شكّل ارتفاع عدد اللاجئين خلال العام الحالي، رغم زيادة القيود المفروضة على السفر جرّاء انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، مفارقة كبيرة، بحسب منظمة الأمم المتحدة.
واعتبر المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية، أنطونيو فيتورينو، أن عزل مليارات الأشخاص بسبب الفيروس تزامنًا مع زيادة أعداد اللاجئين والنازحين في مناطق الصراع يعدّ مفارقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة، الخميس 30 من كانون الأول.
وشهد العام الحالي قدرًا كبيرًا من العنف الذي أجبر الناس على الهرب بحثًا عن مكان آمن، كما شهد العديد من الأزمات بسبب حركة اللجوء، من بينها أزمة الحدود البيلاروسية- البولندية بعد أن حاول آلاف اللاجئين من أفغانستان والعراق وسوريا العبور إلى بولندا بشكل غير قانوني.
ولعب تغيّر المناخ دورًا كبيرًا في زيادة حالات النزوح واللجوء منذ عام 2010، إذ بلغ عدد الأشخاص المتأثرين بتغيّر المناخ نحو 21.5 مليون شخص سنويًا، وفق التقرير.
وحذّرت منظمة الهجرة الدولية من أن اللاجئين والمهاجرين الذين ينتقلون بدافع الضرورة، تضرروا بشكل خاص من قيود السفر المتعلقة بفيروس “كورونا”، ووجد الملايين أنفسهم عالقين بعيدًا عن بلدانهم في ظروف خطرة، بحسب التقرير.
شهد الربع الثاني من العام الحالي ارتفاعًا كبيرًا بعدد طالبي اللجوء إلى دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 115% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020، وفقًا لتقرير نشرته “المديرية العامة للمفوضية الأوروبية” (Eurostat).
وتصدّر السوريون أعداد طالبي اللجوء، بـ20 ألفًا و640 طلبًا خلال ثلاثة أشهر، أي بما يشكّل خُمس الطلبات الكلية التي بلغ عددها نحو 100 وأربعة آلاف خلال نيسان وأيار وحزيران من العام الحالي.
كما شهد العام الحالي وفاة ما يزيد على 4470 مهاجرًا على طول طرق الهجرة المختلفة في جميع أنحاء العالم، ووصل إجمالي حالات الوفاة المسجلة بين المهاجرين منذ عام 2014 وحتى الآن، إلى أكثر من 45 ألفًا و400 حالة وفاة، وفقًا لبيانات منظمة “الهجرة الدولية”.
ووصفت المنظمة العالم الحالي بـ”الأكثر دموية”، إذ إن الوفيات المسجلة على طرق الهجرة إلى أوروبا وداخلها بلغت 2720 حالة وفاة، من بينها 1315 مهاجرًا في البحر المتوسط، و937 شخصًا على الأقل لقوا مصرعهم على طريق المحيط الأطلسي إلى جزر الكناري الإسبانية، وهو أكثر من أي عام سابق من حيث عدد الوفيات خلال عقد من الزمان على الأقل، وفقًا للمنظمة.
–