إيران تضاعف ميزانية “الحرس الثوري” لعام 2022
ضاعفت الحكومة الإيرانية الميزانية المخصصة لـ”الحرس الثوري” في مشروع قانون الموازنة العامة للبلاد لعام 2022.
وقال موقع “ديفنس نيوز” في تقرير له، في 16 من كانون الأول الحالي، إن مشروع قانون الموازنة الذي قدمه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يتضمن تخصيص نحو 930 تريليون ريال (ما يعادل 22 مليار دولار) لـ”الحرس الثوري” للعام المقبل، في حين بلغت مخصصاته في العام الحالي نحو 403 تريليونات ريال.
كما رفع مشروع الموازنة الجديدة مخصصات القوات المسلحة الإيرانية إلى ما يزيد على 339 تريليون ريال (ما يعادل 7.9 مليار دولار)، مقارنة بـ213 تريليون ريال في العام الحالي.
وستحصل وزارة الدفاع وفقًا لمشروع القانون على 955 تريليون ريال (22 مليار دولار أمريكي)، و7.7 تريليون ريال لقاعدة “خاتم الأنبياء” للدفاع الجوي.
كيف سينعكس رفع تمويل “الحرس الثوري”؟
الباحث في المجال العسكري يوسف مبارك، قال للموقع، إن هدف إيران من رفع الموازنة المخصصة لـ”الحرس الثوري”، تجديد الخبرات والمواد التي استنفدت بسبب الحروب بالوكالة، ولكي يستطيع الحفاظ على قدرته في مواجهة أي هجوم خارجي أو اضطراب داخلي ناتج عن المحادثات النووية.
وأشار مبارك إلى أن “الحرس الثوري” يعتبر القوة العسكرية الأساسية لإيران عندما يتعلق الأمر بحماية الحكومة، فإذا ما اندلعت اضطرابات داخلية في البلاد، ليس من المتوقع أن يكون الجيش الإيراني التقليدي شديد القسوة، كما أن الحكومة لن تعتمد عليه في قيادة المهام الهجومية الخارجية.
ولفت مبارك إلى أن أعضاء “الحرس الثوري الإيراني” تم عزلهم بشكل منهجي، وهندستهم ديموغرافيًا وأيديولوجيًا، ليكونوا غير مبالين بالشعب الإيراني إذا أمرت الحكومة بقمعه.
الباحث في معهد “الشرق الأوسط” مايكل تانشوم، اعتبر من جانبه أن الهدف الاستراتيجي لإيران، يتجاوز البقاء السياسي، إذ إنها تريد تعزيز البنية الأمنية للبلاد بما يتوافق مع مصالحها الوطنية.
وأضاف في حديث إلى الموقع أن “(الحرس الثوري الإيراني) يستخدم الحروب البديلة غير المباشرة من خلال اعتماده على الميليشيات، والطائرات المسيّرة، والحروب البحرية، والصواريخ غير التقليدية، وبما يوفر طريقة فعالة من حيث التكاليف تضمن القوة الرادعة التي تبحث عنها طهران، وستوفر هذه المخصصات المالية لطهران القدرة على الإنفاق على ميليشياتها في المنطقة، من أجل الاستمرار بالهجمات التي نفذتها كما حصل بالهجوم على منشأة (بقيق) في السعودية، والهجوم الذي استهدف ميناء (الفجيرة) الإماراتي”.
وبيّن الباحث أن “الحرس الثوري” يستخدم مزيجًا من التكتيكات غير التقليدية، والحرب الهجينة، وهو ما أدى إلى توسيع نطاق نفوذ إيران، ليشمل شواطئ البحر المتوسط والبحر الأحمر، وأصبح نفوذه يمتد من العراق إلى اليمن.
وحذر تانشوم من أن رفع الميزانية الدفاعية لإيران يعني المزيد من قدرات “الحرس الثوري” على استخدام الصواريخ الباليستية، وتطوير طائرات مسيّرة، بما يغيّر من معادلة القوة لمصلحتها.
“الحرس الثوري الإيراني”
قرر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، روح الله الخميني، تأسيس “الحرس الثوري”، في 5 من أيار عام 1979، ليكون قوة موازية للقوات المسلحة الإيرانية، تقوم بحفظ النظام الناشئ بعد سقوط الشاه، خاصة مع مخاوف النظام الجديد من ولاء بعض قادة القوات المسلحة للشاه، ويعتبر أيضًا أحد أفرع القوات المسلحة الإيرانية، ويمتلك وحدات بحرية وجوية.
بدأ “الحرس الثوري” مهامه كقوة محلية، قبل الحرب العراقية- الإيرانية في عام 1980، عندها شرع الخميني بتوسيع صلاحياته، وهيّأ له الأرضية لإنشاء وحدات إضافية، بحرية وجوية.
وفي حين تتولى القوات المسلحة الإيرانية مهمة حماية الحدود والأمن الداخلي للبلاد، يتولى “الحرس الثوري” مهمة الدفاع عن “قيم ومبادئ” الثورة الإسلامية في إيران، وحماية النظام الحاكم.
يسيطر “الحرس الثوري” على مؤسسة “خاتم الأنبياء”، وهي مؤسسة تدير شركات تتعلق بالطرق والإعمار المدني والنفط وشبكات الاتصالات، وتضم أكثر من 100 ألف موظف.
ويمسك “الحرس الثوري الإيراني” بمفاصل الاقتصاد الشرعي واللاشرعي في إيران.
وتقدم إيران للنظام السوري دعمًا متواصلًا منذ مطلع الثورة السورية، بالإضافة إلى مشاركة عناصر وضباط من “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني” وميليشيات تدعمها إيران في المعارك الميدانية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :