قدّرت حكومة النظام السوري الأضرار المادية التي تسبب بها القصف الإسرائيلي على ساحة الحاويات في ميناء “اللاذقية” فجر اليوم، وقالت إنها احتاجت إلى “جهود جبارة” لاحتوائها.
وقال المدير العام لمرفأ “اللاذقية”، أمجد سليمان، اليوم الثلاثاء 28 من كانون الأول، لصحيفة “الثورة” الحكومية، إن “الأضرار الناجمة عن الاعتداء كبيرة قد امتدت على مساحة أكبر نسبيًا من الاعتداء السابق، في 7 من الشهر الحالي، الأمر الذي تطلّب جهودًا جبارة من العمال وفرق المؤازرة لنقل الحاويات السليمة وإبعادها عن دائرة النيران والخطر”.
وأضاف سليمان أن “فرق المؤازرة أفسحت المجال لدخول الآليات وتسهيل عمل عناصر فوج الإطفاء والدفاع المدني والإسعاف في المرفأ ومحافظة اللاذقية، وبمؤازرة آليات الزراعة والخدمات الفنية والنظافة في مجلس المدينة، وهي موجودة حتى التأكد من إخماد النيران وسلامة الموقع بشكل كامل”.
وتداول ناشطون ومواقع رسمية ومقربة من النظام السوري تسجيلات مصوّرة لحرائق تشتعل في الميناء.
وأكد أنه تمت السيطرة على النيران الناجمة عن القصف، وأن فرق الإطفاء والدفاع المدني بدأت بعمليات التبريد وتفحص الساحة والحاويات للتأكد من سلامة المكان.
من جهته، قال محافظ اللاذقية، عامر إسماعيل هلال، للوكالة السورية للأنباء (سانا)، إن جهودًا كبيرة بذلتها فرق فوج الإطفاء والدفاع المدني مع تقديم المؤازرة لها من آليات مديريات الزراعة والخدمات الفنية والنظافة في مجلس المدينة.
وأشار هلال إلى أن إخماد النيران رافقته أعمال إبعاد الحاويات عن مصادر النيران للتخفيف من الأضرار، وتمكين فرق الإطفاء من السيطرة على الحرائق.
وأكد هلال أن فرق الإطفاء ستبقى في الموقع لمراقبة المواقع المحترقة، وستستمر أعمال التبريد لحين الانتهاء بشكل كامل من إخماد النيران.
واستهدف القصف الإسرائيلي ساحة الحاويات، وقالت وكالة “سانا“، “في حوالي الساعة 03:02 فجر اليوم، نفّذ العدو الإسرائيلي عدوانًا جويًا برشقات من الصواريخ من عمق البحر المتوسط غرب مدينة اللاذقية مستهدفًا ساحة الحاويات في الميناء التجاري باللاذقية”.
وقال قائد فوج إطفاء اللاذقية، مهند جعفر، للوكالة، إن المواد المستهدفة في الحاويات هي عبارة عن زيوت وقطع غيار الآليات والسيارات.
وفي 7 من كانون الأول الحالي، استهدفت إسرائيل ساحة الحاويات في الميناء، بقصف صاروخي خلّف حرائق أشعلت عددًا من الحاويات التجارية، أيضًا من دون وقوع خسائر بشرية، بحسب وسائل إعلام النظام.
وصرّحت مصادر إسرائيلية أن الغاية من استهداف ميناء “اللاذقية” التجاري هو استهداف مخازن ترتبط بإيران، بينما تتحدث الرواية السورية الرسمية عن استهداف حاويات غذائية.
وقالت صحيفة “Times Of Israel” الإسرائيلية، آنذاك، إن إيران تجلب الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر الميناء الحيوي الذي تستقبل فيه سوريا العديد من البضائع، إلى جانب “حزب الله” اللبناني.
وفي 22 من كانون الأول الحالي، قال مصدر في المصرف السوري المركزي لصحيفة “الوطن”، إن القصف الإسرائيلي السابق الذي تعرض له مرفأ “اللاذقية” قبل أسبوعين، أدى إلى تعطل العمل فيه عدة أيام، بالإضافة إلى الازدحام المعتاد في فترة الأعياد من كل عام، الأمر الذي أخّر عملية التخليص الجمركي.
تتعرض مختلف المنافذ الحدودية البرية والبحرية في سوريا لموجة من تكدّس حاويات البضائع المستوردة يُقدّر عددها بالمئات، ناتجة عن إجراءات تخليصها الجمركي التي حالت دون دخولها إلى الأسواق، بحسب تقرير لصحيفة “الوطن”.
وتشنّ إسرائيل غارات بشكل منتظم على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، إلا أنها نادرًا ما تضرب بالقرب من مدينة اللاذقية، حيث يحتفظ الجيش الروسي بقاعدة “حميميم” العسكرية.
وتمتنع إسرائيل عادة عن تنفيذ هجمات ضد أهداف إذا كانت هناك قوات روسية قريبة، بسبب علاقتها الدقيقة مع موسكو، وتعتقد إسرائيل أن هذه السياسة المعروفة دفعت إيران إلى السعي لحماية عمليات نقل أسلحتها من خلال تنفيذها بالقرب من السيطرة الروسية.
–