استهدف صاروخان من طراز “كاتيوشا” المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد، وذلك قبل نحو أسبوعين من موعد انسحاب القوات الأمريكية القتالية من البلاد.
وأفاد بيان لخلية الإعلام الأمني في العراق، بوقت مبكر اليوم الأحد 19 من كانون الأول، أن الصاروخ الأول تم تفجيره في الجو بواسطة منظومة “سيرام” الدفاعية، أما الثاني فقد سقط قرب ساحة الاحتفالات متسببًا في أضرار بسيارتين مدنيتين.
وأضاف البيان أن “القوات الأمنية باشرت بعملية تحقيق وتحديد موقع الإطلاق”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى ساعة إعداد التقرير، كما لم يتم الإعلان عن سقوط ضحايا أو إصابات بين المدنيين.
وفي وقت سابق، أفاد مصدر أمني لوكالة “فرانس برس” عن إسقاط منظومة “سيرام” الدفاعية صاروخين قرب السفارة الأمريكية في بغداد.
وفي الأشهر الأخيرة، استهدفت عشرات الهجمات الصاروخية أو بالطائرات المسيّرة القوات الأمريكية ومصالح أمريكية في العراق، وتنسب الولايات المتحدة هذه الهجمات إلى فصائل موالية لإيران رغم عدم الإعلان عن تبنيها من قبل أي جهة.
وفي 9 من كانون الأول الحالي، أعلن مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، انتهاء المهمة القتالية لقوات “التحالف الدولي” لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” رسميًا وانسحابها من العراق.
وقال الأعرجي في تغريدة عبر “تويتر”، “اليوم أنهينا جولة الحوار الأخيرة مع التحالف الدولي والتي بدأناها في العام الماضي، لنعلن رسميًا انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف وانسحابها من العراق”.
وأضاف المستشار أن العلاقة مع “التحالف الدولي” ستستمر في مجال التدريب والاستشارة والتمكين.
ما “المنطقة الخضراء”؟
أنشأت القوات الأمريكية “المنطقة الخضراء” وسط العاصمة العراقية بغداد في نيسان عام 2003، ويحيطها نهر “دجلة” من الجانبين الجنوبي والشرقي، وتبلغ مساحتها عشرة كيلومترات مربعة.
وهي منطقة دولية، تكمن أهميتها في وجود أكبر سفارة أمريكية في العالم، إذ تعادل مساحتها مساحة مدينة الفاتيكان، إضافة إلى وجود مقر الحكومة العراقية والجيش وقيادات التحالف الدولي.
كما تضم “المنطقة الخضراء” سفارات أجنبية أخرى وبعثات دبلوماسية وعددًا من القصور الرئاسية، كالقصر الجمهوري وقصر السلام.
وتعتبر المنطقة آمنة ومحصنة جدًا، حيث تحيط بالمنطقة جدران خرسانية وأسوار شائكة ونقاط تفتيش.
كانت المنطقة المركز الإداري لحزب “البعث” في عهد الرئيس الأسبق، صدام حسين، ثم أصبحت مركزًا لسلطة التحالف المؤقتة بعد غزو العراق على يد القوات الأمريكية، وسُميت حينها بـ”المنطقة الدولية”، ويعرف قديمًا اسمها بـ”كرادة مريم” وهي امرأة مشهورة عُرفت بمساعدتها الفقراء.
وسُميت بـ”المنطقة الخضراء” إشارة إلى تحصينها الشديد، واعتبارها منطقة آمنة لعمل السلطات الأمريكية والحكومة العراقية، حيث يشير اسم “المناطق الحمراء” إلى الأجزاء غير الآمنة في بغداد.