صرّح مستشار وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر حاجي، أن وزراء خارجية الدول الضامنة لمسار “أستانة”، تركيا وإيران وروسيا، سيعقدون لقاء قمة ثلاثيًا في العاصمة الإيرانية، طهران، في شباط وآذار من عام 2022.
وبحسب ما قاله أصغر حاجي لوكالة “تاس” الروسية اليوم، الأربعاء 22 من كانون الأول، فإن عقد القمة تم التخطيط له، وسيكون تحديد موعده رهن وضع فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، إذ نوقش خلال أجندة المحادثات في العاصمة الكازاخية، نور سلطان.
ولدى سؤاله عما إذا كان سيسبق القمة المرتقبة اجتماع لوزراء الخارجية، أجاب “نعم، اتفقنا على الأمر وسيكون العام المقبل في كانون الثاني أو أوائل شباط، سنعقد اجتماع لوزراء الخارجية، والقمة ستتبع ذلك”.
وأضاف أصغر حاجي أن الاجتماع الدولي المقبل بصيغة “أستانة” بشأن سوريا سيُعقد في غضون أسابيع قليلة بعد قمة روسيا وإيران وتركيا، وقال “إن الموعد يعتمد على نتائج، ومن المتوقع أن يكون بعد عدة أسابيع من القمة”.
لا جديد
واختُتمت في العاصمة الكازاخية نور سلطان اليوم، الأربعاء 22 من كانون الأول، الجولة الـ17 من مباحثات “أستانة” حول سوريا، دون تقديم أي جديد فيما يتعلق بتطورات الأوضاع السياسية والميدانية في سوريا.
حضر الجولة وفود الدول الضامنة للمسار والدول المشاركة بصفة مراقب والأمم المتحدة، إضافة إلى وفدي المعارضة السورية والنظام السوري.
البيان الختامي الصادر عن الدول الضامنة لمسار “أستانة” (تركيا، روسيا، إيران)، في ختام الجولة الحالية، أكد مجددًا على ما تم تأكيده خلال الجولات السابقة.
البيان الختامي
بحسب البيان، أكدت الدول الضامنة على سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية، إذ تم الاتفاق على أن الأمن والاستقرار الدائمين في منطقة شمال شرقي سوريا لا يمكن أن يتحققا إلا على أساس الحفاظ على سيادة البلاد وسلامة أراضيها.
ورفض ضامنو “أستانة”، بحسب البيان، مبادرات الحكم الذاتي غير المشروعة بذريعة مكافحة الإرهاب، وجددوا عزمهم على الوقوف بوجه الأجندات الانفصالية في شرق الفرات الهادفة إلى تقويض وحدة سوريا وتهديد الأمن القومي لدول الجوار.
وأعربوا عن قلقهم البالغ من تزايد الأعمال العدائية وجميع أشكال القمع من قبل الجماعات الانفصالية ضد المدنيين في شرق الفرات، وجددوا معارضتهم للمصادرة والتحويل غير القانونيين لعائدات النفط التي ينبغي أن تعود إلى سوريا.
جدد البيان التأكيد على مواصلة العمل المشترك لمكافحة الإرهاب، وضرورة التعاون المستمر من أجل القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” وجميع الأفراد والجماعات والمشاريع والكيانات الأخرى المرتبطة بهما.
البيان أوضح أن الدول الضامنة اتفقت على بذل المزيد من الجهود لتحسين الوضع الإنساني في المنطقة ومحيطها، والحفاظ على الهدوء على الأرض من خلال التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقات بشأن إدلب.
أكد البيان على الدور المهم للجنة الدستورية في جنيف، ودعا إلى عقد جولتها السابعة في أقرب وقت ممكن بنهج بنّاء من قبل الأطراف السورية.
وشدد على الحاجة إلى تسهيل العودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين والنازحين داخليا إلى أماكن إقامتهم الأصلية في سوريا، امتثالًا للقانون الإنساني الدولي، بما يضمن حقهم في العودة وحقهم في الحصول على الدعم.
المعارضة: وجودنا ضروري
عضو وفد المعارضة إلى مباحثات “أستانة” العقيد ياسر عبد الرحيم، قال لعنب بلدي، إن “وجودنا في (أستانة) هو دعم لوجودنا على الأرض، ولنخفف قدر الإمكان المعاناة عن أهلنا المدنيين في المناطق المحررة”.
وأضاف أن وفد المعارضة أكد في هذه الجولة ضرورة الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين من سجون النظام السوري.
وفد المعارضة، بحسب ما قاله عبد الرحيم، أكد على عودة آمنة وطوعية للنازحين والمهجرين بعد رحيل نظام الأسد، لافتًا إلى أنهم طالبوا بمواصلة إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى الشمال السوري “المحرر”.
وأضاف أنهم شددوا على ضرورة تفعيل عمل اللجنة الدستورية، واستئناف عملها على أسس قانونية سليمة.
روسيا: “أستانة” خفضت التوتر
المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، قال اليوم، الأربعاء، إن الدول الضامنة لمسار “أستانة” تمكنت من تخفيف التوترات في سوريا خلال نصف العام الماضي، بحسب ما نقلته وكالة “تاس” للأنباء.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقب اختتام المباحثات، “تمكّنا من خلال الجهود المشتركة من تخفيف حدة التوتر في سوريا ومدى المواجهة المسلحة بشكل كبير، كما انخفض عدد الاستفزازات على طول خط التماس في منطقة خفض التصعيد بإدلب بنسبة 90%”.
الجولة السابقة
في 8 من تموز الماضي، اختُتمت الجولة الـ16 من مباحثات “أستانة” التي انطلقت في العام 2017، وتضمّن البيان الختامي التأكيد على دفع العملية السياسية في سوريا، إضافة إلى بنود ملفات مكررة في كل جولة (مكافحة الإرهاب، عودة اللاجئين، مصير المعتقلين، تبادل الأسرى، اللجنة الدستورية، وغيرها).
وجاءت الجولة الـ17 بتمثيل منخفض من الدول الضامنة مقارنة بالجولات السابقة، إذ يشارك من الجانب الروسي ممثل الرئيس الروسي الخاص في سوريا، ألكسندر لافرنتييف، ومن الجانب التركي رئيس قسم سوريا في الخارجية التركية، السفير سلجوق أونال، ومن الجانب الإيراني مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية، علي أصغري حاجي.
وصرح المتحدث باسم وفد المعارضة المشارك في الاجتماعات، أيمن العاسمي، لوكالة “الأناضول” أمس، أن “مسار (أستانة) برمّته بعد 16 جلسة لم نشهد فيه نتائج ملموسة واضحة، وكان النظام يرتكب جرائم بمناطق المعارضة”.
وقال إن “اللجنة الدستورية، وهي النقطة الأساسية التي أنجزها هذا المسار، لم تشكّل فارقًا في الحل”، معتبرًا أن “الأجندة الأساسية هي التهدئة والميليشيات الانفصالية المنتشرة في الشمال، وخاصة بمنطقة تل رفعت ومناطق شرق الفرات وهي أساس الجولة”، على حد تعبيره.
–