عروة قنواتي
كل عام وأنتم بألف خير. في مطلع العام الجديد، تتشابك أمانينا مع أماني عشاق كرة القدم في العالم وعشاق الرياضة بشكل عام، بأن يكون العام الحالي قليل الأضرار والأعباء وكثير البهجة والمتعة، خاصة أننا سنجتمع حول الشاشات والمواقع الرياضية في نهاية العام، عندما يهلّ علينا قمر المونديال في الدوحة 2022، نشجع ونفرح ونشعر بالغصة لهذا النجم وذاك المنتخب.
ولكن، وعلى ما يبدو، فإن العام الجديد لن يكون خاليًا من المتاعب وتأجيل المباريات والمسابقات والعبث في الرزنامات الكروية الأوروبية، فما زال خطر فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) يحيط بكل شيء بصرف النظر عن جرعات اللقاح التي اجتاحت العالم بأسره، فمن “بيتا” و”دلتا” إلى “أوميكرون”، وخلال أشهر قليلة عادت نسبة الإصابات في العالم إلى الارتفاع، وحديث الأطباء متضارب حول متحورَين آخرَين حتى العام 2023، وكيفية التعامل مع المصائب الجديدة الوافدة من هذا الفيروس.
النتائج إلى الآن على الساحة الرياضية لا تبشر بالخير، فالدوري الألماني لكرة القدم أعلن قبل نهاية العام 2021 أن مباريات الإياب في البوندسليغا وأغلب المسابقات الكروية في ألمانيا ستكون خلف الأبواب المغلقة، وفي البريميرليغ عاد فارق المباريات ليكون واضحًا على سلّم ترتيب الفرق في مرحلة الذهاب، ليس لانشغال بعض الفرق ببطولات ومسابقات خارج إنجلترا وحسب، بل للتأجيل الاضطراري بسبب “كورونا”، والإصابات التي غزت الفرق وكوادرها الفنية والإدارية في الأسابيع الأخيرة.
الإصابات أيضًا دخلت نادي برشلونة الإسباني، إذ أعلن مدرب الفريق الأول تشافي أن سبعة من لاعبيه الأساسيين مصابون بالفيروس، وكذا الحال مع نادي ريال مدريد، وأيضًا نادي أتلتيكو مدريد الذي أعلن إصابة دييغو سيميوني مدرب الفريق بالفيروس.
منظمة الصحة العالمية ورغم محاولاتها مطلع الشهر الماضي تخفيف التخوفات من سرعة انتشار المتحور الجديد في العالم، وجد العلماء، بعد دراسة بيانات عودة الإصابة التي تسببت فيها متحورات “بيتا” و”دلتا” و”أوميكرون”، أن الإصابات السابقة ربما لا تحمي من “أوميكرون”، كما كانت تحمي من الإصابة بالمتحورَين السابقَين، “بيتا” و”دلتا”، وهذا يجعلنا نسأل وبشدة، أنه عند انتشار الفيروس لأول مرة كان الإجراء الاحترازي الأول والسريع إغلاق ملاعب كرة القدم والرياضة بشكل عام، وإيقاف المسابقات والمنافسات وترحيل البطولات إلى صيف العام 2021، فكيف ستكون الحال مع متحور “أوميكرون” وما تبقى من هذا الفيروس قبل العام 2023. الرياضة وكرة القدم خاصة في خطر اقتصادي وصحي ونفسي يطال كل ما يرتبط بها، بدءًا من اللاعبين والمدربين والإداريين، وانتهاء بالجماهير التي صارت تدور في فلك العودة والإغلاق كل موسم.
الخطر واضح، والأمنيات تكبر وتشتد لأن يكون عالمنا والملاعب التي عشقناها والأندية والمنتخبات والنجوم التي أحببناها بألف خير، وأعياد مجيدة وكل عام وأنتم بألف خير.