رفعت الأفران العاملة في إنتاج الخبز السوري في تركيا عمومًا، وفي مدينة اسطنبول خصوصًا، سعر ربطة الخبز مع انخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار، في الأسابيع الماضية.
ومع تحسّن قيمة الليرة، لم يطرأ أي تغيير على السعر، ما أثار موجة استهجان واستياء في أوساط السوريين وأصحاب المحال، وتدرّج سعر ربطة الخبز بوزن 340 إلى 350 غرامًا، في الأسابيع الماضية، من 2.5 ليرة تركية إلى ثلاث ليرات ليستقر عند 3.5 ليرة تركية، منذ تشرين الثاني الماضي.
وتزامن هذا الارتفاع مع تغيير في وزن الربطة بين مخبز وآخر، ما خلق جدلًا وتساؤلات عن وزن الربطة وسعرها في كل مكان يباع فيه الخبز السوري.
مستهلكون اعتبروا الإبقاء على السعر المرتفع رغم ارتفاع سعر الليرة التركية “استغلالًا لحاجة الناس”، بحسب ما رصدته عنب بلدي في إحدى “البقاليات” السورية بمدينة اسطنبول.
وأسهم ازدياد معدل الطلب في ارتفاع أسعار الخبز في فترات سابقة، إذ بدأ السعر بـ1.5 ليرة تركية ليستقر عند 3.5 ليرة للربطة الواحدة، وتزامن ارتفاع سعر ربطة الخبز مع عدة حالات إضراب من الزبائن على نطاق ضيّق تكررت مع كل ارتفاع بسعر الخبز.
ولم يقتصر الإضراب على الزبائن، إذ شهدت مدن تركية حالة من الإضراب من قبل أصحاب “البقاليات” السورية عن شراء الخبز السوري، بسبب ارتفاع سعره بشكل مستمر من قبل الأفران المسؤولة عن إنتاجه.
أسباب الارتفاع والتباين
عنب بلدي تحدثت إلى سليم، مدير مبيعات أحد أفران الخبز العاملة في اسطنبول (تحفظ عن ذكر اسمه الكامل)، وأوضح عدم وجود أي دعم للخبز العربي من قبل الحكومة، إذ تشتري المخابز المادة الأساسية (الطحين) من المطاحن الخاصة التركية، وليس من الحكومة.
ويعود سبب رفع سعر ربطة الخبز بالدرجة الأولى إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية، وقال سليم، إن سعر كيس الطحين الخاص بإنتاج الخبز العربي، بوزن 50 كيلوغرامًا، كان سعره 110 ليرات تركية منذ سنتين، ويبلغ سعره اليوم 340 ليرة تركية، أي بزيادة 200%.
وأضاف أن أجور العمالة والتأمينات الاجتماعية والمحروقات من ديزل وغاز ومصاريف أخرى، زادت بمقدار زيادة الطحين ضعفين تقريبًا، لغاية وصول المنتج إلى المستهلك.
اختلاف الأسعار بين الأفران يعود لتكاليف كل فرن، وما يحتاج إليه من مواد أولية، وتسجيل الموظفين بالضمان الاجتماعي وغيره من المصاريف التي تدخل في زيادة التكاليف، بحسب سليم.
لكل فرن طريقته
كما أوضح مدير المبيعات، عدم وجود جمعية أو مؤسسة تتبع لها الأفران السورية، فكل فرن له سياسته في طريقة البيع والتسويق للمنتج، وتمتلك كل شركة أو فرن الحرية بطريقة العمل ومراكز البيع، ولا يوجد أي سلطة تفرض على أحد بتحديد مناطق البيع.
وأكد سليم أن انخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار لا علاقة له بارتفاع أسعار الطحين إلا بشكل جزئي، إذ ارتفع سعر الطحين قبل انخفاض قيمة الليرة التركية، ويعود ذلك إلى شح بالمواسم الداخلية في تركيا، وشح في مناطق استيراد القمح من الدول المجاورة.
وشهدت الليرة التركية ارتفاعًا وتحسنًا في قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، بعد انخفاض غير مسبوق تجاوزت 18 ليرة للدولار الواحد، في الشهر الماضي، وسجل الدولار صباح اليوم 12.40 ليرة، بحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات.
وفي رده على سؤال حول اختلاف وزن الربطة من فرن لآخر، قال مدير المبيعات، إن وزن الربطة ثابت منذ سنتين، لكن بعض الأفران تقوم احيانًا برفع بسيط بوزن الربطة لجذب المستهلك.
وأشار سليم إلى أن المخابز العربية العاملة في تركيا تحاول قدر الإمكان عدم رفع الأسعار على المستهلك، وأغلب الأفران تختار مناطق قريبة من مركزها لتخفيف مصاريف التوزيع التي أصبحت كبيرة مع ارتفاع الوقود فوق 11 ليرة.
وعن مقارنة الخبز السوري بالتركي، قال سليم إن سعر الكيلو الواحد من الخبز السوري يبلغ عشر ليرات مغلّفًا بكيس، في حين يبلغ سعر الكيلوغرام من الخبز التركي 10.87 ليرة، بحسب ما حددته “غرفة مخابز اسطنبول“، بداية كانون الأول الحالي.
ويعتبر الخبز السوري من المواد الأساسية التي نقل السوريون صناعتها منذ دخولهم إلى تركيا، نتيجة اختلاف العادات الغذائية عن الأتراك ونوعية الخبز، وتغطي الأفران احتياجات أكثر 3.5 مليون سوري في تركيا، وأكثر من نصف مليون منهم في مدينة اسطنبول.
وتعتبر مادة الخبز من المواد الأساسية للسوريين في تركيا، وتواجه ارتفاعًا مستمرًا بسعرها خلال السنوات الأخيرة، ورغم الاعتراضات المتكررة على الأسعار، لم يتغير واقع الأسعار في ظل غياب الإشراف من قبل الحكومة التركية على هذه السلعة.
وأُسست الأفران السورية منذ عام 2011، وتركزت في المدن التركية التي يقيم فيها عدد كبير من اللاجئين السوريين، كولايات اسطنبول وغازي عينتاب وهاتاي.
–