دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السياسيين اللبنانيين إلى إنهاء الانقسام والعمل على إحياء الاقتصاد المتدهور، بينما تعهد الرئيس اللبناني، ميشال عون، بتوفير أجواء مواتية للانتخابات النيابية المقررة في آذار المقبل.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الجانبان بالقصر الجمهوري في بعبدا، الأحد 19 من كانون الأول، قال غوتيريش، “نظرًا إلى معاناة الشعب اللبناني، لا يحق للقادة السياسيين أن يكونوا منقسمين ويشلوا البلد”، مضيفًا أن على الرئيس اللبناني أن يضمن وحدتهم.
وحثّ غوتيريش المسؤولين اللبنانيين على العمل معًا لحل الأزمة التي أغرقت البلاد، مشيرًا إلى أن الشعب اللبناني يتوقع منهم “إعادة إحياء الاقتصاد، وضمان حكومة فاعلة”.
واعتبر أن الانتخابات النيابية المقبلة ستشكّل محطة رئيسة، وعلى الشعب اللبناني أن يحدد كيف ستتقدم بلاده.
وأكد المسؤول الأممي أن هدف زيارته الحالية هو “مناقشة أفضل السبل لدعم شعب لبنان في تجاوز الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية المستدامة”.
من جهته، أشار عون إلى أنه بحث مع الأمين العام للأمم المتحدة، الأزمات المتلاحقة التي يعاني منها لبنان وسبل الخروج منها.
وقال بهذا السياق، “أكدتُ للأمين العام أننا نعمل على تجاوز الأزمات، ولو تدريجيًا، من خلال وضع خطة التعافي الاقتصادي لعرضها على صندوق النقد الدولي، بالتزامن مع إصلاحات متعددة في المجالات الاقتصادية والمالية والإدارية، وإعادة النظر بعدد من إدارات الدولة، وضبط الإنفاق ووقف الهدر ومكافحة الفساد”.
ورحّب عون بأي دور يمكن أن تلعبه الأمم المتحدة في متابعة الانتخابات المقبلة، متعهدًا بتوفير جميع الأسباب كي تكون “شفافة ونزيهة وتعكس الإرادة الحقيقية للبنانيين في اختيار ممثليهم”.
من جانب آخر، أكد عون تمسّك بلاده بحقوقها الكاملة في استثمار ثرواتها الطبيعية، لا سيما النفط والغاز، واستعدادها لمتابعة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية.
كما تطرّق إلى قضية اللجوء السوري، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، وقال بهذا الصدد، “أكدتُ على الأمين العام ضرورة إيجاد مقاربة جديدة لموضوع النازحين السوريين، هذه الأزمة المستمرة والمتصاعدة منذ أكثر من عشر سنوات مع ما تشكّله على لبنان من أعباء ضخمة خاصة في ظل الظروف الحالية، وضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته، وتشجيع العودة الآمنة للنازحين إلى قراهم ووطنهم”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة وصل إلى لبنان أمس، الأحد، في زيارة تستغرق أربعة أيام، تهدف لإبداء تضامنه مع الشعب اللبناني، والتأكيد على مواصلة تقديم الدعم الإنساني والإغاثي.
وسيلتقي غوتيريش خلال زيارته إلى جانب عون، رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء، نجيب ميقاتي، إضافة إلى شخصيات دينية، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني.
كما سيجري الأمين العام زيارات ميدانية إلى العائلات المتضررة بسبب الأزمات التي تعصف بالبلاد، ويقف دقيقة صمت في مرفأ “بيروت”، تكريمًا لأرواح ضحايا تفجير يوم 4 من آب 2020.
ويختتم غوتيريش زيارته بلقاء قوات “اليونيفيل” الموجودة جنوبي البلاد، والتجول على الخط الأزرق.
ويشهد لبنان منذ عام 2019 أزمة اقتصادية خانقة، بدت ملامحها بوضوح من خلال “أزمة المصارف” التي تجلّت بتهريب الأموال اللبنانية إلى الخارج، وعدم قدرة المودعين على التحكم بأرصدتهم البنكية وسحب ما يحتاجون إليه منها، إلى جانب ارتفاع قيمة الدولار أمام الليرة اللبنانية.
–