منظمة بريطانية تعلن بناء “مدينة سرية” لإيواء النازحين في الشمال السوري
أعلنت منظمة “Syria Relief” الخيرية البريطانية بالتعاون مع جمعية “عطاء” السورية، عن بناء مدينة لإيواء النازحين في شمال غربي سوريا وحمايتهم من الموت جرّاء ظروف الشتاء القاسي.
وقال رئيس المنظمة تشارلز لولي، إن الهدف من إنشاء المدينة بناء مجتمع يلبي احتياجات السوريين التعليمية والصحية، وفق ما نقله تقرير صادر عن صحيفة “اندبندت” البريطانية اليوم، الخميس 23 من كانون الأول.
وأكدّ أن العديد من الأرواح معرضة للخطر خلال أشهر الشتاء إثر تضرر الخيام وصعوبة الحصول على الوقود للتدفئة، مشيرًا إلى أن مشهد تجمد الناس حتى الموت والفيضانات في المخيمات تكرر لسنوات.
وقالت الصحيفة إن المنظمة لن تكشف عن موقع المدينة لأسباب أمنية، مضيفةً أنها ستكون قريبة من الحدود التركية السورية.
بينما اعتبر رئيس المنظمة أن الإجراءات المتخذة لاختيار موقع بناء المدينة يجلعها أكثر أمانًا من أي مكان آخر في سوريا، بحسب تعبيره.
وقال أحد العاملين في المنظمة آدم كيلويك، بعد عودته من سوريا، إن “بعض النازحين السوريين أُجبروا على العيش في ظروف لا تفي حتى بمعايير الرفق بالحيوان الغربية”، مضيفًا أن الكثير من الناس ليس لديهم أي مصدر للدفء ويعتمدون فقط على الأشجار المحيطة بالخيام للحماية من الرياح الباردة.
وأنهت المنظمة بناء نحو 100 منزل ومن المقرر أن يصبح 150 منزلًا آخر جاهزًا بحلول شهر شباط المقبل، وستضم المدينة نحو ألف منزل لنحو ستة آلاف نسمة، بالإضافة إلى مدرسة ومستشفى وحديقة ومسجد.
وتبلغ تكلفة المشروع نحو مليون و600 جنيه استرليني أي ما يعادل نحو مليونين و144 ألف دولار أمريكي، وفق تقرير الصحيفة.
مشاريع سكنية في الشمال
تعمل ثلاث منظمات وهي هيئة “الإغاثة الإنسانية التركية” (IHH)، وفريق “ملهم التطوعي”، و”جمعية التعاون الخيرية”، على إنشاء مشاريع سكنية للنازحين في شمال غربي سوريا.
ومن أبرز المشاريع التي بدأت في طلع 2020، مشروع “قرية ملهم” وهو مجمّع سكني متكامل يهدف لتوفير سكن كريم للعوائل السورية النازحة من الأرامل ومصابي الحرب وفاقدي المعيل، التي من المخطط أن تأوي القرية نحو 250 عائلة، وفق الفريق.
وتشهد مخيمات الشمال السوري ظروفًا مأساوية جرّاء هطول الأمطار والعواصف المستمرة التي تسبب بحركة نزوح داخلي، إذ وثق فريق “منسقو استجابة سوريا” تضرر 194 خيمة بشكل كلي، و316 خيمة بشكل جزئي، وتسرب مياه الأمطار إلى داخل ألفين و145 خيمة، مسببة أضرار مختلفة، وفق آخر إحصائية صدرت عن الفريق في 20 من كانون الأول.
كما وثق نزوح أكثر من 472 عائلة ضمن المخيمات، إثر تضرر خيامهم بشكل مباشر أو دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيم، مع توقعات زيادة الأضرار بشكل أكبر، في حال استمرار الهطولات المطرية أو تجددها في المنطقة، إضافة إلى مخاوف من حدوث انزلاقات طينية ضمن المخيمات، جراء تشكّل مستنقعات مائية كبيرة.
ووفق تقرير لمنظمة “أطباء بلا حدود” نُشر في 30 من تشرين الثاني الماضي، تزداد أوضاع المهجرين سوءًا في فصل الشتاء، بسبب عدم وجود مأوى مناسب أو صرف صحي يقيهم الهطولات المطرية، إضافة إلى محدودية المواد الغذائية الأساسية والمياه النظيفة والرعاية الصحية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :