شركات الإنترنت في الباب تتنافس.. أرباح أقل ومستخدمون أكثر
عنب بلدي – ريف حلب
يوفر مستثمرون محليون والعديد من الشركات المتخصصة خدمات الإنترنت بمناطق ريف حلب الشمالي، في غياب خدمات الشبكات الحكومية أو التابعة لجهات رسمية.
وتوفر هذه الشركات خدمات الإنترنت بأسعار وباقات عديدة، ويتفاوت عملها من جهة جودة الإنترنت المقدمة وأسعار الخدمات.
ويعتمد أهالي ريف حلب بشكل أساسي على الشبكات التركية التي يصل مداها إلى داخل الحدود السورية، كواحدة من الخدمات التي توفرها تركيا في المنطقة، بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية عليها بدعم تركي.
إنترنت بالكابل الضوئي
تختلف شبكات الإنترنت في نظام تركيبها، فمنها ما يعتمد على نقل حزم الإنترنت عبر الكوابل النحاسية الأرضية، أو الكوابل الضوئية (الألياف الضوئية أو البصرية)، أو اللواقط الهوائية.
مدير شركة “توليب” (إحدى شركات توزيع الإنترنت بالكابل الضوئي) في مدينة الباب، جعفر عثمان، أوضح أن شركته تعتمد في العمل على الكابل الضوئي، بسبب تكلفته القليلة وجودته العالية، وهو أكثر استقرارًا مقارنة بالشبكات الهوائية وغيرها.
وقال عثمان، إن استجرار الإنترنت يتم بكابل ضوئي من تركيا، يدخل عبر مدينة جرابلس حتى مدينة الباب، مؤكدًا أن الشركة استوفت جميع التراخيص اللازمة في المجالس المحلية، وتضمّنت مذكرات تفاهم بين الأطراف كاملة.
وعن كيفية عمل الشبكة، قال مدير الشركة، إن الإنترنت يصل عن طريق بنية تحتية خاصة للشركة، من خلال كابل ضوئي، ومنها يتم التوزيع لجميع المنازل باستخدام كوابل ضوئية خاصة.
منافسة وتسهيلات
تعدد الشركات الخاصة يخلق جوًا من المنافسة في سبيل جذب عدد أكبر من المشتركين، وتحقيق مردود مادي أكبر.
قال جعفر عثمان، إن شركته ستعمل على تغذية عدة مناطق، منها جرابلس الباب واعزاز ومارع وأخترين، معتمدة في ذلك على تجهيز بنية تحتية وتوفير سعر مناسب للسكان داخل المنطقة، الأمر الذي نتج عنه إقبال كبير على الشركة، بحسب عثمان.
وتقدم الشركة عروضًا منافسة للمستخدمين، ويبلغ سعر 8 ميجابايت 70 ليرة تركية، وسعر 16 ميجابايت 100 ليرة، مقابل أسعار أعلى تنشرها شبكات أخرى.
كما ستزوّد الشركة المستخدمين بخدمات الإنترنت بأجور تركيب مجانية، وتتمثل في تركيب كابل ضوئي لداخل المنزل مجانًا، مع إعطاء خدمة الإنترنت لأول شهر مجانًا، بالإضافة إلى تبديل موزع الشبكة (الراوتر) الموجود، بموزع ضوئي بسعر 150 ليرة تركية.
العروض تجذب المستخدمين
يترافق إنشاء أي شبكات جديدة مع عروض يستفيد منها المستخدمون، وتلبي احتياجاتهم من سرعة وجودة، وتلقى إقبالًا كبيرًا من المستخدمين.
أبدى شريف دملخي (مهجر من حلب ويقطن في مدينة الباب) رغبته في الحصول على خدمات الإنترنت من الشبكات الجديدة المنافسة، وخصوصًا تلك التي تضيف عروضًا للمستخدمين.
ويُنتظر أيضًا أن تصل الخدمات إلى الحي المقيم فيه، فهي أرخص من بقية الشبكات، وتوفر سهولة في عمل الأجهزة، وأسرع في استقبال وإرسال المراسلات.
عمر الشامي مهجر من حمص ومقيم في مدينة الباب، تحدث عن تقصير الشركات في نشاطها وتخديم جميع الحارات، وعدم الإعلان أو وصول معلومات كافية لجميع المستخدمين.
وأوضح أنه رغم العروض المغرية التي تطرحها الشبكات من موزع شبكة ضوئي وتركيب مجاني، فإن سرعة الإنترنت غير مستقرة، وأحيانًا لا تخدم المكالمات الصوتية أو المصوّرة.
وفي حزيران 2020، أعلن المجلس المحلي في مدينة الباب إيقاف خدمة الإنترنت المستجرة من تركيا عن طريق اللواقط الهوائية، وأوضح أن استجرار خدمة الإنترنت ستتم عن طريق كوابل الألياف الضوئية التي ستُمد من تركيا.
وطالب المجلس المحلي جميع مزوّدي خدمة الإنترنت في الباب، بالحصول على التراخيص اللازمة لتنظيم عمل شركات الاتصالات، ومراعاة الضرورات الأمنية.
تجارب الجوار
غياب الشبكات الحكومية أو المدعومة من جهات رسمية في مدينة الباب لا يلغي وجودها في مدن وبلدات الجوار، إذ تتوفر الشبكات المدعومة من المجالس المحلية في العديد من مدن وبلدات ريف حلب.
وكان المجلس المحلي في مدينة اعزاز، أطلق خدمتي “ADSL” و”VDSL”، لتزويد سكان المدينة بخدمات الإنترنت عالية السرعة، بأسعار مخفضة، في 25 من تموز 2021.
وتتيح خدمة “VDSL” من شبكة “هوا نت”، إمكانية نقل حزم إنترنت عالية السرعة عبر الكوابل النحاسية الأرضية.
وتعتمد شبكة “هوا نت”، التي تتبع لـ”الحكومة السورية المؤقتة” العاملة في المنطقة، في آليتها على أجهزة بث ومستقبلات على طرفي الحدود، وبمجرد وصول “إشارات الإنترنت الراديوي” إلى المستقبلات على الجانب السوري من الحدود، يتم توريد حزم الإنترنت الضوئية إلى الكوابل والشبكات.
وتتراوح أسعار الباقات بين 35 ليرة تركية لسرعة 1 ميجابايت، و150 ليرة تركية لسرعة 20 ميجابايت، ويمكن للسكان الاستفادة من الخدمة عبر خطوط الهاتف الأرضية أو المستقبلات الهوائية بنفس السعر وجودة الخدمة، بحسب المكتب الخدمي للمجلس.
ودخل مشروع الكوابل الضوئية إلى مناطق سيطرة المعارضة لأول مرة نهاية العام 2018، في مدينة جرابلس شمالي حلب المحاذية للحدود التركية.
وحدد حينها قيمة باقة الإنترنت بسرعة 16 ميجا في الثانية بـ13 دولارًا شهريًا، على أن يدفع المشترك 70 دولارًا لمرة واحدة، تتضمّن قيمة الموزع المقدم من قبل الشركة، إضافة إلى رسوم التفعيل وتمديد الكوابل.
والباقة الثانية تصل سرعتها إلى 24 ميجا، ورسومها 220 دولارًا، وهي عبارة عن رسوم مدفوعة سلفًا لمدة سنة كاملة، وعند نهاية السنة يعود سعر الباقة شهريًا إلى عشرة دولارات يدفعها المشترك بشكل دوري كل شهر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :