الكهرباء تشعل فتيل المظاهرات في أرياف حلب

  • 2022/01/05
  • 10:29 م

مظاهرة أمام دوار"السنتر" في مدينة الباب بريف حلب الشرقي 5 كانون الثاني 2022 (عنب بلدي/ سراج محمد)

شهدت مدن وبلدات في ريف حلب الشمالي والشرقي، في الأيام الماضية، احتجاجات على رفع سعر الكهرباء في مناطقهم.

وأعرب المتظاهرون عن استيائهم من قرار رفع السعر من الشركات ومن المجالس المحلية، ووصف المتظاهرون الشركات والمجالس بالجهات “الفاسدة لتآمرها على الشعب”.

وكانت شركات الكهرباء العاملة في هذه المناطق رفعت أسعارها، بسبب ارتفاع الكهرباء من المصدر التركي.

في حين خرجت بيانات من بعض المجالس المحلية، تنفي فيها التنسيق والاتفاق مع شركات الكهرباء لرفع السعر، وخرجت أيضًا ردود فعل من بعض الشركات على إيقاف قرار الرفع حتى يتم التنسيق مع المجالس المحلية.

مارع

شهدت مدينة مارع بريف حلب الشمالي، في 3 و4 من كانون الثاني الحالي، مظاهرة شعبية لعشرات المتظاهرين، احتجاجًا على سياسة شركة الكهرباء العاملة في المدينة.

ورفضت المظاهرات ارتفاع أسعار الكهرباء على السكان، وقطع التيار الكهربائي عن المدينة.

كما تظاهر بعض أهالي المدينة أمام مبنى المجلس المحلي، مطالبين المجلس بإعادة تفعيل عمل المولدات، وتشغيلها عن طريق الوقود، لتكون أخف تكلفة على السكان.

واقتحم بعض المتظاهرين مبنى شركة الكهرباء في مارع، وأقاموا خيمة اعتصام أمام مبنى المجلس المحلي، ووصف بعض الناشطين الاحتجاجات بأنها “انتفاضة ضد الفاسدين”.

وكان المجلس المحلي في مارع أصدر بيانًا أوضح فيه أن شركة الكهرباء خالفت الاتفاق ورفعت السعر، دون تنسيق مع المجلس المحلي.

وأكد المجلس وقوفه إلى جانب مطالب الناس في المدينة، وأنه سيتخذ الإجراءات القانونية لإلزام شركة الكهرباء باحترام بنود العقد.

الباب

وشهدت مدينة الباب بريف حلب الشرقي، في 3 من كانون الثاني الحالي، مظاهرة شعبية لعشرات المتظاهرين، احتجاجًا على سياسة المجلس المحلي في المدينة، بتعامله مع شركة الكهرباء التركية على رفع الأسعار.

وقال مراسل عنب بلدي في الباب، إن عددًا من أهالي وناشطي المدينة خرجوا بمظاهرة شعبية، انطلقت من أمام دوار “السنتر” وسط المدينة حتى مبنى المجلس المحلي، حاملين لافتات، ولديهم العديد من الطلبات.

وجاء في مقدمة هذه الطلبات، رفض سياسة المجلس المحلي “الممنهجة ضد الشعب، ورفض رفع سعر الكهرباء، ورفض التواطؤ بين المجلس المحلي وشركة الكهرباء”.

ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات، مثل “الاحتكار يولّد الاستعمار، والمحرر ليس مزرعة للشركات الاحتكارية”.

واستمرت المظاهرات حتى 4 و5 من كانون الثاني الحالي، إذ شهدت المدينة تجمعًا لعشرات المتظاهرين عند دوار “السنتر” وسط المدينة، مؤكدين على نفس المطالب، وتخلل المظاهرة حرق لإطارات السيارات.

واعتبر بعض المتظاهرين في حديثهم لعنب بلدي أن المجلس المحلي شريك لشركة الكهرباء.

تواصلت عنب بلدي مع المجلس المحلي للمدينة، ولم يعلّق على المظاهرات سوى أن المسؤول عن رفع السعر هو شركة الكهرباء.

وأصدرت شركة الطاقة والكهرباء “AK Energy” المشغّلة للكهرباء في مدينة الباب بيانًا، في 3 من كانون الثاني الحالي، ذكرت فيه أن ارتفاع الأسعار سببه المصدر في تركيا، وأنها لم ترفع السعر لحين الاتفاق مع المجلس المحلي للمدينة والخروج بصيغة لرفع الأسعار، بما يتوافق مع ارتفاع أسعار الطاقة من المصدر.

