حذّر المفوض العام لـ”وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (أونروا)، فيليب لازاريني، من احتمال انهيار الوكالة الأممية بسبب نقص التمويل المقدّم من المانحين.
وفي رسالة مفتوحة وجهها إلى اللاجئين الفلسطينيين، الخميس 23 من كانون الأول، قال لازاريني إن “النقص المزمن والجسيم في التمويل صار يمثّل تهديدًا وجوديًا” للوكالة.
وأضاف، “بلغ التقشف حده الأقصى، وصار يؤثر على جودة خدماتنا. ويصل التقشف إلى حده الأقصى عندما لا نتمكن من زيادة عدد اللاجئين الفقراء الذين نستطيع دعمهم في وقت يتفشى فيه الفقر”.
كما يصل التقشف إلى حده الأقصى، “عندما نضع 50 طفلًا في غرفة صفية واحدة، أو نترك الأطفال الأشد حرمانًا دون وسائل نقل أو قرطاسية. وعندما لا يتمكن الطبيب من قضاء أكثر من ثلاث دقائق مع المريض. وعندما يكون العديد من المعلمين وعمال النظافة عاملين بالمياومة. هؤلاء هم موظفون في الخطوط الأمامية، ويؤلمني حقًا أن (أونروا) لا يمكنها حتى الآن منحهم وظائف أكثر استقرارًا”، أضاف لازاريني.
وأشار لازاريني إلى أن الأزمة المالية الحالية ليست بالجديدة، فقد ظل التمويل الذي يقدمه المانحون للوكالة راكدًا منذ نحو عقد من الزمن، وقاصرًا عن ملاقاة المبلغ اللازم لضمان استمرار الخدمات بجودة عالية، بينما تواصلت الزيادة في أعداد اللاجئين، وارتفاع الفقر ومجالات الضعف بصورة حادة.
كما لفت المفوض العام إلى تعرّض “أونروا” وولايتها منذ عام 2018 لهجمات سياسية متزايدة بهدف الإضرار بسمعتها.
وأكد لازاريني حاجة الوكالة “إلى مزيد من التمويل الطويل الأجل من المانحين الحاليين، وتوسيع قاعدة المانحين، وزيادة حشد التمويل بالقنوات الرقمية، بما في ذلك التبرعات الإسلامية”.
وأضاف أن ذلك، “يتطلب منا النظر في آليات ونماذج الشراكة والتمويل المبتكر لضمان استمرار وصول اللاجئين الفلسطينيين إلى جميع الخدمات”.
الاستماع إلى مطالب اللاجئين
من جانب آخر، تحدّث المفوض العام عن اجتماعه، خلال العام الحالي، مع فلسطينيين في فلسطين وسوريا ولبنان والأردن.
وقال بهذا الصدد، “التقيتُ الأطفال في غزة الذين أصيبوا بصدمات نفسية، في أيار الماضي، بسبب إطلاق الصواريخ والغارات الجوية بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة في القطاع، وعائلات في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، التي تعيش تحت تهديد يومي بالتهجير القسري، كما رأيتُ تأثير العنف المتزايد في الضفة الغربية على حياة اللاجئين في مخيم (جنين)”.
وأضاف أنه التقى أيضًا بلاجئين من مخيمي “اليرموك” و”حمص” للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وعبّروا عن إحباطهم بسبب بطء وتيرة عودتهم إلى منازلهم.
“وفي لبنان، التقيتُ بخريجين شباب في مخيم (برج البراجنة)، كان أملهم الوحيد في مستقبل أفضل هو الهجرة إلى الخارج عبر طرق هجرة خطرة، وفي الأردن، أخبرني اللاجئون عن المصاعب المالية الهائلة التي واجهوها في ظل تفشي (كوفيد- 19)”، تابع لازاريني.
ويعيش حاليًا ما يزيد على خمسة ملايين فلسطيني مسجلين كلاجئين لدى “أونروا” في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة، وفي لبنان وسوريا والأردن، وفقًا للمسؤول الأممي.
وكانت “أونروا” أطلقت، في 17 من شباط الماضي، نداء طارئًا للاستجابة للاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن لعام 2021.
وقدّرت الوكالة الأممية حاجتها بـ318 مليون دولار للاستجابة لاحتياجات اللاجئين الفلسطينيين، موضحة أنهم يعانون النزوح والظروف الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة التي تفاقمت بسبب تأثير فيروس “كورونا”.
–