هاجم الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، المملكة العربية السعودية، واتهمها بالإرهاب، ردًا على تصريحات سابقة للعاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وصف فيها الحزب بـ”الإرهابي”.
جاء ذلك خلال كلمة لنصر الله ألقاها، الاثنين 3 من كانون الثاني، بمناسبة الذكرى الثانية لمقتل القائد السابق لـ”فيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني”، قاسم سليماني، بغارة أمريكية استهدفت موكبًا له قرب مطار “بغداد الدولي” في 3 من كانون الأول 2020.
وقال نصر الله، إن “الملك سلمان طالب اللبنانيين بوقف هيمنة (حزب الله) الإرهابي في لبنان. يا حضرة الملك، الإرهابي هو الذي صدّر الفكر الوهابي الداعشي إلى العالم، وهو أنتم”.
وأضاف، “الإرهابي هو الذي أرسل آلاف السعوديين لينفذوا عمليات انتحارية في العراق وفي سوريا، وهو الذي يشنّ حربًا منذ سبع سنوات على الشعب المظلوم في اليمن، ويقتل الأطفال والنساء ويدمر البشر والحجر، وهو أنتم”، حسب وصفه.
وتابع، “الإرهابي أيها اللبنانيون الذي يحتجز عشرات الآلاف أو مئات الآلاف من اللبنانيين في السعودية والخليج، يتخذهم رهائن يهدد بهم لبنان ودولة لبنان كل يوم. هذا إرهاب أم لا؟”.
#أمين عام #حزب_الله السيد #حسن_نصرالله للملك سلمان: "من صدّر الفكر الوهابي التكفيري إلى العالم هو الإرهابي، وليس حزب الله".#قاسم_سليماني #أبو_مهدي_المهندس #السعودية pic.twitter.com/0ag1cLxFD4
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 3, 2022
أمير سعودي: نصر الله “كاذب العصر”
الرد السعودي لم يتأخر، ففي أثناء إلقاء نصر الله كلمته، كتب سفير السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، عبر “تويتر”، “افتراءات أبي رغال العصر، وأكاذيبه لا يسترها الليل وإن طال، ولا مغيب الشمس ولو حُرمت الشروق والزوال!”.
افتِراءَاتُ أَبِي رِغَال العَصْرِ وَأكاذيبُهُ لا يَستُرهَا اللَّيلُ وَإن طالَ وَلا مَغِيبُ الشَّمسِ وَلَو حُرِمَتِ الشُّرُوقَ والزَّوال..!
— Waleed A. Bukhari (@bukhariwaleeed) January 3, 2022
كما رد الأمير السعودي، عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز، على اتهامات نصر الله، في سلسلة تغريدات على حسابه عبر “تويتر”، وصفه فيها بـ”كاذب العصر”، وطالبه بنماذج لعمليات “داعش” ضد المصالح الإيرانية.
وكتب ابن مساعد متسائلًا، “من سلّم الموصل لـ(داعش)، ومن أعطى الأوامر للجيش العراقي بالانسحاب أليس المالكي توأمك الإيراني في العراق؟ عد لـ(لجنة تحقيق الموصل). ماذا عن الباصات الخضر التي شاهدها اللبنانيون بأعينهم وهي تنقل عناصر (داعش) من الحدود اللبنانية إلى العراقية برعاية إيران وحزبك؟ ألم تؤوي إيران قادة (القاعدة)؟”.
أسئلة للكذاب القابع في سراديب الضاحية سماجة السيء حسد الذي يستميت في إلصاق داعش بنا وهي التي نفذت عمليات ارهابية في الداخل السعودي:-
نريد نماذج لعمليات داعش ضد المصالح الإيرانية؟— عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز🇸🇦 (@abdulrahman) January 3, 2022
ميقاتي: ارحموا لبنان
الحكومة اللبنانية أصدرت بيانًا عاجلًا حول تصريحات نصر الله، التي من شأنها إعادة شحن الخلاف بين لبنان والسعودية، وإعاقة كل المحاولات لترميم علاقات لبنان مع الخليج، عقب الأزمة الدبلوماسية الأخيرة التي سببها وزير الإعلام اللبناني المستقيل، جورج قرداحي، جراء تصريح له قبل توليه الوزارة حول حرب اليمن.
وجاء في البيان الصادر عن رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، “لطالما دعونا إلى اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية، وعدم الإساءة إلى علاقات لبنان مع الدول العربية ولا سيما السعودية. ومن هذا المنطلق كانت دعوتنا إلى أن يكون موضوع السياسة الخارجية على طاولة الحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما لا طائل له عليه”.
وأكد ميقاتي أن “تصريحات نصر الله بحق السعودية لا تمثّل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين. وليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية، خصوصًا دول الخليج”.
“وفيما نحن ننادي بأن يكون حزب الله جزءًا من الحالة اللبنانية المتنوعة ولبناني الانتماء، تخالف قيادته هذا التوجه بمواقف تسيء إلى اللبنانيين أولًا وإلى علاقات لبنان مع أشقائه ثانيًا”، وفق ما قاله ميقاتي.
وكرر دعوته “للجميع للرأفة بهذا الوطن وإبعاده عن المهاترات التي لا طائل منها. بالله عليكم ارحموا لبنان واللبنانيين وأوقفوا الشحن السياسي والطائفي البغيض”.
1/4 صدر عن الرئيس ميقاتي:
لطالما دعونا الى اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية وعدم الاساءة الى علاقات لبنان مع الدول العربية ولا سيما السعودية. ومن هذا المنطلق كانت دعوتنا الى ان يكون موضوع السياسة الخارجية على طاولة الحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما لا طائل له عليه …— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) January 3, 2022
وكان العاهل السعودي أكّد، في 30 من كانون الأول 2021، أن السعودية “تقف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، وتحث جميع القيادات اللبنانية على تغليب مصالح شعبها، والعمل على تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء، وإيقاف هيمنة (حزب الله) الإرهابي على مفاصل الدولة”.
–