“الخال أبو رياح”.. إطلالات أولى رسخت في ذاكرة الجمهور

  • 2021/12/28
  • 4:32 م
الفنان السوري محمد الشماط، الذي توفي في 28 من كانون الأول 2021- (تعديل عنب بلدي)

الفنان السوري محمد الشماط، الذي توفي في 28 من كانون الأول 2021- (تعديل عنب بلدي)

مرّت الدراما التلفزيونية السورية خلال ما يزيد على 70 عامًا بالعديد من المراحل والتحولات والتغيّرات، وخضعت الموارد الفنية فيها لكثير من التطوير والتعديلات التي انعكست مؤثراتها بشكل حاد على صناعة الدراما التلفزيونية في سوريا.

ويعتبر الهواة من الفنانين السوريين الذين رغبوا بإعداد تمثيليات تلفزيونية هم حجر الأساس لهذه الدراما، التي نشأت على جهود أولئك الذين رغبوا بإعداد إنتاج درامي ضمن عوامل وإمكانيات متواضعة.

من بين هؤلاء الممثل السوري محمد الشماط، الذي أعلنت “نقابة الفنانين في سوريا- فرع دمشق” اليوم، الثلاثاء 28 من كانون الأول، وفاته، عن عمر ناهز الـ85 عامًا.

وتعرض الشماط لأزمة قلبية في عام 2019، إذ تلقى العلاج في أحد مستشفيات دمشق، كما تعرض لأزمة صحية مؤخرًا بسبب إصابته بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وفق ما قاله في تسجيل مصوّر نُشر عبر “يوتيوب” في 26 من كانون الأول الحالي.

وقال الفنان خلال المقطع المصوّر، إنه خضع للحجر الصحي لمدة 14 يومًا بعد الإصابة بالفيروس، في أحد مستشفيات ولاية أوكلاهوما الأمريكية، قبل أن يخضع أيضًا لعملية سحب ماء الرئة.

وسافر الشماط خلال السنوات القليلة الماضية إلى الولايات المتحدة بقصد العلاج، بعد نقله إليها من قبل أولاده المقيمين هناك.

“الخال أبو رياح”

ولد الفنان محمد الشماط في حي العمارة بالعاصمة السورية دمشق، عام 1936.

وعمل في سنّ مبكرة بالفرق المسرحية الخاصة والنوادي الفنية التي كانت تنشط على الخشبات السورية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

وعندما أُسّس التلفزيون السوري متزامنًا مع التلفزيون المصري، عام 1960، بدأت أولى التمثيليات السورية تحت اسم “الغريب” من إخراج سليم قطايا، وانطلقت من بعدها عملية إنتاج التمثيليات الدرامية القصيرة والمتوسطة، بمعدل حلقة كل أسبوع، وكانت أغلب التمثيليات حينها تبث بشكل مباشر، وأشبه بالمسرح من حيث آلية التنفيذ.

بعد تلك الفترة، شهدت الدراما السورية حدثًا من أبرز أحداثها المهمة التي شكّلت هويتها ومسيرتها، وفق ورقة بحثية أعدها وائل سالم بعنوان “تطور آليات إنتاج الدراما التلفزيونية السورية” نُشرت عام 2018، وهو تأسيس “المعهد العالي للفنون المسرحية” عام 1977، وكان للمعهد دور محوري في تهيئة كوادر العاملين في المسرح أكاديميًا من ممثلين وكتّاب وباحثين.

ومن المسلسلات التي أُنتجت في تلك الفترة، مسلسل “صح النوم” عام 1972، من تأليف نهاد قلعي وإخراج خلدون المالح.

وعلى الرغم من قلة نشاط الممثل محمد الشماط الفني، اشتهر بأداء الشخصية الشامية التقليدية البسيطة والخفيفة الظل، ومن أكثر الأدوار الدرامية رسوخًا في ذاكرة أجيال من المشاهدين العرب هي شخصية “أبو رياح” خال “فطوم حيص بيص” وسندها الحنون في مسلسل “صح النوم”.

كما لعب محمد الشماط ذات الشخصية في مسلسل “ملح وسكر” عام 1979، من إخراج خلدون المالح، وهو استمرار للجزء الأول من مسلسل “صح النوم”.

https://www.youtube.com/watch?v=TViYnN-l4z4

 

وكانت للشماط أدوار فنية كثيرة عرفها الجمهور السوري، قبل أن يتعرّف إليه الجمهور العربي عبر شخصية “أبو مرزوق” في الأجزاء الخمسة الأولى من مسلسل “باب الحارة” الذي بُثّ لأول مرة عام 2006، وشخصية “أبو جمعة” في مسلسل “الخوالي” عام 2000.

شارك الشماط في العديد من المسلسلات، منها “حارة القصر” عام 1970 و”وادي المسك” عام 1982، و”طرابيش” عام 1992، و”مزاد علني” عام 1999.

علاج عن طريق القرآن

بحسب ما قاله الممثل محمد الشماط في أحد لقاءاته التلفزيونية، فقد أُصيب بجلطة دماغية عامي 1995 و1999 أثّرت على نطقه وحركته، كما أُصيب على إثرها بفقدان الذاكرة في بعض الأحيان، ما أرغمه على التوقف عن العمل الدرامي لفترة طويلة، واضطر للتوجه إلى أمريكا بهدف العلاج الذي استمر حوالي أربعة أعوام، إذ أبلغه الأطباء أنه سيظل على هذه الحال طوال حياته، وهناك سأله طبيب أمريكي يهودي “هل أنت مسلم؟”.

وبحسب الشماط، فقد نصحه الطبيب بقراءة القرآن للاستشفاء من آثار الجلطة الدماغية، وهي النصيحة التي اتبعها لمدة ثلاثة أشهر، وأسهمت في استعادته النطق، ومنذ ذلك الحين التزم الشماط قراءة القرآن.

مقالات متعلقة

فن وثقافة

المزيد من فن وثقافة