اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، أن الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، يصر على استعداء المملكة العربية السعودية.
وقال الحريري في سلسلة تغريدات عبر “تويتر” اليوم، الثلاثاء 4 من كانون الثاني، “إلى السيد حسن نصر الله، إصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضرب متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح أبنائه. السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين أهلها منذ عشرات السنين”.
وأكد أن “السعودية ومعها كل دول الخليج العربي احتضنت اللبنانيين، ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم”.
الحريري أوضح أن “من يهدّد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة إيران وامتداداتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان”، في إشارة إلى وكلاء إيران في المنطقة ومن بينهم “حزب الله”.
وخاطب الحريري حسن نصر الله بالقول: “أعلم أنك لن تتراجع عن أساليب الاستفزاز والشتم لدول الخليج العربي، لكن الكل يعلم أن التاريخ لن يرحم حزبًا يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح أهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة”.
(١/٣) الى السيد حسن نصرالله: اصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضربٌ متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح ابنائه. السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين اهلها منذ عشرات السنين.
— Saad Hariri (@saadhariri) January 4, 2022
تصريحات الحريري تأتي ردًا على هجوم نصر الله على المملكة العربية السعودية واتهامها بـ”الإرهاب”، في خطاب ألقاه أمس بمناسبة الذكرى الثانية لمقتل القائد السابق لـ”فيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني”، قاسم سليماني.
وقال نصر الله، إن “الملك سلمان طالب اللبنانين بوقف هيمنة (حزب الله) الإرهابي في لبنان. يا حضرة الملك، الإرهابي هو الذي صدّر الفكر الوهابي الداعشي إلى العالم، وهو أنتم”.
وأضاف، “الإرهابي هو الذي أرسل آلاف السعوديين لينفذوا عمليات انتحارية في العراق وفي سوريا، وهو الذي يشنّ حربًا منذ سبع سنوات على الشعب المظلوم في اليمن، ويقتل الأطفال والنساء ويدمر البشر والحجر، وهو أنتم”، حسب وصفه.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، تبرأ أمس من تصريحات نصر الله، وقال في بيان، “لطالما دعونا إلى اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية، وعدم الإساءة إلى علاقات لبنان مع الدول العربية ولا سيما السعودية”.
وأكد ميقاتي أن “تصريحات نصر الله بحق السعودية لا تمثّل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين. وليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية، خصوصًا دول الخليج”.
وكرر دعوته “للجميع للرأفة بهذا الوطن وإبعاده عن المهاترات التي لا طائل منها. بالله عليكم ارحموا لبنان واللبنانيين، وأوقفوا الشحن السياسي والطائفي البغيض”.
ويتخوّف المسؤولون اللبنانيون من أن تصريحات نصر الله قد تعيد شحن الخلاف بين لبنان والمملكة العربية السعودية، وإعاقة كل المحاولات التي من شأنها ترميم العلاقات مع الخليج، عقب الأزمة الدبلوماسية الأخيرة التي سببها وزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي، جراء تصريح له قبل توليه الوزارة حول حرب اليمن.
وكان العاهل السعودي أكد، في 30 من كانون الأول 2021، أن السعودية “تقف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، وتحث جميع القيادات اللبنانية على تغليب مصالح شعبها، والعمل على تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء، وإيقاف هيمنة (حزب الله) الإرهابي على مفاصل الدولة”.
–