أين روسيا من قصف ميناء “اللاذقية” للمرة الثانية خلال شهر؟

camera iconإخماد النيران المشتعلة في ساحة الحاويات بمرفأ "اللاذقية" جراء القصف الإسرائيلي- 28 من كانون الأول 2021 (سانا)

tag icon ع ع ع

جدّد الطيران الحربي الإسرائيلي استهدافه للمنطقة الساحلية السورية بقصف اليوم، الثلاثاء 28 من كانون الأول، لحاويات في الميناء التجاري باللاذقية، وهو الثاني من نوعه خلال شهر لمناطق لا تبعد كثيرًا عن الوجود الروسي المتمثل في قاعدة “حميميم” العسكرية.

ولم يصدر أي تعليق رسمي روسي حتى الآن، إذ اكتفت وسائل الإعلام الروسية بنقل خبر القصف.

وقالت وكالة “نوفوستي” الروسية، إن إسرائيل هاجمت مدينة اللاذقية التي تقع بالقرب من قاعدة “حميميم” الجوية الروسية، وإن القصف سبّب اندلاع حريق وأضرارًا مادية.

ونشرت وكالة “Ruptly” الروسية، المختصة بالتسجيلات المصوّرة، مقطعًا يُظهر اشتعال النيران ومحاولات إخمادها.

بدورها، تحدثت وكالة “تاس” الروسية عن رفض المكتب الإعلامي لقوات الدفاع الإسرائيلية التعليق على تقارير إعلامية عن الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على ميناء “اللاذقية”.

ونقلت “تاس” عن متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي ردها على الأسئلة الصحفية بالقول، “نحن لا نعلّق على التقارير الواردة في وسائل الإعلام الأجنبية”.

وأضافت الوكالة أن ميناء “اللاذقية” الذي استُهدف يبعد 15 كيلومترًا عن قاعدة القوات الجوية الروسية في “حميميم”.

وأثار القصف العديد من ردود الفعل من قبل موالين للنظام السوري وروسيا، استهجنوا فيها الصمت الروسي حيال القصف.

ونشر رئيس “اتحاد الغرف الصناعية”، فارس الشهابي، تغريدة في “تويتر”، قال فيها، “يحتاج شخص ما لإخبار بوتين بأن الاستياء الشعبي من روسيا في سوريا يرتفع بشكل صاروخي بسبب الهجمات الإسرائيلية المتكررة في ظل الصمت الروسي!”.

وتابع، “بالنسبة إلينا الأمر لا يتعلق بالضغط على الأسد بل بسلامتنا وكرامتنا!”.

وامتد الانتقاد إلى مؤثرين ومشاهير سوريين، إذ قال لاعب المنتخب السوري السابق زياد شعبو، عبر صفحته في “فيس بوك”، “إن شاء الله ما يكونوا انزعجوا وخربت سكرتن بالقاعدة”، وذلك في إشارة إلى الروس بقاعدة “حميميم”.

في حين اعتبر آخرون أن ما حصل من استهداف إسرائيلي للميناء هو “لتقاعس الحلفاء”، وهو “تحدٍ للروسي أكثر منه للسوري”.

 

“الرد بالقوة غير بنّاء”

سبق أن صرّح المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، في تشرين الثاني الماضي، حول الضربات الإسرائيلية على سوريا، أن “روسيا ترفض الهجمات غير الشرعية من قبل إسرائيل على أراضي سوريا”.

إلّا أنه اعتبر أن الرد باستخدام القوة على هذه العمليات سيكون “غير بنّاء”، بحسب ما قاله لافرنتييف.

ودعا إلى التواصل مع الطرف الإسرائيلي على جميع المستويات حول ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ووقف عمليات القصف هذه.

وأضاف أن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل على هذا الصعيد تتجاوز بشكل حاد أطر القانون الدولي، قائلًا، “لا يجب تحويل سوريا إلى ساحة لتسوية الحسابات بين خصوم بينهم إقليميون، لهذا السبب سنواصل عملنا في هذا الاتجاه، وسنعمل على تحقيق وقف كامل لهذه التصرفات”.

ترويج لتصدٍّ سوري بأسلحة روسية

صرّح “المركز الروسي للمصالحة” في قاعدة “حميميم” الروسية، بعد الاستهداف الإسرائيلي الذي تم في 16 من كانون الأول الحالي، والذي استهدف محيط مطار “دمشق الدولي”، أن قوات الدفاع الجوي في قوات النظام السوري تمكّنت من إسقاط سبعة من أصل ثمانية صواريخ إسرائيلية استهدفت محيط مطار “دمشق الدولي”.

وقال نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة”، فاديم كوليت، إن أربع مقاتلات إسرائيلية من نوع “F-16” أطلقت، في 16 من كانون الأول الحالي بين الساعة 1:51 و1:59، ثمانية صواريخ مجنحة من أجواء الجولان على مواقع في محيط المطار، بحسب ما نقلته قناة “روسيا اليوم“.

وأضاف كوليت أن الدفاعات السورية أسقطت الصواريخ السبعة بأنظمة “بانتسير إس” الروسية الصنع.

ويزوّد الروس النظام السوري بأنظمة أكثر تطورًا ضد الصواريخ الإسرائيلية التي تستهدف مواقع للنظام وأخرى تتبع لإيران و”حزب الله” على الأراضي السورية، إلا أن منظومات الصواريخ الروسية في سوريا تعرضت لانتقادات بسبب تدني كفاءتها، وفشلها في رد الهجمات على المناطق التي من المفترض أن تكون تحت حماية صواريخها.

وكثّف الطيران الحربي الإسرائيلي من استهدافه مواقع في سوريا، منها مواقع إيرانية، منذ تعيين الحكومة الأخيرة برئاسة نفتالي بينيت، في حزيران الماضي، مع تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشأن عدم نية إسرائيل تحمّل الوجود الإيراني في سوريا.

ولا تعترف إسرائيل بشكل رسمي بهجماتها الصاروخية على مناطق سورية، وتنقل وسائل الإعلام الإسرائيلية رواية النظام السوري للقصف الإسرائيلي عند حدوثه على مناطق واقعة ضمن سيطرته.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة