عنب بلدي – داريا
تصدى مقاتلو الجيش الحر في مدينة داريا، الأسبوع الماضي، لمحاولات اقتحامٍ جديدة لقوات الأسد على معظم الجبهات، وأوقعوا في صفوفها قتلى وجرحى إثر اشتباكاتٍ عنيفة بين الطرفين، وتمهيدٍ جوي استهدف أحياء المدينة.
وبدأت العمليات يوم الأحد 15 تشرين الثاني، حين استُهدفت المدينة بغارة روسية، تلاها عدة غارات من الطيران المروحي ألقت أكثر من 20 برميلًا، بحسب مراسل عنب بلدي في المدينة، لتندلع إثرها اشتباكات عنيفة خلال ساعات الليل بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد مدعومة بميليشيات حزب الله اللبناني.
وحتى صباح الاثنين 16 تشرين الثاني وصلت حصيلة البراميل إلى 34 برميلًا، تزامنًا مع الاشتباكات الليلية التي أدت إلى مقتل أربعة من ميليشيا حزب الله اللبناني واثنين من عناصر النظام، وجرح 7 آخرين، حسبما أفاد أبو جعفر الحمصي القائد الميداني في لواء شهداء الإسلام لعنب بلدي.
وكسابقاتها، عاد جنود الأسد بمحاولة أخرى في الساعات الأولى من صباح الجمعة 20 تشرين الثاني على الجبهة الغربية، بتمهيد جويٍ عنيف من الطيران المروحي والحربي بقرابة 50 برميلًا وحاوية متفجرة، إلى جانب قصف مدفعي بقذائف الهاون والمدفعية من جبال الفرقة الرابعة، وصاروخي بـ 21 صاروخ أرض–أرض من نوع “فيل” استهدفت قطاعات المدينة، وأدت إلى سقوط مدني وإصابة آخرين.
وتزامن القصف مع اشتباكات على الجبهة الشرقية، إلا أن مقاتلي الجيش الحر تصدوا للقوة المقتحمة وأوقعوا 21 قتيلًا من جنود الأسد، بحسب لواء شهداء الإسلام، الذي أكّد عبر صفحته في فيسبوك السبت، توثيق أكثر من 30 حالة قنصٍ لجنود الأسد خلال يومين مرفقًا الخبر بتسجيلٍ مصور يظهر عددًا من حالات القنص.
نظام الأسد بدوره استمر بسياسته بقصف الأحياء المدنية البعيدة عن نقاط الاشتباك، إذ ألقى طيرانه يوم السبت 16 برميًلا متفجرًا أسفرت عن مقتل امرأتين وطفلة من عائلة واحدة، وإصابة آخرين بجروح بعضها خطرة.
وفي حصيلة نشرها المجلس المحلي لمدينة داريا عبر صفحته الرسمية، بلغ حجم القصف منذ بداية آب الماضي 2099 برميلًا متفجرًا و206 صواريخ أرض-أرض (فيل) إضافة إلى مئات الأسطوانات المتفجرة والقذائف المدفعية، أسفرت عن مقتل 71 شخصًا.