حفر تنكّد عيش المارة والسائقين بإدلب.. و”بيتون” “المحلّي” يزيد الطّين بلّة

  • 2022/01/06
  • 3:40 م

فرق الدفاع المدني السوري في مبادرة لردم وتسوية حفر الطرق بالبيتون في بمدينة إدلب، 26 ديسمبر2021 (الدفاع المدني السوري/ فيسبوك)

يتنقل إبراهيم الحمصي (31 عامًا) بدراجته المخصصة لذوي الإعاقة، ذات الثلاثة دواليب، بالإضافة إلى تركيب الأجهزة الطبية لتثبيت الساق المتبقية لديه، وذلك يتطلب منه التأني في الحركة والتنقل، لضمان سلامة الجهاز والدراجة.

إلا أن الحفر التي تملأ شوارع المحافظة تصعّب المهمة أمام إبراهيم، الذي يحتاج لصيانة دراجته الكهربائية بشكل دوري بسبب الحفر التي تمتلئ بالماء في فصل الشتاء، ما يجعل من رؤيتها أو رصدها أمرًا متعذّرًا، مضيفًا أن معظم طرقات إدلب غير مضاءة وهذا يزيد من صعوبة التحرك مساءً وفي أوقات الليل.

وقال ابراهيم خلال حديثه لعنب بلدي، إن كثرة الحفر في الطرقات أدت إلى أضرار بالغة بدراجته والجهاز الطبي المُثبت على ساقه، ناهيك عن الآلام الشديدة الناتجة عن السقوط في الحفر والمطبات، والتكاليف الدائمة لدراجته التي تحتاج صيانة دورية شهريًا.

ضرر للمارّة والسيارات

صعوبات التنقل الناتجة عن الحفر في الشوارع تشمل جميع العابرين دون استثناء، سواء كان التنقل مشيًا على الأقدام أو عن طريق السيارات والدراجات النارية.

فواز العز الدين (52 عامًا)، قال لعنب بلدي إن أكثر ما يشغل باله عند الخروج من المنزل، هو اتساخ الملابس بالوحل المتجمّع في الحفر، إضافة إلى رشقات المياه التي تخلّفها السيارات عند مرورها من الشوارع والتي تطال المارة معظم الأحيان.

ما سبق مع فواز، أكده زهير خضراوي (50 عامًا)، ويعمل سائق سيارة أجرة في إدلب، إذ قال خلال حديثه لعنب بلدي، إن السائقين يواجهون صعوبات كبيرة أثناء قيادة السيارة في إدلب خصوصًا فصل الشتاء.

ويتوجب على السائق بحسب زهير، الحذر من رشق المارة بالماء عند سقوط عجلات السيارة في الحفر، إذ بات السائقون يحفظون مواقع الكثير من الحفر، إلا أن المغطى بالماء منها، يجعل من تمييزها أمرًا صعبًا.

أسباب تشكل الحفر

تختلف أسباب تشكل الحفر في الطرقات، فمنها ما تشكل بسبب القصف الذي طال المدينة سابقًا، ومنها ما نتج عن عدم إتمام إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي، ومنها بسبب قيام أصحاب المنازل بتصليحات أو تمديدات أمام منازلهم.

عبد الكريم سيفو (38 عامًا) وهو من سكان إدلب، قال لعنب بلدي، إن بعض الحفر تشكلت جراء القصف على المدينة سابقًا، ولم يجر إصلاحها من قبل مسؤولي المنطقة.

كما أن بعض تلك الحفر ناتج عن صيانة الحفر بشكل جزئي من قبل المجلس المحلي وبعض المؤسسات الخدمية، إذ يجري استخدام الاسمنت والبيتون بدلاً من تزفيت الشارع في عمليات الصيانة.

بعض الحفر التي يتذكرها عبد الكريم، وبات خبيرًا في مواقع انتشارها، كما يقول، ناتج عن عمليات الصيانة التي يقوم بها أصحاب بعض المنازل من إصلاح لشبكات المياه والصرف الصحي لمنازلهم، دون ردم الحفر بشكل سليم بعد الانتهاء.

وطالب عدد من المدنيين ممن قابلتهم عنب بلدي بالعمل الجاد على إصلاح الحفر، وتأمين السلامة المرورية ومحاسبة الذين يقومون بحفر الطرقات لإجراء إصلاحات وتمديدات أمام منازلهم، دون ردم الحفر واصلاح الطريق.

المحّلي.. شتاء يصعب المهمة

قال فراس علوش الناطق الرسمي لـ”مجلس مدينة إدلب” المحلي خلال حديثه لعنب بلدي، إن عدد سكان المدينة اليوم يتجاوز 800 ألف نسمة، الأمر الذي زاد من الحركة المرورية إلى “عشرين ضعفًا” عن السابق، مشيرًا إلى أن البنية التحتية للمدينة والطرقات غير مهيئة لتحمل هذه الكثافة المرورية.

ويعمل مجلس المدينة على تجهيز خطط سنوية لسفلتة الطرقات في حال جرى تأمين كمية كافية من الإسفلت، إذ يخطط المجلس لسفلتة الطرق المتضررة بشكل كامل، بينما في حال كانت الإمكانيات ضعيفة يعمل المجلس على إصلاح جزئي للحفر والمطبات، بحسب علوش.

وأضاف أن المجلس يعمل على إصلاح الطرقات بشكل روتيني، إلا أن استخدام مادة الإسفلت غير ممكن في الشتاء، جراء انخفاض درجات الحرارة والأمطار التي تصّعب من المهمة.

ويعمل المجلس على استعمال مواد البناء كالأحجار والرمل والإسمنت كحل مؤقت، لأن الحفر التي تجري صيانتها بهذه المواد ستعود لحالتها السابقة بفعل الأمطار وكثافة مرور السيارات والحافلات، على أن الترميم الفعلي الصحيح لا يكون إلا في فصل الصيف.

وطالب مجلس المدينة سابقًا المنظمات والجهات الداعمة، تأمين مادة الإسفلت للقيام بعملية إصلاح شاملة، وسفلتة جميع طرقات المدينة، لكن الاستجابة كانت ضعيفة جدًا، لذلك يعمل المجلس على الترميم الجزئي لعدم توفر الإمكانيات اللازمة، حسب الناطق باسم مجلس المدينة فراس علوش.

مقالات متعلقة

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية