شهدت أسعار صرف الليرة التركية مقابل العملات الأجنبية تحسنًا ملحوظًا، بعد خطاب ألقاه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء الاثنين 20 من كانون الأول.
وسجل سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار اليوم، الثلاثاء، قيمًا تتراوح بين 12 و13.1 ليرة مقابل الدولار الواحد، بحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات الأجنبية.
وجاء هذا التحسن بعدما جاوز سعر الصرف حاجز 18 ليرة للدولار الواحد أمس الاثنين.
وفي مؤتمر صحفي عقده الرئيس التركي، قال إن بلاده ستطلق أداة مالية جديدة تتيح تحقيق نفس مستوى الأرباح المحتملة للمدخرات بالعملات الأجنبية عبر إبقاء الأصول بالليرة.
وأضاف أردوغان أن بلاده ستوفر بديلًا ماليًا جديدًا للمواطنين الراغبين بتبديد مخاوفهم الناجمة عن ارتفاع أسعار الصرف، موضحًا عدم وجود الحاجة لتحويل المدخرات من الليرة التركية إلى العملات الأجنبية خوفًا من ارتفاع أسعار الصرف.
وعقب المؤتمر، أعلن رئيس “جمعية البنوك التركية”، ألباسلان شاكار، عن صرف البنوك نحو مليار دولار إلى الليرة التركية، موضحًا أن الرقم في ازدياد بعد طمأنة أردوغان للمواطنين بعدم تعرضهم للخسارة في حال حفظ مدخراتهم بالليرة التركية.
الباحث في الاقتصاد السياسي يحيى السيد عمر، اعتبر أن التدهور الحاصل في قيمة الليرة التركية خلال الأيام الماضية، لم يكن بمجمله ناتجًا عن تخفيض سعر الفائدة، موضحًا وجود سببين إضافيين عالجتهما الحكومة التركية لتعاود قيمة الليرة للارتفاع اليوم.
وأوضح السيد عمر، في حديث إلى عنب بلدي، أن السبب الأول يتمثل بالضغط النفسي الناتج عن قلق المقيمين في تركيا الذي دفعهم إلى تحويل مدخراتهم من الليرة التركية إلى الدولار أو الذهب، الأمر الذي أدى إلى زيادة الطلب على الدولار والضغط على الليرة.
بينما يعد قيام كبار المضاربين بتمويل عمليات مضاربة بهدف زعزعة الثقة بالليرة، والضغط على الحكومة للتراجع عن سياسة تخفيض سعر الفائدة، السبب الثاني لارتفاع سعر الصرف، بحسب السيد عمر.
وأضاف الباحث في الاقتصاد السياسي، أن سبب تحسن سعر الصرف اليوم يعود لمعالجة الحكومة التركية لهذين السببين، إذ عالج أردوغان العامل النفسي، بتصريحه أمس، وتعهده بدعم حكومته للمودعين بالليرة التركية، وتعويض خسائرهم في حال حصولها، ومن جهة أخرى بدا أن الحكومة نجحت في التعامل مع كبار المضاربين والحد من تأثيرهم.
وحول مستقبل الليرة التركية، أشار الباحث يحيى السيد عمر إلى أن تذبذب سعر الصرف في الوقت الحالي متوقع ومبرر في ظل تضارب وتعارض القوى المؤثرة على الليرة.
وتوقع الباحث أن يكون لليرة التركية مستقبل إيجابي على المدى المتوسط والبعيد، بينما يعتبر مستقبلها على المدى القصير المتمثل بالأيام والأسابيع المقبلة مرهونًا بإجراءات الحكومة التركية التي ستتخذها، وردود فعل المضاربين، وفقًا للسيد عمر.
وكان المصرف المركزي التركي أعلن، في 16 من كانون الأول الحالي، عن خفض سعر الفائدة على عمليات إعادة الشراء (الريبو) لأجل أسبوع 100 نقطة أساس لتصبح 14%، تبعه انخفاض في سعر صرف الليرة تجاوز 18 ليرة تركية.
وفي 18 من تشرين الثاني الماضي، أعلن البنك المركزي التركي خفض سعر الفائدة من 16% إلى 15% بمعدل 100 نقطة أساس على عمليات إعادة الشراء (الريبو)، لمدة أسبوع واحد، ما أدى إلى وصول سعر صرف الدولار إلى 11 ليرة تركية.
ومنذ أيلول الماضي، خفّض المركزي التركي أسعار الفائدة 500 نقطة أساس بعد أن كانت 19%، ما أدى إلى انخفاض الليرة التركية إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.
–