وجاء في البيان أن الشركة حددت قيمة الشحن بمبلغ 100 ليرة مؤقتًا للحد من خسائرها لحين عقد الاجتماع مع المجلس المحلي.

وكانت الشركة أصدرت هذا البيان بعد أن رفعت سعر كيلوواط الكهرباء إلى 1.47 ليرة تركية، وفي حال التعبئة بأكثر من 150 ليرة يصبح الكيلوواط بـ2.50 ليرة، ووفق التسعيرة الجديدة، ارتفع سعر الكيلوواط التجاري الواحد إلى 2.48 (ثابت) والصناعي إلى 2.3 (ثابت).

مظاهرة أمام دوار “السنتر” في مدينة الباب بريف حلب الشرقي- 5 من كانون الثاني 2022 (عنب بلدي/ سراج محمد)

مظاهرة أمام دوار “السنتر” في مدينة الباب بريف حلب الشرقي- 5 من كانون الثاني 2022 (عنب بلدي/ سراج محمد)

اعزاز

وكذلك شهدت مدينة اعزاز شمال غربي حلب، في الأيام الماضية، مظاهرة ضد شركة الكهرباء في المدينة، طالبت بخفض السعر وعدم استغلال الناس.

وجاءت المظاهرة رغم أن شركة الكهرباء التركية “AK Energy” المشغّلة للكهرباء، ألغت قرار تحديد الصرف المنزلي للكهرباء القاضي برفع سعر الكيلوواط إلى 1.5 ليرة تركية في حال تجاوز الصرف الشهري 300 كيلوواط.

وقال المجلس المحلي لمدينة اعزاز في بيان صادر في 30 من كانون الأول 2021، إن القرار أُلغي نظرًا إلى مخالفته شروط العقد المُبرم بين المجلس وشركة الكهرباء، وبعد شكاوى عديدة تلقّاها المجلس.

وسيتم تعويض المواطنين المتضرّرين، الذين شحنوا رصيدهم خلال فترة تنفيذ القرار المذكور، من قبل شركة الكهرباء، بحسب البيان.

وكانت شركة الكهرباء حدّدت مصروف المنزل بـ300 كيلوواط في الشهر، بسعر ليرة واحدة، وفي حال الزيادة على 300 كيلو واط شهريًا يتم تعبئة الكيلو الواحد بسعر ليرة ونصف، في 28 من كانون الأول 2021.

لكن المجلس المحلي في المدينة رفض قرار شركة الكهرباء، ودعا إلى اجتماع عاجل معها لمناقشة القرار الجديد، موجّهًا لها إنذارًا بالتقيّد بالسعر المحدد والكمية التي يحدّدها المواطن، بحسب “مكتب اعزاز الإعلامي”.

وتعتبر اعزاز المدينة الأولى في الشمال السوري التي تمت تغذيتها بالكهرباء بنظام 24 ساعة.

صوران وجنديرس

وشهدت بلدتا صوران وجنديرس في ريف حلب مظاهرات واحتجاجات، في الأيام الماضية، ردًا على رفع سعر الكهرباء، وقطعها بحجة الصيانة.

واتجه المتظاهرون في بلدة جنديرس غربي عفرين إلى مركز الشركة للتظاهر والاحتجاجات أمام المبنى، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في ريف حلب.

وتظاهر العشرات في بلدة صوران شمال شرقي حلب، أمام مبنى شركة الكهرباء العاملة في البلدة.

ويشتكي سكان المناطق في ريف حلب من ارتفاع أسعار الكهرباء مقارنة مع الوضع الاقتصادي المتردي الذي تشهده مناطق شمال غربي سوريا، إذ تحتاج العائلة إلى ما يعادل أجرة عمل عشرة أيام لتسديد تكاليف الكهرباء شهريًا.

وشهد قطاع الكهرباء في ريف حلب الشمالي والشرقي دخول عدة شركات استثمارية بعقود لإيصال الشبكة إلى منازل المدنيين والدوائر الرسمية التي تدير المنطقة، وتعمل على إيصال الخدمات إليها.

وعلى مدار الأعوام الخمسة الماضية، تركزت الاستثمارات بالشركات الخاصة التركية، التي وقّعت عقودًا مع المجالس المحلية العاملة في المنطقة، المرتبط عملها بالولايات التركية كولاية غازي عينتاب، وكلّس، وهاتاي.

شارك في إعداد المادة مراسل عنب بلدي في الباب

مقالات متعلقة

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية