فوضى إعلانات تشوّه الشوارع وتعتدي على الممتلكات الخاصة والعامة بإدلب
أصبحت إعلانات الطرقات في محافظة إدلب مصدر قلق و إزعاج لأهالي المحافظة، وتسيطر على المشهد البصري للمدينة، إذ صارت خلال السنوات القليلة جزءًا من هويتها التي لا تفارق جدرانها وأرصفتها.
معتصم (42 عامًا)، يستيقظ كل صباح ليجد إعلانًا جديدًا لسيارة أجرة، أو معلم، أو روضة أطفال، على جدران منزله في مدينة إدلب، بحسب ما قاله لعنب بلدي، مضيفًا أن فوضى الإعلانات في الطرقات أصبحت “مصدر إزعاج”، وصارت تخرّب الممتلكات الخاصة من قبل المعلنين.
وعن محاولات معتصم للبحث عن وسيلة لمنع المعلنين من الكتابة على جدران منزله، قال إن المعلنين لا يأخذون بعين الاعتبار الناحية الجمالية للواجهة الخارجية للمنازل، كما أن إهمال الإعلانات، وعدم العناية بسلامة الإعلان ونظافة مكانه، أدى إلى تشوّه المعنى، وفي بعض الأحيان إلى مفعول عكسي تجاه المعلِن الذي صار في نظر البعض “مخربًا للممتلكات”.
وطالب مدنيون ممن قابلتهم عنب بلدي، بإنشاء لوحات مخصصة للإعلانات في المحافظة، لمنع المعلنين من استعمال جدران المنازل والشوارع كلوحات للإعلانات في المحافظة.
وبحسب ما قاله المتخصص في مجال الإعلانات والتسويق حسام السحين، خلال حديث إلى عنب بلدي، فإن الإعلانات المنتشرة في الطرقات تعمل على لفت نظر الفئة المستهدفة، بينما صارت اليوم في إدلب تجبر الجمهور على النظر إليها بعد أن اتجه المعلنون إلى الإعلان في جميع المراكز وأماكن وجود الناس.
وأضاف أن كثرة الإعلانات في الطرقات أدت إلى سيطرة إعلانات الطرقات على المشهد البصري للمدن، فلا يتوقف الأمر عند اللوحات الإعلانية في الطرقات، بل يتعداه إلى وسائل النقل، وجدران المنازل، وأسوار الحدائق، وأماكن العبادة.
قال محمد الزير، وهو أحد أبناء مدينة إدلب لعنب بلدي، إن “فوضى الإعلانات” في الشوارع صارت اليوم “مصدر إزعاج” لسكان المدينة، وصار يُنظر إليها على أنها تتطفل على المناظر الجميلة في المدينة، وتشوّه المعالم المميزة لها.
“لجنة وزارية” للحد من فوضى الإعلانات
اتخذت حكومة “الإنقاذ” صاحبة النفوذ في إدلب خطوات جديدة للحد من فوضى الإعلانات في الطرقات، كانت أولاها تشكيل “لجنة وزارية” تابعة لها، للحد من فوضى الإعلانات في الطرقات.
وقال رئيس “اللجنة الوزارية” لتنظيم الإعلانات، أحمد العبد الله، خلال حديث إلى عنب بلدي، إن وزارة الإدارة المحلية والخدمات في حكومة “الإنقاذ” أعطت الترخيص اللازم لشركة “كرييتف إنسيبشن”، وتم التعاقد معها للعمل على إصلاح و تجديد اللوحات الإعلانية الطرقية وفق الشروط الفنية الخاصة.
وأضاف العبد الله أن أي تعديل في هذا السياق سيجري وفق المواصفات العالمية، إذ اعتمدت “الإنقاذ” معايير للأحجام و المواصفات و أماكن تموضعها، حسب الطريق وارتفاع لوحة الإعلانات ومكان تموضعها في حال كانت داخل أم خارج المدينة.
وتضم “اللجنة” ممثلين عن المديريات الفرعية للخدمات في المناطق والمجالس المحلية كل في نطاق عمله، لمتابعة أعمال الشركة بتنظيم الإعلانات، إذ بدأ العمل من مدينة إدلب وأوتوستراد إدلب- باب الهوى، بحسب رئيس “اللجنة الوزارية”.
واعتبر أن العمل داخل المدن وخاصة مدينة إدلب، سينطلق بدءًا من المنصفات الطرقية والشوارع في المرحلة الأولى، ثم واجهات الأبنية والمحال التجارية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :