عنب بلدي- عبادة كوجان
“لولا دعم إيران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وجهود مستشاريها العسكريين لكانت دمشق قد سقطت خلال السنوات الثلاث الأولى من الحرب.”
مساعد وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان- 18 تشرين الثاني 2015
“إن التطورات العاجلة التي حدثت في ميادين القتال على الأراضي السورية سببت في ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين هناك، وأصبح هذا العدد من القتلى يرتفع يومًا بعد يوم بسبب الوجود العسكري الإيراني في سوريا”.
صحيفة بهار الإيرانية- 28 تشرين الأول 2015
مع دخول الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد مرحلة تنامي الصراع العسكري في عامها الثاني، برز جليًا دور إيران في تقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الجيش والميليشيات الرديفة، في سبيل إنهاء الحراك المشتعل في معظم أنحاء البلاد.
لكن الدعم غير المحدود لنظام الأسد كان باهظ الثمن على الصعيد البشري، على أقل تقدير، إذ خسرت إيران إضافة إلى المئات من جنودها ومرتزقتها العراقيين واللبنانيين والأفغان، العديد من الضباط والمستشارين البارزين في حرسها الثوري وأجهزتها العسكرية، ونسلط الضوء في هذا التقرير على أشهر 10 “جنرالات” منهم، قتلوا بمعظمهم بنيران المعارضة السورية منذ أكثر من عامين، في عدة محافظات لا زالت تشهد مواجهات ومعارك بين الطرفين.
الجنرال حسن الشاطري
(ريف دمشق- شباط 2013)
وهو الاسم الحركي لحسام خوش نويس، القيادي البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإبراني، ورئيس الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان، والموجود على لائحة الشخصيات الإيرانية التي تفرض واشنطن عقوبات عليها بسبب ارتباطها بمنظمات إرهابية، في إشارة إلى حزب الله اللبناني.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في المعارضة قوله إن الجنرال الإيراني قتل في هجوم شنته مجموعة من المعارضة قرب مدينة الزبداني غرب دمشق، بتاريخ 13 شباط 2013، في حين اكتفت وكالة الأنباء الإيرانية بالقول إنه قتل على يد “عملاء إسرائيل” في سوريا على طريق دمشق-بيروت.
الشاطري من مؤسسي فيلق القدس، وكان يعتبر قائدًا له في لبنان، وشارك في تشييعه كبار القادة العسكريين في إيران ونعته معظم وسائل الإعلام آنذاك.
الجنرال عبد الله اسكندري
(ريف حماة – أيار 2014)
أرفع ضباط الحرس الثوري الإيراني، الذين قتلوا على يد المعارضة السورية عام 2014، وشغل منصب رئيس مؤسسة “الشهيد” التابعة للحرس الثوري في محافظة فارس الإيرانية.
قتل العميد اسكندري في أيار من العام الماضي على يد مقاتلي محافظة حماة، وتحديدًا مدينة مورك، والتي عرفت منذ ذلك الحين بـ “مقبرة الدبابات”، نظرًا للخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات الأسد خلال محاولات استعادتها.
ألقي القبض على الجنرال الإيراني في 29 أيار، داخل كتيبة الدبابات شمال مورك، وقطع رأسه من قبل أحد مقاتلي المحافظة، وفق تسجيل مصور انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك.
الجنرال جبار دريساوي
(ريف حلب – تشرين الأول 2014)
لقي العميد دريساوي مصرعه على يد مقاتلي المعارضة السورية في منطقة حندرات شمال حلب، 9 تشرين الأول 2014.
جبار دريساوي، هو أحد ضباط قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري في مدينة خوزستان الإيرانية، وعمل سابقًا قائدًا لكتيبة جعفر الطيّار ونائب قائد مقر كربلاء للشؤون الأمنية التابعتين للحرس الثوري.
ووصف محمد رضا نقدي، قائد قوات الباسيج، العميد دريساوي بـ “الشهيد”، وقال “عمل هؤلاء الشهداء ورفاقهم في سوريا والعراق هو دفاع عن القدس، القبلة الأولى للمسلمين، وقد استخدم العدو كل قوته لمواصلة احتلال فلسطين واستمرار جرائمه ضد المسلمين”.
الجنرال محمد علي دادي
(ريف القنيطرة – كانون الثاني 2015)
لم يكن لـ “ثوار” سوريا دور في مقتل هذا الضابط الكبير في الحرس الثوري الإيراني، حيث قتل في ريف القنيطرة بغارة إسرائيلية استهدفت موكبه، الأحد 18 كانون الثاني الماضي، إلى جانب ضباط وقياديين إيرانيين ومن حزب الله.
الجنرال دادي يعتبر من أكبر الرتب العسكرية التي قتلت في سوريا، وهو برتبة لواء، وشغل منصب قائد فيلق “الغدير” التابع للحرس الثوري، جنوب إيران، وقتل إلى جانبه في الغارة الإسرائيلية، القيادي في حزب الله جهاد عماد مغنية، إلى جانب خمسة من رفاقه.
الجنرال عباس عبد إلهي
(ريف درعا- شباط 2015)
شغل هذا الضابط منصب قيادة العمليات الإيرانية جنوب سوريا مطلع العام الحالي، في المواجهات التي جرت في منطقة “مثلث الموت”، كما أطلق عليها ناشطون، وهي المنطقة التي تصل أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة.
وبحسب ألوية الفرقان التابعة للجبهة الجنوبية، فإن العقيد عبد إلهي قتل إلى جانب ضابط آخر يدعى علي سلطان مرادي خلال معارك تل قرين في بلدة كفر ناسج التابعة لمحافظة درعا في 8 شباط من العام الحالي، أي بعد يوم واحد على انطلاق معارك “مثلث الموت”، حيث تمكنت قوات الأسد وحلفاؤه من السيطرة على بلدة تل العدس والتلال المحيطة بها، ولا تزال جثة عبد إلهي بحوزة ألوية الفرقان بحسب تصريحات سابقة للمتحدث باسمه.
الجنرال محمد صاحب كرم أردكاني
(ريف درعا – آذار 2015)
قتل العميد أردكاني على يد الجيش الحر في محافظة درعا، مطلع آذار الماضي، بحسب ما نقلت وكالة “أهل البيت” الرسمية الإيرانية آنذاك، مؤكدة أنه قيادي بارز في الحرس الثوري الإيراني.
ونشر العميد مرتضى خسرواني، قائد “منطقة المقاومة” في الحرس الثوري، رسالة تقدم فيها بالعزاء إلى الشعب الإيراني، وإلى المرشد الأعلى علي خامنئي في مقتل العميد أردكاني.
الجنرال كريم غوابش
(ريف دمشق- تموز 2015)
أبى العقيد غوابش إلا أن يذهب إلى سوريا ويقاتل هناك دفاعًا عن “العتبات المقدسة”، كما تصف المواقع الإيرانية، على الرغم من تقاعده عن العمل في الحرس الثوري الإيراني.
قتل الجنرال المتقاعد خلال معارك مدينة الزبداني غرب دمشق، 11 تموز الماضي، وقال موقع “سايبر أمان” الإيراني، إن غوابش كان من المشاركين في حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق، وشغل منصب مستشار لحرس “الثورة الإسلامية” في سوريا.
الجنرال حسين همداني
(ريف حماة- تشرين الأول 2015)
أشهر ضابط إيراني قتل في سوريا، وأكثرهم تأثيرًا في الحرب السورية على اعتباره المؤسس الفعلي لميليشيات “حزب الله السوري، الدفاع الوطني”.
اللواء حسين همداني، أحد القادة الأوائل في قوات الحرس الثوري الإيراني ومن مؤسسيها في مدينة همدان الإيرانية، وكان تولى في وقت سابق قيادة الفرقة “27 محمد رسول الله”، وعزل بعدها ليعود لتوليها بعد تحولها إلى “فيلق محمد رسول الله”، بحسب وكالة فارس الإيرانية.
تضاربت الأنباء حول طبيعة وكيفية مقتل همداني، 8 تشرين الأول الماضي، لكن موقع “تابناك” الإيراني والمقرب من الحرس الثوري، أكد نقلًا عن مرافقه الشخصي، أنه تعرض لكمين من قبل “مسلحين” أثناء قيامه بجولة ميدانية في ريف حماة، ليفارق الحياة في اللحظة ذاتها.
الجنرال فرشاد حسوني زاده
(ريف دمشق- تشرين الأول 2015):
لم تحدد المواقع الإيرانية تاريخ ومكان مقتل العميد زاده، مكتفية بالقول إنه قتل دفاعًا عن “مقام السيدة زينب” في 13 تشرين الأول الماضي.
شغل زاده سابقًا منصب قائد لواء “صابرين” التابع للحرس الثوري الإيراني، وقال عنه الصحفي الإيراني حسن شمشادي، إن “حسوني زاده كان من المدافعين عن مقام السيدة زينب في دمشق، وكان يقود المعارك ضد المعارضة المسلحة هناك”.
الجنرال مسلم خيزاب
(ريف حماة- تشرين الأول 2015)
نعت وكالة “مشرق” الإيرانية العقيد خيزاب بتاريخ 19 تشرين الأول الماضي، ولفتت إلى أنه قتل “أثناء تنفيذه مهمة استشارية” شمال غرب سوريا، في حين أكدت صفحات ومواقع سورية أنه قتل في معارك سهل الغاب في ريف حماة.
عمل خيزاب قائدًا لكتيبة “يا زهراء” التابعة لفيلق الإمام الحسين في الحرس الثوري الإيراني، بحسب الوكالة، وجاء مقتله تزامنًا مع مقتل عدة ضباط إيرانيين في معارك ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي.
تقول مواقع إيرانية وغربية إن قتلى الحرس الثوري بلغ نحو 400 ضابط وعنصر، منهم تابعون لميليشيات أفغانية وباكستانية تعمل تحت راية “الحرس”، وأفصحت وكالة فارس في تقرير سابق عن نحو 50 مقاتلًا منهم، لقوا مصرعهم خلال معارك ريف حلب الجنوبي المستمرة منذ تشرين الأول الماضي.