الدم، وهي من الحالات النادرة التي تحدث ولا تعتبر خطأ طبيًا.
وتحدث عن عقد اجتماع لإدارة المستشفى مع مدير عام مستشفى “الأسد” الجامعي لتأمين أطباء تخدير إضافة إلى عقد اجتماع لمجلس الإدارة بحضور معاونة وزير التعليم العالي في حكومة النظام، فاديا ديب، وعميد كلية الطب البشري رئيس مجلس الإدارة، رائد أبو حرب، لبحث الوضع الطارئ للمسشتفى وبحث مختلف التفاصيل المتعلقة به.
وبحسب الزيات، من المقرر زيادة عدد أطباء التخدير لخمسة أطباء، على أن يتم مبدئيًا تعديل نظام الحوافز وطرح مكافآت تشجيعية بشكل شهري مع متابعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك.
وتعاني مناطق سيطرة النظام في سوريا من نقص كبير في الكوادر الطبية من مختلف الاختصاصات، بسبب هجرة معظم الأطباء من جهة، وظروف ممارسة المهنة في سوريا في ظل أزمات اقتصادية ومعيشية وخدمية لا تُشجع على استمرار العمل فيها، دون حلول حكومية مُجدية قد تساعد في تخفيف آثار ندرة الاختصاصات الطبية الضرورية.
وكان نائب نقيب أطباء سوريا، غسان فندي، أوضح لصحيفة “الوطن” في 30 من كانون الأول 2021، أن أعداد الأطباء المختصين في التجميل خلال العامين الماضيين وصلت إلى أضعاف عدد الأطباء المختصين باختصاصات أصبحت نادرة اليوم في سوريا، منها التخدير، والصدرية، والجراحة الصدرية، والعصبية، والجراحة العصبية.
وفي 9 من تشرين الثاني 2021، أعلن المسؤول العلمي في رابطة “اختصاصيي التخدير وتدبير الألم” في سوريا، الطبيب فواز هلال، أن مشفيي “الزهراوي” و”التوليد الجامعي” في العاصمة دمشق، لا يوجد فيهما أي طبيب مختص بالتخدير.
وأشار هلال، إلى أن أعداد أخصائي التخدير تشهد تدهورًا سريعًا، إذ يسافر حوالي أربعة أطباء منهم شهريًا إلى الخارج، فضلًا عن غياب الأطباء ذوي الفئة العمرية الشابة في هذا الاختصاص، لافتًا إلى أن معظم اختصاصيي التخدير اليوم في سوريا هم من ذويي الأعمار المتقدمة.
ولا يتجاوز عدد أطباء التخدير الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عامًا 65 طبيبًا، بينما تصل أعداد الأطباء الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عامًا إلى حوالي 300 طبيب، وقرابة 300 طبيب آخرين تجاوزت أعمارهم 50 عامًا، ووصل معظمهم إلى سن التقاعد، بحسب حديث سابق لرئيسة رابطة “اختصاصيي التخدير وتدبير الألم”، زبيدة شموط.
ويعتبر طبيب التخدير شخصًا أساسيًا في غرفة العمليات الجراحية، إذ تتمثل وظيفته بإبقاء المرضى على قيد الحياة في أثناء الإجراء الجراحي من خلال التحكم بمستوى وعي المريض (التنويم) والاستجابة للألم (التسكين) وتوتر العضلات (الاسترخاء