قدمت الحكومة البريطانية مشروع قانون لتشديد التدابير المتخذة بحق المهربين والمهاجرين الذين يعبرون قناة “المانش” عبر القوارب المتهالكة.
وبحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس” اليوم، الجمعة 24 من كانون الأول، ففي حال جرى اعتماد القانون، سيرحّل طالبو اللجوء الذين يصلون إلى البلد بلا أوراق رسمية إلى “بلدان آمنة” عبروها سابقًا.
وأضافت الوكالة أن جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان تندد بما اعتبرته قساوة في النص التشريعي، إلا أن الحكومة البريطانية تراه على أنه “يرسي أسس نظام هجرة منصف لكنه صارم، ويحمي الأكثر هشاشة، ويقمع الهجرة غير القانونية والمجموعات الإجرامية التي تيسّر توافد المهاجرين”.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن أحد طالبي اللجوء في بريطانيا قصته، وهو إيراني وصل إلى بريطانيا في أيار الماضي، إذ يصف الشاب الإيراني رحلته بأنها استمرت خمس ساعات كاملة، كان الشاب على متن زورق مطاطي وسط أمواج قوية وسفن شحن ضخمة كانت تعبر القناة البحرية.
وطلب الشاب اللجوء في بريطانيا، مثل أغلبية المهاجرين بلا أوراق رسمية الذين وصلوا إلى البلد منذ مطلع العام الحالي، فهو من بين 27 ألف مهاجر خاضوا من فرنسا رحلة عبور “المانش” المحفوفة بالمخاطر.
زاد عدد المهاجرين ثلاث مرات مقارنة بالعام 2020، عندما أُحصي عدد الوافدين بمراكب “بائسة” بحوالي 8400.
وتتّسع هذه الظاهرة منذ عام 2018، إثر تشديد عمليات التدقيق في مرفأ “كاليه” والنفق عبر “المانش” اللذين كان المهاجرون يستخدمونهما للعبور، مختبئين في سيارات للشحن.
وقد لقي 36 مهاجرًا حتفهم هذه السنة في رحلة عبور “المانش”، من بينهم 27 في حادثة غرق في تشرين الثاني الماضي.
وفاقم الوصول الكثيف للمهاجرين العلاقات المتوتّرة مع فرنسا، التي تتهمها الحكومة البريطانية بعدم بذل ما يكفي من الجهود لمنع انطلاق الرحلات من أراضيها، بالرغم من الأموال المرسَلة لهذا الغرض.
وصرّح المدير العام لمنظمة “Refugee Action” المعنية بتقديم الدعم للاجئين وطالبي اللجوء في المملكة المتحدة، تيم ناور هيلتون، أن هذا “هدر كبير للأموال”.
وألقى اللوم على الحكومة البريطانية، معتبرًا أنها تقوم بـ”سنوات من سوء الإدارة” ونظام “لا يرقى إلى المستوى المطلوب”، بحسب ما نقلته “فرانس برس” في تقرير لها.
كما أشار هيلتون إلى أن “وزارة الداخلية تأخذ وقتًا أطول من السابق للبتّ بطلبات اللجوء، وهذا التأخير غير مقبول، إذ يؤدي إلى بقاء اللاجئين لفترة أطول ضمن نظام اللجوء، ويصعّب إيجاد مساكن لهم”.
وفي 25 من تشرين الثاني الماضي، قضى ما لا يقل عن 27 مهاجرًا بعد غرق زورقهم قبالة “كاليه” من حيث انطلقوا في شمالي فرنسا، خلال محاولتهم العبور نحو السواحل البريطانية، وهي أكبر حصيلة قتلى منذ ارتفاع عدد عمليات العبور عبر “المانش” في 2018.
وإثر ذلك، طالب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتعزيز فوري لوكالة “فرونتكس” الأوروبية، وعقد اجتماعًا أوروبيًا طارئًا، متعهدًا بألا تسمح بلاده بتحول “المانش” إلى “مقبرة”، على حد تعبيره.
ومنذ نهاية 2018، تزايدت عمليات عبور “المانش” باتجاه بريطانيا، رغم التحذيرات المتكررة من خطورة هذا النوع من الهجرة، نظرًا إلى كثافة حركة المرور، والتيارات القوية، وحرارة المياه المنخفضة.
وبحسب بيانات الحكومة الفرنسية، فقد حاول نحو 15 ألفًا و400 مهاجر عبور “المانش” في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، بينهم ثلاثة آلاف و500 كانوا يعانون من مصاعب حين أُنقذوا وأُعيدوا إلى السواحل الفرنسية.
–