يستعد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لفرض عقوبات على جهات مرتبطة بنقل تكنولوجيا الصواريخ الباليستية الصينية إلى المملكة العربية السعودية.
ونقلت شبكة “CNN” الأمريكية، الخميس 23 من كانون الأول، عن مصادر مطلعة قولها، إن إدارة بايدن تستعد لمعاقبة بعض المنظمات المشاركة في عمليات نقل تكنولوجيا الصواريخ الباليستية بين الصين والسعودية، والتي تم إطلاع بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي على معلومات استخباراتية جديدة بشأنها، خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأضافت المصادر أن ذلك يأتي في وقت أعلن فيه بعض أعضاء الكونجرس أن البيت الأبيض ليس على استعداد لفرض عقوبات كبيرة على الحكومة السعودية.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، حجبت معلومات استخباراتية عن أعضاء أساسيين في الكونجرس حول تعاون السعودية مع الصين لتطوير برنامج صاروخي باليستي.
وتوصل أعضاء “ديمقراطيون” في الكونجرس إلى تلك المعلومات خارج القنوات الحكومية الاعتيادية، وهو ما أثار غضبهم، وأشاروا إلى أن إدارة ترامب أسقطت عمدًا سلسلة من التقارير التي كان يجب تقديمها للكونجرس.
كما انتقد النواب “الديمقراطيون” إدارة ترامب لتساهلها المفرط مع السعودية، واعتبر خبراء أن موقف ترامب شجّع السعودية على مواصلة توسيع برنامج الصواريخ الباليستية، وفقًا لـ”CNN”.
خبير السياسة النووية والأسلحة في معهد “كارنيغي” للسلام، أنكيت باندا، علّق من جانبه بالقول، إنه “في العادة، كانت الولايات المتحدة ستضغط على السعودية لعدم متابعة هذه القدرات، لكن المؤشرات الأولى على أن السعوديين كانوا يسعون وراء هذه القدرات ظهرت خلال عهد ترامب”.
وأضاف، “إدارة ترامب، بعبارة بسيطة، لم تكن مهتمة بالضغط على الرياض حول هذه القضايا”.
وحول خطورة الموقف قال باندا، إن “برنامج الصواريخ السعودي القوي سيقدم تحديات جديدة لتقييد برامج الصواريخ الأخرى في المنطقة. لنأخذ مثالًا واحدًا فقط، سيكون من الصعب تقييد الصواريخ الإيرانية، التي تمثّل مصدر قلق كبيرًا للولايات المتحدة في المستقبل دون قيود موازية على برنامج الصواريخ السعودي”.
دليل قاطع
ونشرت شبكة “CNN” أمس، الخميس، صورًا لأقمار صناعية وتقييمات استخبارية أمريكية، أظهرت أن السعودية أنشأت معامل ومنشآت لتصنيع الصواريخ الباليستية بمساعدة الصين.
وبحسب ما ترجمته عنب بلدي عن تقرير للشبكة الأمريكية، فإن وكالات الاستخبارات الأمريكية قيّمت أن السعودية تعمل الآن بنشاط على تصنيع صواريخها الباليستية بمساعدة الصين.
وحصلت الاستخبارات الأمريكية على صور الأقمار الصناعية التي تثبت أن المملكة تقوم حاليًا بتصنيع الأسلحة في موقع واحد على الأقل.
وذكر التقرير أن الاستخبارات الأمريكية لديها معلومات عن شراء صواريخ باليستية من الصين في الماضي، لكنها لم تكن قادرة على تصنيعها حتى الآن.
وأظهرت الصور التي التقطتها شركة “بلانيت”، وهي شركة تصوير تجارية، بين 26 من تشرين الأول و9 من تشرين الثاني الماضيين، حدوث عملية حرق في منشأة بالقرب من بلدة الدوادمي (تقع في الجهة الغربية الشمالية من الرياض، وتبعد عنها حوالي 330 كيلومترًا)، بحسب باحثين في معهد “Middlebury” للدراسات الدولية.
وأضافت الشبكة أن الباحثين أبلغوها بأن هذا يعد أول دليل قاطع على أن المنشأة تعمل لإنتاج الصواريخ.
وكشفت التقييمات ومعلومات استخباراتية سرية عن عمليات نقل متعددة واسعة النطاق لتكنولوجيا صواريخ باليستية حساسة بين الصين والسعودية.
ولم ترد الحكومة السعودية والسفارة السعودية في واشنطن على طلب “CNN” للتعليق، وكذلك امتنع مجلس الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) عن التعليق.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للشبكة الأمريكية، ردًا على سؤال عن وجود عمليات نقل لتكنولوجيا صواريخ باليستية بين الصين والسعودية، في بيان، إن البلدين “شريكان استراتيجيان، وحافظا على تعاون ودي في جميع المجالات، بما في ذلك مجال التجارة العسكرية”.
وأضاف أن “هذا التعاون لا ينتهك أي قانون دولي، ولا ينطوي على انتشار أسلحة الدمار الشامل”.
–