استياء من ضعف دعم "الإدارة الذاتية"
“الماكف” واقف.. المربّون يبيعون أغنامًا لإطعام أخرى في الرقة
مع ساعات الصباح الأولى، يجلس محمد الصبحي من سكان قرية الكالطة بريف الرقة الشمالي، وإلى جانبه عدد من الأغنام التي يسعى لبيعها في سوق “الماكف”، وهو سوق الغنم الرئيس في الرقة، دون أن يتمكن من ذلك.
وقال محمد لعنب بلدي، إنه لم يتمكن من بيع أي من أغنامه، على الرغم من تخفيضه سعر رؤوس الماشية التي بحوزته بسبب الركود الذي يعاني منه السوق خلال هذه الفترة.
قطاع الثروة الحيوانية يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد تتابع موجات الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، وفق ما تحدث به مربو وتجار ماشية في الرقة شمالي سوريا لعنب بلدي.
ورصدت عنب بلدي انخفاض أسعار الماشية في أسواق الرقة، والتوقف شبه التام لحركة البيع والشراء خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، بعد تأخر هطول الأمطار، وموجات الصقيع التي ضربت المنطقة.
ولا توجد إحصائية في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”، شمال شرقي سوريا، تتحدث رسميًا عن أعداد رؤوس الماشية من الأبقار والأغنام والماعز، لكن عاملين في هذا القطاع، أكدوا تراجع أعدادها بشكل كبير خلال العامين الماضيين.
وعانت مناطق شمال شرقي سوريا لموجة من الجفاف خلال العامين الأخيرين، جراء نقص الأمطار، وانخفاض مناسيب نهر الفرات، وتراجع مساحات الأراضي الرعوية.
بيع أغنام لإطعام أخرى
ويضطر مربو الأغنام لبيع بعض أغنامهم لتأمين أعلاف للأخرى، لكن هذا الحل صار محدود التأثير بسبب توقف حركة البيع والشراء في أسواق المواشي، والارتفاع الكبير في سعر الأعلاف.
ووصل سعر كيلو غرام الشعير إلى نحو 1500 ليرة سورية (42 سنتًا أمريكيًا)، وسعر مادة النخالة (قشر القمح) إلى 1000 ليرة سورية (28 سنتًا)، ويحتاج رأس الماشية الواحد نحو كيلوغرامين إلى ثلاثة كيلوغرامات بشكلٍ يومي.
وقال محمد العبادي، وهو تاجر أعلاف في الرقة، إن طاقة تحمل مربي الماشية قد نفذت، وإن قطاع الثروة الحيوانية يلفظ أنفاسه الأخيرة، على حد وصفه.
وأضاف محمد، أن استمرار غض البصر عن معاناة مربي الماشية من قبل مسؤولي “الإدارة الذاتية” أمر يثير الاستياء، باعتبارها الجهة الحكومية التي تدير المنطقة، ومن واجبها تأمين مستلزمات السكان، وإنقاذ القطاعات الاقتصادية التي تنهار.
ويوفر “مكتب الثروة الحيوانية” في “لجنة الزراعة والري” علف النخالة لبعض مربي الماشية، بالتعاون مع “الجمعيات الغنامية” في ريف الرقة، بعد قرار صادر عن “الإدارة الذاتية” بتوزيعها بسعر مدعوم، وهو 375 ليرة سورية للكيلو الواحد.
لكن الكمية التي يوزعها المكتب هي أقل بكثير من الاحتياجات الحقيقية لمربي الماشية، وفق ما قاله أحد أعضاء المكتب لعنب بلدي.
وأرجع عضو “مكتب الثروة الحيوانية” قلة المخصصات من مادة النخالة التي يوزعها المكتب إلى محدودية إمكانات “الإدارة الذاتية”، و قلة المادة الناتجة عن قشر القمح في مطاحن “الإدارة”.
ويمثل العمل في تربية وتجارة الثروة الحيوانية أحد أبرز مصادر الدخل في مدينة الرقة وريفها طيلة السنوات الماضية، ويعمل بها السكان إلى جانب العمل بالزراعة وبعض المهن الصناعية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :