أحمد حاج بكري – ريف اللاذقية
تستمر الهجمة الشرسة لقوات الأسد بدعم جوي روسي على ريف اللاذقية منذ أكثر من 50 يومًا، ويحاول النظام التقدم في ريف اللاذقية الشمالي عبر أكثر من 6 محاور في جبلي الأكراد والتركمان، للسيطرة على نقاط جديدة.
واعتبر أبو أحمد، أحد قياديي الفرقة الأولى الساحلية العاملة في المنطقة، أن الهجوم هو “الأعنف” منذ اندلاع المعارك في ريف اللاذقية، مشيرًا إلى أن قوات النظام تسعى للتقدم من محور دورين-كفردلبة، للسيطرة على جبل القلعة ومصيف سلمى.أبو أحمد أكّد فشل قوات الأسد بالتقدم على هذا المحور بعد أن “استشهد أكثر من 100 عنصر”، خلال معارك صدوا فيها قوات النظام وقتلوا المئات منهم، على حد وصفه.
مجريات معارك اليومين الماضيين
وتحاول قوات النظام التقدم من محور الجب الأحمر، بهدف السيطرة على القرية، وفتح الطريق بين جورين في سهل الغاب ومصيف صلنفة، ولكنها لم تنجح حتى الآن بفتح الطريق رغم تقدمها البسيط خلال شهرين من المعارك، وسيطرتها على ثلاث تلال و6 محارس من قوات المعارضة.
أبو أحمد أشار إلى أن فشل الهجوم على جبل الأكراد؛ دعا قوات النظام إلى فتح جبهات جديدة في ريف اللاذقية وخاصة في جبل التركمان، إذ شنت هجومًا من محاور غمام والدغمشلية ونبع المر ومحمية الفرنلق وبرج الـ 45.
وتقدمت قوات النظام من المحاور السابقة في نفس التوقيت بتمهيد من الطيران والصواريخ والمدفعية، واستطاعت خلالها السيطرة على قرية الدغمشلية وقرية الزويك بعد معارك استمرت أكثر من 6 ساعات، صباح الخميس 19 تشرين الثاني.
ولفت القيادي إلى انسحاب عناصره من المنطقة، “بسبب القصف الوحشي”، مشيرًا إلى أنهم صدوا قوات النظام في محور نبع المر باتجاه برج زاهية.
وتستمر الاشتباكات على المحور منذ يومين، بحسب أبو أحمد، الذي أشار إلى أنها مناطق متاخمة للحدود مع تركيا، “ومع ذلك يقصفها الطيران الحربي الروسي ويطالها القصف بمدفعية النظام من مرصد جبل النسر ومن جبال مدينة كسب”.
خسائر قوات النظام خلال المعارك
وتقود الميليشيات الشيعية والإيرانية جبهات ريف اللاذقية، بحسب وائل، وهو أحد مقاتلي الفرقة الأولى الساحلية، والذي أشار إلى أن أغلب العناصر المقتحمة هم من تلك الميليشيات.
وائل لفت إلى أن مهمة عناصر الدفاع الوطني في المعارك تكمن في كشف الطرق وقيادة العناصر المقتحمة، باعتبارهم من الطائفة العلوية ومن أبناء المنطقة، الذين يقاتلون فيها منذ أكثر من عام.
وتجاوز عدد قتلى قوات النظام والميليشيات 500 قتيلٍ خلال المعارك، بحسب أبو أحمد، الذي أردف أن عناصر فرقته دمروا عشرات السيارات والدبابات وعربات BMP بصواريخ التاو والفاغوت المضادة للدروع.
حملة القصف التي يشنها النظام، دعت العديد من الأهالي للنزوح من منازلهم في قرى جبلي الأكراد والتركمان، باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا التي من الممكن أن تكون أكثر أمنًا من قراهم، بحسب وائل، الذي لفت إلى أن الصواريخ العنقودية استهدفت المخيمات الحدودية وقتلت ثلاثة مدنيين، “لذلك فهي ليست بمنأى عن الاستهداف”.
أهمية المناطق التي تحاول قوات النظام التقدم فيها
أبو أحمد أشار إلى أن لمصيف سلمى أهمية كبيرة كونه أول النقاط التي حررها مقاتلو المعارضة في الساحل قبل حوالي 4 أعوام، والتي تحاول قوات الأسد مرارًا التقدم فيها دون جدوى.
أما قرية غمام فتعتبر أقرب قرية محررة إلى مدينة اللاذقية، وتقع بالقرب من الأوتوستراد الدولي بين حلب واللاذقية، بينما تطل قريتا الدغمشلية الزويك على الأوتوستراد بشكل كامل، فيما كان كل من برج زاهية وقرية عطيرة الحدوديتين مع تركيا نقطة انطلاق قوات المعارضة، العام الماضي، للسيطرة مدينة كسب التي استعادها النظام بعد ثلاثة أشهر.
وتكمن أهمية قرية جب الأحمر بأنها تقع على الطريق الواصل بين مصيف صلنفة وقرية جورين في سهل الغاب، وتطل بشكل كامل على السهل وعلى مدينة جسر الشغور، التي سيطرت عليها قوات المعارضة منذ قرابة 6 أشهر.
وتحاول قوات النظام منذ فترة طويلة استعادة السيطرة على العديد من القرى في جبلي الأكراد والتركمان، والتي حررها الجيش الحر عام 2012 بقيادة لواء أحرار الساحل ولواء جبل التركمان، إلا أن تقدمها داخل 4 قرىً خلال الشهرين الماضيين لم يكن إلا بعد الإسناد الجوي الروسي الذي غيّر مجريات المعارك بشكل واضح على الأرض.