قالت الاستخبارات الإسرائيلية، إنها لعبت دورًا في عملية اغتيال القائد السابق لـ”الحرس الثوري الإيراني”، قاسم سليماني، في تصريح هو الأول منذ اغتياله مطلع عام 2020.
جاء ذلك في سياق “مقابلة وداعية” أجرتها مجلة مركز التراث الاستخباراتي (مابات مالام) مع الرئيس السابق لهيئة الاستخبارات في “جيش الدفاع”، الميجر جنرال تامير هايمان، بحسب ما نقله موقع هيئة البث الإسرائيلي (مكان) اليوم، الاثنين 20 من كانون الأول.
وقال هايمان، إنه شهد خلال فترة توليه هذا المنصب عمليتي تصفية مهمّتين، قُتل في إحداهما سليماني، وفي الأخرى القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” بهاء أبو العطا، الذي اغتيل في تشرين الأول 2019.
وأضاف أن الاستخبارات الإسرائيلية أحبطت مخططات عديدة، وعرقلت عمليات نقل أموال ووسائل قتالية لإيران، وذلك في مسعى لمنع التموضع الإيراني في سوريا، مشيرًا الى أن هذه العمليات تمت بنجاح باهر، حسب وصفه.
وكان الجيش الأمريكي أعلن، في 3 من كانون الثاني 2020، اغتيال سليماني في ضربة جوية لطيران أمريكي مسيّر قرب مطار “بغداد الدولي” في العراق، بناء على توجيهات من الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
توقيت كشف النقاب
كشف النقاب عن تدخل الاستخبارات الإسرائيلية بعملية اغتيال سليماني، يأتي في وقت زادت فيه حدة التهديدات بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي.
بينما تتفاوض إيران مع الغرب لـ”إحياء” ملفها النووي، في حين تؤكد إسرائيل أنها لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي.
الخيار العسكري الإسرائيلي
قال وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، في تصريحات صحفية، إنه أبلغ واشنطن بأنه أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد للخيار العسكري ضد إيران.
وتحاول إسرائيل الحصول على موافقة بعض الدول الخليجية من أجل بناء أو نصب أنظمة عسكرية دفاعية ضد إيران في المنطقة، خاصة أنظمة مضادة للطائرات دون طيار والصواريخ الإيرانية، وفقًا لما نقلته صحيفة “هآرتس” في 17 من كانون الأول الحالي.
الصحيفة قالت إن هذا الاقتراح أو السعي الإسرائيلي هو ما ناقشه رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، خلال زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة، الأسبوع الماضي.
وقال اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي يتسحاق بريك لصحيفة “ميفزاك” العبرية، الأحد 19 من كانون الأول، إن قوات بلاده ليست مستعدة للحرب، لافتًا إلى أن “عدد الضحايا في صفوفها سيكون كبيرًا في حال أي مواجهات عسكرية مقبلة”.
وأضاف للصحيفة، “في سيناريو متطرف، تدخل الميليشيات الموالية لإيران في سوريا واليمن والعراق وحركة (حماس) في غزة الحملة، وستطلق أيضًا صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل، بحيث يتم إطلاق ما يزيد على ثلاثة آلاف صاروخ وطائرة دون طيار باتجاه وسط إسرائيل كل يوم”.
“الحرس الثوري”.. الرد سيكون ساحقًا
في رد على التهديدات الإسرائيلية، حذّر قيادي كبير في “الحرس الثوري الإيراني”، من “رد حاسم” على أي هجوم قد تشنّه إسرائيل على إيران.
وقال قائد مقر “خاتم الأنبياء”، اللواء غلام علي رشيد، خلال اجتماع حضره كبار قادة “الحرس الثوري الإيراني” في مناورات “الرسول الأعظم”، “لا يمكن للكيان الصهيوني أن يهدد المواقع النووية والعسكرية الإيرانية إلا بعد تلقي الضوء الأخضر من الولايات المتحدة ودعمها له”.
وأشار إلى حضور إيران النشط في مفاوضات “فيينا”، وتفاعلها الجاد مع المجتمع الدولي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) اليوم، الاثنين.
وأضاف، “إذا كانت هذه التهديدات على أرض الواقع، فإن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ستهاجم فورًا جميع المراكز والقواعد والطرق والأماكن المستخدمة لتلك التهديدات، کما ستهاجم مصدر العدوان بناء على الخطط العملياتية التي تم التدريب عليها”.
الاتفاق النووي
في العام 2015، توصلت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا لاتفاق مع إيران، قبلت بموجبه رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران مقابل وضع قيود على نشاطها النووي.
إلا أن العمل بالاتفاق النووي توقف بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في أيار 2018، وإعادة فرض واشنطن عقوبات اقتصادية مشددة على طهران، لتنسحب الأخيرة من الاتفاق بشكل تدريجي عبر خفض الالتزامات.
–